خارج الحدود

عزلة الرياض تتزايد.. تركيا تمهلها يوما واحدا ولندن تعد لائحة عقوبات

مهلة يوم واحد

أمهلت السلطات التركية الرياض حتى يوم غد الأحد، للسماح للمحققين بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول، وإلا سيتم طرد القنصل والدبلوماسيين السعوديين في إسطنبول من البلاد.

وقالت صحيفة ييني شفق التركية، في تقرير لها، إن المفاوضات مستمرة بين أنقرة والرياض للسماح للمحققين الأتراك بتفتيش مبنى القنصلية ومنزل القنصل السعودي بشكل متزامن، إذ يسود الاعتقاد لدى المحققين بأن الصحفي جمال خاشقجي دفن في هذين الموقعين بعد أن جرى قتله وتقطيعه.

وأضافت الصحيفة أن المحققين الأتراك لن يكتفوا بالتفتيش في مقر القنصلية وبيت السفير فقط، بل سيواصلون البحث عن جثة خاشقجي في كافة المناطق التي رصدت فيها سيارات القنصلية بالتزامن مع اختفاء خاشقجي، خاصة منطقة بنديك الواقعة في الطرف الآسيوي من إسطنبول، حيث شوهدت إحدى السيارات في تلك المنطقة، واختفت عن كاميرات المراقبة بعد أن دخلت المنطقة المذكورة، لتظهر مجددا بعد نحو 6 ساعات ونصف.

إلى ذلك، قالت قناة الجزيرة الفضائية إن سلطات الملاحة الجوية رفضت منح الإذن لطائرتين سعوديتين خاصتين بالهبوط في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، فيما لم تصدر السلطات التركية حتى الآن توضيحات بشأن منع الطائرتين السعوديتين الخاصتين من الهبوط في المطار.

عقوبات

صحيفة “الإندبندنت” البريطانية نشرت تقريرا، قالت فيه إن الحكومة البريطانية بصدد النظر في العقوبات التي قد تفرضها على السعودية، في حال ثبوت وقوفها وراء اختفاء جمال خاشقجي، في وقت صعدت فيه فرنسا والولايات المتحدة أيضا من ضغوطها على الرياض، لكشف الحقيقة.

وقالت في تقريرها، إن المسؤولين البريطانيين شرعوا في إعداد لائحة بأسماء موظفين في الأجهزة الأمنية والحكومية السعودية، الذين يمكن أن يقعوا تحت طائلة العقوبات، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات بشأن اختفاء الصحفي المعارض جمال خاشقجي، وذلك بحسب ما أكده لـ”الإندبندنت” مصدر مقرب من الرياض ولندن.

وأوضحت الصحيفة أن هذه اللائحة التي يتم إعدادها حاليا من قبل وزارة الخارجية، يمكن أن يتم استخدامها في حال قررت بريطانيا تفعيل “قانون ماغنيتسكي”، الذي تمت المصادقة عليه خلال هذا العام، والذي يسمح لبريطانيا بفرض عقوبات على المسؤولين الأجانب المتهمين بجرائم ضد حقوق الإنسان.

وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب هذه العقوبات، يمكن أن تفرض بريطانيا قيودا على السفر والتجارة مع السعودية، بالتنسيق مع باقي دول الاتحاد الأوروبي. وأجابت وزارة الخارجية، لدى سؤالها عن صحة الحديث حول هذه القائمة، بأنها ليس لديها ما تضيفه في قضية جمال خاشقجي، زيادة عن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية جيريمي هنت يوم الخميس.

ونقلت الصحيفة تصريح جيريمي هنت، الذي قال فيه: “في كافة أنحاء العالم، الناس الذين اعتقدوا لوقت طويل أنهم أصدقاء للسعودية، يقولون الآن أن هذا الأمر خطير جدا. وإذا تبينت صحة هذه الاتهامات، فإنها ستكون لها تبعات وخيمة”.

عزلة دولية

تحدثت صحيفة “الغارديان” عن العزلة المتزايدة التي تواجهها السعودية بسبب اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بعدما قرر عالم التجارة والمال إدارة ظهره لمؤتمر للاستثمار وصف بدافوس الصحراء، وحديث المسؤولين الأمريكيين عن تسجيلات صوتية لعملية التحقيق وقتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي.

ويشير التقرير إلى أنه كان من المقرر عقد مؤتمر “مبادرة الاستثمار في المستقبل” في الرياض هذا الشهر، لكنه يتحول منذ الجمعة إلى “مهزلة” بعدما قررت عدة مؤسسات إعلامية ورجال أعمال إلغاء المشاركة فيه.

وترجح الصحيفة إلغاءات أخرى للمشاركة في هذا المؤتمر مع استمرار الجدل حول خاشقجي، الذي تعتقد السلطات التركية أنه قتل، وقال الجميع إنهم قلقون من الظروف التي رافقت اختفاءه واحتمال قتله في القنصلية التركية، وغياب الرد الحقيقي من السعودية وتقديمها أدلة حقيقية.

ويلفت التقرير إلى أن السعودية تتعرض لضغوط لتكشف عما حدث لخاشقجي عندما دخل القنصلية في اسطنبول لإنهاء معاملة في الساعة 1.14 من يوم 2 أكتوبر، فيما تزعم تركيا أن خاشقجي، الناقد للنظام السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قتل على يد فرقة موت جاءت خصيصا من الرياض.

ترامب يهدد

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة حديثة، بـ”عقاب قاس” في حال ثبوت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، المختفي منذ دخوله إلى قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر الجاري.

جاء ذلك في مقتطفات بثتها شبكة (سي.بي.إس) التلفزيونية، اليوم السبت، من مقابلة للرئيس الأمريكي مع برنامج “ستون دقيقة. وقالت الشبكة إنها أجريت الخميس، وستبث كاملة مساء الأحد.

وقال ترامب، إن السعودية قد تكون وراء اختفاء خاشقجي، مؤكدا أن للقضية أهمية خاصة “لأن الرجل كان صحفيا”.

وأضاف: “حتى الآن، ينفون هذا الأمر بشدة. هل يمكن أن يكونوا وراء ذلك؟ نعم”.

وردا على سؤال حول الخيارات التي يمكن أن يدرسها، أجاب ترامب إنه لا يميل إلى منع مبيعات الأسلحة للمملكة، وهو الموقف الذي عبر عنه سابقا.

وقال “المسألة تتعلق بنوع العقوبات” مضيفا “سأعطي مثالا — إنهم يطلبون معدات عسكرية. الجميع في العالم أرادوا هذه الطلبية. روسيا أرادتها، الصين أرادتها، نحن أردناها. حصلنا عليها، حصلنا عليها بالكامل، كل قطعة منها”.

وتابع “سأقول لكم ما لا أريد القيام به. بوينغ ولوكيهد ورايثيون، لا أريد إلحاق الأذى بالوظائف. لا أريد أن أخسر طلبية كتلك. أتعلمون شيئا، هناك وسائل أخرى للعقاب”.

وعلى الرغم من تصريحاته الغاضبة بشأن اختفاء الصحفي خاشقجي، إلا أن ترامب “استبعد إيقاف صفقات الأسلحة مع السعودية”، مؤكدا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفى تماما لغاريد كوشنر أي دور سعودي في أزمته.

المصدر صحيفة “عربي 21” اللندنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *