مجتمع

أكبر مجمع للصناعة التقليدية بمراكش.. احتضار وإبعاد عن مسار السياح (فيديو)

“سيدي بودشيش هو أكبر مجمع للصناعة التقليدية غير مهيكل في القارة الإفريقية”، هكذا وصف صانع تقليدي بالسوق الذي لا يبعد عن ساحة جامع الفنا وسط مدينة مراكش سوى بحوالي 900 متر، موضحا “أقصد بغير مهيكل أنه مجمع وجد بطريقة تلقائية عبر تجمع الصناع وليس من المجمعات التي تنشئها المؤسسات الرسمية”.

يضم سوق سيدي بودشيش 11 مجمعا للصناعة التقليدية، مشكلة من 19 حرفة ذات الأعداد، ويقصد بذات الأعداد الحرف التي تمارس في 3 محلات فما فوق، إضافة إلى العديد من الحرف الأحادية، ويفوق عدد المحلات المعدة للصناعة التقليدية بسوق سيدي بودشيش 700 محلا.

جريدة “العمق” انتقلت إلى سوق سيدي بودشيش والتقت مجموعة من الحرفيين المتواجدين بالسوق، كما صادف تواجدها بالسوق اجتماع مكتب جمعية الوفاق للصناع التقليديين، الذي أجمعوا في حديثهم لجريدة “العمق” أن أكبر مشكلة تواجههم هي “التسويق” و”البعد عن المدار السياحي للمدينة العتيقة بمراكش”.

النقش

إقصاء

ويوضح رئيس فيدرالية الخير للصناع التقليديين بمراكش عبد الصادق بوزاهر في حديثه لجريدة “العمق”، أن مجمع سيدي بودشيش الذي لا يبعد عن عدد من المنشآت السياحية والتاريخية بالمدينة الحمراء مثل ساحة جامع الفنا، ومتحف دار سي سعيد، وقصر الباهية، وقصر البديع، سوى بأمتار لا تكاد تصل كيلومترا أو نصفه في بعض الأحيان، تم إقصاؤه من المدار السياحي للمدينة العتيقة، وتمت برمجته في نهاية المدار.

وأضاف أن السائح الذي سيضطر إلى قطع عدة كيلومترات من المشي، كيف له أن يتمكن من التجول بالمجمع ويتعرف على إبداع الصناع التقليديين واقتناء منتوجاتهم، وأشار إلى أن المدار السياحي لا يتوفر حتى على مراحيض عمومية ولا أي من المنشآت التي تساهم في توفير الراحة للزوار.

“بيروقراطية بعض المؤسسات المسؤولة لم تعطنا حقنا في المدار السياحي حيث تم وضعنا في نهايته، ولن يصلنا إلى غاية سنة 2021″، يلخص بوزاهر السبب الرئيسي لـ”إقصاء” المجمع الأكبر من نوعه في مدينة مراكش.

حداد سدور

مطالب

الصناع التقليديون الذين التقهم جريدة “العمق” في اجتماع مكتب جمعية الوفاق طالبوا بالإسراع من تهيئة مخلفات أشغال التهيئة التي شهدها السوق في السنوات الأخيرة، والتي أثرت سلبا على أرضيته وجماليته، كما أجمعوا على ضرورة إدماج محلاتهم في الإصلاحات التي شهدها المدار السياحي، وتزويدها بالشكل الخارجي الموحد الذي يضفى عليها جمالية ويعطيها مظهرا مناسبا للمنتوج التقليدي وبالبعد التاريخي لمدينة مراكش.

ويطالب الصناع التقليديون بإنشاء دار للجمعيات وإعطائهم حق ضمن أروقتها لممارسة أنشطتهم المدنية والثقافية، مستنكرين من محاولة “البعض” إقصاءهم من دار للجمعيات ينتظر أن يتم إنشاؤها في مكان قريب من السوق، كما أكدوا أنه توجد مجموعة من الأراضي المجاورة في ملك الدولة يمكن استغلالها لهذا الغرض، وكذا في إنشاء ملاعب للقرب، مشددين على ضرورة أن تكون مجانية لفائدة الصانع التقليدي.

النقش على النحاس

احتضار

وفي الوقت الذي أشاد فيه بوزاهر ببعض الإصلاحات التي شهدها السوق مؤخرا من قبيل تزويده بشبكة الماء الصالح للشرب وشبكة التطهير، وكذا ربطه بشبكة الكهرباء، دق ناقوس الخطر بخصوص وضعية الصانع التقليدي، وشدد على أن هذا الأخير “يحتضر” ويمكن أن “يندثر” إذا لم يتدخل المسؤولون لدعمه وإنقاذه.

وأوضح أن جميع الطرق التي تؤدي إلى السوق عبارة عن زقاق ضيق، وهو ما يجعل الزبناء والسياح لا يكادون يصلون إلى السوق إلا نادرا، واقترح فتح طريق من أكدال باحماد وتصحيح وضعية السوق ضمن المدار السياحي للمدينة العتيقة.

ودعا المسؤولين بالمدينة الحمراء إلى “الجلوس على الطاولة” مع الصناع التقليديين من أجل الاستماع إلى همومهم وإيجاد الحلول المناسبة لتوقيف “مسار الاندثار” التي تتجه إليه الصناعة التقليدية، مؤكدا أن عددا من الصناع التقليديين اضطروا إلى تغيير حرفهم نحو خدمات لا تندرج ضمن الصناع التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *