منتدى العمق

جيل الرهانات الفاشلة‎

جيل 2000 لا يعرف أبدا معنى “الزرواطة” ولا يعي المعنى الحقيقي للقمع والخوف , لم يرسم أبدا العلم يوم عيد العرش ولم يعاصر احتفالات الولاء المبهرجة.

ففي وقته طقوس الولاء تؤدى صيفا وهو لا يعرف في الصيف شيئا سوى “التبحيرة”.

جيل الألفين يا سادة ينال كل ما يريده بضغطة زر و يعرف جيدا معنى حياة الرفاهية المطلقة فتكفيه جولة واحدة على صفحات “لانسطاغرام” ليعرف الفرق بين الحياة الحقيقية والحفرة التي يعيش فيها الأن ..

هذا الجيل لم يعش خوف جيل الثمانين ولا سكيزوفرينية جيل التسعين يعرف معنى الحرب وألته كيف لا وعدد الجثث فاق قدرة الأرقام عن التدوين , سجله فارغ من أنصاف المثقفين وأنصاف المناضلين وأنصاف الشعراء والأدباء وأرباع السياسين. هو جيل يأسره الكمال ولا يفكر أنه يملك شيئا ليخسره , جملة “بغيتونا نكونو بحال سوريا” لا تعد له بعبعا فببساطة هو لا يملك أي انتماء فقرار الهجرة بالنسبة له قرار محسوم وكيف لا يكون وهو يرى صور أقرانه في جزر المالديف ( التي لم أعرف بوجودها وأنا من جيل التسعين إلا في السنوات الأخيرة ) و يعرف أنه كي يصلها من بلادنا السعيدة يجب عليه أن يجمع راتبه كاملا ولن يكفيه ولو بعد 50 سنة كما تتنافس الإشهارات في التنكيل بحياته التعيسة هاهنا صباح مساء فنادق باريس , ماركات عالمية , موضة وأزياء وجمال وبهاء لا يكفي راتب والده الهزيل لاقتناء نسخ مقلدة منه .

جيل الألفين لا تؤرقه قضية مغربية الصحراء لأنه لم يرها في غير الصور أيام ذكرى المسيرة الخضراء ( التي يسعده أكثر أنها عطلة يتملص فيها من صفوف الدراسة المهترءة) وتكفيه رحلة الى مرزوكة -الغير المتنازع عنها- ليعيش وقتا جميلا بين الرمال أما ما عداها فهو خارج نطاق إهتماماته , هذا الجيل نفسه يقدس شكله وجسده وجماله ويعمل على نحته و قص شعره بنفس طريقة “المؤثرين” جيل نرجسي لا يأبه لحفنة تراب وحجارة نقدسها تحت إسم الوطن والوطنية فأقصى مظاهر الوطنية لديه تشجيع “أسود الأطلس” في المباريات الدولية .. والإحتفال بأغان عالمية صورت في بلاده وتربيعها عرش “طوندونس” لمدة ( قبل عودة فيديوهات شاهد قبل الحذف)

جيل خرج للشارع وثارت ثائرته على إضافة ساعة مختلة في توقيت يومه .. في حين صبرت أجيال قبله على حياة مختلة عن بكرة أبيها
قد يبدوا حديثي هذا شؤما من نوع ما لكن كن واثقا سيدي أنك لن تحب استفزاز جيل لا يملك شيئا ليخسره … جيل الرهان الفاشل
فأعد الساعة إلا ما كانت عليه وكف عن العبث ..

يكفي العبث الذي نعيشه تحت رايتكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *