منتدى العمق

في الذكرى الرابعة عشر لرحيل أبو عمار

الوحدة الوطنية والقدس واللاجئين

تمسكت حركة فتح على الدوام بالوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحد للشعب الفلسطيني وهذه الوحدة الوطنية أثبتت على الدوام أنها أقوى سلاح بيد شعبنا لمواجهة مخططات العدوان والاحتلال الإسرائيلي ” هذا من أورع خطابات أبو عمار عن الوحدة الوطنية التي كانت هدفه الاستراتيجي وحرص على تحقيقها بالفعل لا بالقول فقط لأن أبو عمار قائداً حمل في قلبه وعقله حباً لوطنه وشعبه، ولم يستنكف عن خدمة شعبه وتحقيق وحدته طوال حياته باذلاً أغلى ما يملك مدافعاً مضحياً مقاتلاً فدائياً من أجل تحقيق الوحدة الوطنية لإفشال كل المؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ففلسطين وتحريرها هدفه الأول والأخير إنه بكل فخر واعتزاز رحل عنا هذا القائد في أصعب الأوقات إنه قائد قوات الثورة الفلسطينية ومن صاغ تاريخ فلسطين في العصر المعاصر فهو لم تكن الحرب هوايته، ولكنه كان فدائي محب لوطنه، فلما ناداه الوطن لحمل السلاح وإنقاذه لبى النداء بكل كفاءة وبسالة وإصرار على التحدي فلا تقف هذه الشخصية الفدائية التي ضربت مثال يقتضى فيه كل مناضل ومحباً لوطنه عند حدود زمانها أو مكانها و لا ينحصر تأثيرها في دائرة بناء وطنها و حسب ، و لكنها تتجاوز حدود الزمان و المكان، و تصبح قبلة الجماهير إنه هذا البطل الشهيد ياسر عرفات الذي له قصته و معاناته التي بدأت منذ ميلاده 1929م ، فلم يكن هذا الشهيد هو أول الشهداء ولم يكن أخر الشهداء لكنه رمز النضال الفلسطيني وقائد له دوره المتميز في تفجير الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وفي سيرته من الولادة إلى الشهادة من أغسطس ، 1929 م حتى الحادي عشر من نوفمبر 2004 م يتبين لنا معاناة الفلسطينيين وانجازاتهم النضالية ، فبدأ عمله الفدائي مند نكبة فلسطين وحرب 1948م ، وجهز أول لغم في تاريخ الثورة الفلسطينية في العصر المعاصر عام 1956م ، حتى أعلن صبيحة الأول من يناير 1965م ، البيان العسكري الأول الذى رافقة تنفيد عمليات فدائية في مناطق متعددة من فلسطين المحتلة ، وكانت بداية انشغال العالم بمن هي فتح ومن هو أبو عمار إنه القائد الثائر الذى كان اباً لكل الفلسطينيين حاسم شجاع قوى وذكى يتحمل الصعاب وكلما كان يشتد التآمر عليه كان يشتد قوه وصلابه يشعر بهموم شعبه إنه القائد الفتحاوي الذى أكد بأن قضية اللاجئين في منزلة المقدسات والقدس عاصمة دولة فلسطين وقال الكثير في خطاباته التي يجب أن تدرس في المدارس الثورية ، عمل بكل بسالة ما يقرب من ستون عاماً في العمل الفدائي والسياسي أبدع في استخدامه كافة السبل قاتل في كل الميادين استخدم كافة الوسائل لأجل فلسطين لم يساوم على الثوابت الوحدة والصمود أساس لأديباته الفكرية عاش كل مراحل قضيتنا الفلسطينية عاصر كل المحطات التي مرت بها قضية فلسطين وفى كل مرحلة كان يثبت دائماً وابداً بأنه القائد العصى عن الانكسار من القدس إلى مصر والتصدي للعدوان الثلاثي 1956م، ومنها الى الكويت عام 1958م ، وتشكيل خليه ثورية برفقة خليل الوزير أطلق عليها اسم فتح واصدار مجلة فلسطيننا التي بدأت في الظهور في بيروت عام 1959 م و حركة فتح هي من تصدر هذه المجلة التي حفلت صفحاتها بالدعوة إلى بعث الكيان الفلسطيني المستقل بالعمل الوطني الفلسطيني وفى نهاية عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث أنشأ أول مكتب لحركة فتح وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر ومن الجزائر أجرى اتصالات مع البلدان الاشتراكية لكسب دعمهم للثورة الفلسطينية ، وفي عام 1964 توجه الأخ أبو عمار برفقة الشهيد أبو جهاد خليل الوزير إلى الصين التي تعهد قادتها بدعم الثورة فور انطلاق شرارتها، وبحكم خبرة ابو عمار العسكرية أبان وجودة في الجيش المصري كان يملك المقومات التي جعلته القائد العام للجناح العسكري لحركة فتح التي عرفت بالعاصفة وهى من نفدت العمليات الفدائية النوعية مند انطلاقتها عام 1965م ، وكثفت عملها العسكري بعد هزيمة حزيران يونيو من عام 1967م ترأس ابو عمار العديد من تلك العمليات التي رفعت من شعبية حركة فتح وجعلتها قوة أولى على الساحة الفلسطينية ، ارتفعت سمعة فتح العسكرية كحركة تحرر وطني بعد أن برز دورها في حرب الكرامة 1968 م ، واتخذ من الأردن نقطة انطلاق لعملة الفدائي ومنها إلى بيروت عام 1970م ، وما بين 1970- 1978م كان خطابة التاريخي في الامم المتحدة منتزعاً الاعتراف الدولي والعربي في منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن اعلن عن البرنامج المرحلي الدى ثبت فيه حق الفلسطينيين في العودة والتحرير وتصديه للقوات الصهيونية بين عامي 1978- 1981م حتى الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982م، والصمود الأسطوري الذى استمر اكثر من ثمانين يوماً قاتل الفلسطينيين فيهم بكل شراسة للدفاع عن بقاءهم على خطوط التماس مع فلسطين المحتلة ، ومنها الى تونس التي كانت نقطة الانطلاق لدعم انتفاضة 1987م انتفاضة الحجارة وتقديم كافة اشكال الدعم لضمان استمراريتها وديمومتها ودعم ابو عمار الانتفاضة سياسياً عندما أعلن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف في نوفمبر من عام 1988م بالجزائر وهنا كان يهدف أبو عمار إلى اثبات الحق التاريخي والطبيعي والقانوني للفلسطينيين في فلسطين التاريخية، وفى عام 1993م كانت اتفاقية اوسلو واعتراف إسرائيلي بوجود سلطة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967م ، تبعها توقيع اتفاقية القاهرة التي نصت على اعتراف اسرائيل بمنح الفلسطينيين حكماً ذاتياً في غزة واريحا ، وعاد أبو عمار الى أرض الوطن بعد حوالى ثلاثون عاماً من التشرد القسري ، وانتخب في 1996م رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية ، واستمرت المفاوضات مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة حتى يوليو من عام 2000م ، وعقد مفاوضات كامب ديفيد بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلنتون ، والتي مثلت هذه المفاوضات الموقف الفلسطيني الرسمي عندما أكد أبو عمار أنه لن ولم يتخلى عن الثوابت الفلسطينية ، وأعلن من داخل الولايات المتحدة الامريكية رفضة للمقترحات الامريكية ، وبعدها بخمسة شهور اندلعت انتفاضة الاقصى التي كانت بمباركة ودعم معنوي ومادى من الشهيد أبو عمار ولعبت اجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية رأس الحربة في انتفاضة الاقصى وتوجهت اسلحتها في وجه العدو ودافعت عن مخيماتها ومواقعها العسكرية وسقط الكثير من هؤلاء الأبطال الشهداء ومنهم الأسرى الذين لازالوا يقبعون في السجون والمعتقلات الاسرائيلية ، وبدأت تتعالى أصوات داخل الكنيست الإسرائيلي تتعالى وتطالب تارة بقتل ابو عمار وتارة باعتقاله وتارة بطرده وفرض عليه حصار محكم في مقر المقاطعة بمدينة رام الله استمر ما يقارب ثلاث سنوات كان شعاره الأول والأخير فيها يريدوني قتيلاً أو اسيراً أو طريداً لكن أقول لهم شهيداً…. شهيداً …. شهيداً. حتى نال الشهادة بعدما اغتالته يد الغدر والخيانة واستشهد بتاريخ الحادي عشر من نوفمبر من عام 2004م ، بعدما نجح هدا القائد الوطني الكبير الذى يمنع احياء دكري استشهاده في قطاع غزة بدون أية مبرر وهو رمزاً للوحدة الوطنية وحامياً واميناً على مسيرة النضال الفلسطيني ، وهو من جعل كل الفلسطينيين يشعرون بالوحدة الوطنية ووحدة المعاناة وأن فلسطين باقية وستتحرر بالوحدة على اعتبارها مصدر قوة الشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *