خارج الحدود

والدة “أسانج” تناشد العالم: ابني يعذب ويغتال ببطء في سفارة لندن

طالبت والدة الصحفي “جوليان أسانج” صاحب موقع “ويكليكس”، بمساعدتها على إنقاذ ابنها الذي يتعرض لما أسمته بـ”اغتيال بطيء وقاس” بسفارة “الإكوادور” بالعاصمة البريطانية لندن، مضيفة أن “أسانج” الذي حصل على عديد الجوائز وحارب الفساد وجرائم خطيرة بشجاعة ووقف من أجل المصلحة العامة هو حاليا وحيد ويعاني وفي عزلة تامة، بعد أن قطعوا كل وسائل الاتصال به.

وأضافت “كريستين أن هاوكين” في شريط فيديو منشور على موقع “يوتيوب”، مدته 4 دقائق و19 ثانية، أن “جوليان أسانج” يتعرض للتعذيب في قلب العاصمة لندن، مشيرة إلى أن السجن الحديث للمعتقلين السياسيين لم يعد هو برج لندن بل سفارة “الإكوادور”، لافتة إلى أن ابنها محتجز منذ ثماني سنوات دون أن توجه له أية تهمة.

والدة مؤسس موقع “ويكليكس” الذي أزعج عددا من الدول عبر العالم، قالت إن الحكومة البريطانية رفضت في السنوات الست الأخيرة، طلبات الحصول على الرعاية الصحية الأساسية لابنها، من هواء نقي وتمارين رياضية، وأشعة الشمس التي تمنحه الفيتامين D، وكذا الرعاية الطبية المناسبة وعلاج أسنانه، ونتيجة لذلك تدهورت صحته بشكل خطير.

وأردفت “كريستين” أن الأطباء الذين قاموا بفحصه حذروا من ظروف الاعتقال التي يمر بها والتي تهدد حياته، مشيرة بالقول: “ابني يتعرض لاغتيال بطيء وقاس أمام أعيننا في سفارة لندن”.

وفي العام 2016، وبعد إجراء تحقيق شامل، تضيف المتحدثة، عبر شريط فيديو منشور على “يوتيوب” بتاريخ 4 نونبر الجاري، أن الأمم المتحدة أقرت بأن حقوق “جوليان” قد انتهكت بشكل متكرر، وأنه تم احتجازه بشكل غير قانوني منذ 2010، وقد أمرت بالإفراج عنه وتعويضه، غير أن الحكومة البريطانية رفضت الامتثال لأوامرها.

وزادت والدة “أسانج” أن الحكومة الأمريكية تعتبر أن اعتقال “جوليان” كان أولوية، وبالتالي أصبح لجوؤه مهددا بشكل مباشر في سفارة الإكوادور بلندن، وذلك بسبب الضغط الأمريكي على الرئيس الإكوادوري الجديد والذي قرر وضع “جوليان” في الحبس الانفرادي المشدد خلال الأشهر السبعة الماضي، مؤكدة أنه محروم من الاتصال بعائلته وأصدقائه، فقط محاموه من يمكن لهم زيارته.

وتابعة “كريستين أن هاوكين” قائلة: “قبل أسبوعين ساء وضع جوليان إلى حد كبير. والرئيس السابق للإكوادور، رافاييل كوريا ، الذي منح بشكل شرعي اللجوء السياسي لجوليان في مواجهة التهديدات الأمريكية لحياته وحريته، قد حذر علنا أنه عندما زار نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس في الآونة الأخيرة الإكوادور، تم التوصل إلى اتفاق لتسليم جوليان إلى الولايات المتحدة”.

وقال كوريا، إنه “نظراً لأن التكلفة السياسية لطرد جوليان كانت باهظة للغاية، فإن الخطة هي كسر ذهنه. تُم وضع مجموعة جديدة من القواعد والبروتوكولات اللاإنسانية ، التي كان من المستحيل تنفيذها، في السفارة لتعذيبه إلى أن يعترف وإجباره على المغادرة”، وفق ما ذكرته والدة “جوليان أسانج”.

وفي الوقت نفسه، تضيف المتحدثة، “قام عضو في الحكومة الإكوادورية بعدة محاولات لإلغاء الجنسية الإكوادورية لجوليان حتى يتم تسليمه مباشرة إلى الولايات المتحدة”، مؤكدة أن محاموه تحدو هذا الانتهاك لحقوقه الإنسانية بموجب الدستور الإكوادوري، وحذر محامي الحكومة “جوليان” من أنه حتى شهادته التي تصف معاناته يمكن أن تشكل انتهاكا للبروتوكول الجديد ويمكن أن تكون سببا في طرده من مبنى السفارة.

وأضافت أنه حرموه من أن يزوره محاموه لمدة 4 أيام، قبل جلسة الاستماع المقرر يوم الاثنين، وهو الأمر الذي يعرقل بحسب والدة “جوليان أسانج” قضيته ويزيد من عزلته وقلقه وإجهاده، مضيفة أن ابنها يتعرض لخطر شديد بسبب الاضطهاد السياسي الوحشي الذي يرتكبه الحاكمون الطغاة الذين كشف جوليان عندما كان رئيس تحرير “ويكليكس” جرائمهم وفسادهم.

واعتبرت “كريستين أن هاوكين” أن “الكيانات الفاسدة في الحكومة التي تتحدث عن الترهيب والأخبار الكاذبة وحقوق الإنسان هي نفس البلاطجة التي تدفع ابني الآن إلى الموت”، مضيفة بالقول: “يبدو أن الصحافة الشجاعة والصادقة والحائزة على جوائز أصبحت نشاطًا خطيرًا”.

وأشارت إلى أن جوليان أسانج الذي يتعرض لاضطهاد سياسي يستوجب أن تتدخل شعوب العالم لاستنكار ما يقع له وإنقاذ حياته، مطالبة بالاحتجاج والاحتجاج إلى أن يتم إطلاق سراح ابنها، داعية الصحافيين إلى أن يقفوا بجانب زميلهم لأنه يمكن أن يكون مصيرهم، مثل مصير ابنها يوما ما.

وناشدت والدة أسانج جميع الحقوقيين إلى أن يقفوا بجانب ابنهاجوليان، الذي خدم عبر “ويكليكس” القضايا التي يدافعون عنها، وبسبب ذلك هو الآن يعاني، كما ناشدت عبر الفيديو ذاته، جميع المواطنين المؤمنين بالحرية والديمقراطية والعدالة، إلى أن يضعوا خلافاتهم السياسية جانيا ويوحدوا صفوفهم للدفاع عن أسانج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *