سياسة

إجماع في قمة “أفريسيتي” على جعل مراكش أول عاصمة للثقافة الإفريقية

بعد الدعوة التي أطلقها عمدة مدينة مراكش محمد العربي بلقايد في افتتاح أشغال الدورة الثامنة لقمة المدن والحكومات والمحلية المتحدة بإفريقيا حول إطلاق لقب عاصمة الثقافة الإفريقية على مدينة مراكش، أجمع المتدخلون في ورشة “العواصم الإفريقية الثقافية”، الخميس، ضمن أشغال القمة، على أن مراكش مؤهلة لتصبح أول عاصمة للثقافة الإفريقية.

وأبرز المتدخلون أن التراث المعماري والفني العريق الذي تزخر به المدينة الحمراء يجعلها تستحق أن تكون أول عاصمة للثقافة الإفريقية، مؤكدين أن مراكش هي المدينة المدرجة بشكل مزدوج في التراث العالمي ، من خلال مدينتها العتيقة منذ سنة 1985، وأيضا عبر موقع ساحة جامع الفنا كتراث لا مادي سنة 2001، وأنها تمتلك بنية تحتية فندقية وسياحية، وتحتضن العديد من التظاهرات الثقافية والرياضية المتميزة على الصعيدين الإفريقي والعالمي.

عمدة المدينة الحمراء محمد العربي بلقايد قال في مداخلة له بالورشة “إن المدينة تسعى لتضع ما تتوفر عليه من بنيات تحتية كثيفة وذات جودة عالية في خدمة طموح قوي وسخي: التأكيد انطلاقا من واقع أفريقيا على هوية وقيم القارة”، كما أكد أن ما تزخر به من ثروة بشرية وتعددية ثقافية وثراث حضاري عريق، عوامل تؤهل مراكش لإطلاق تجربة نموذجية للعواصم الثقافية الإفريقية، ودعا إلى تأسيس لجنة تنظيمية لمراكش 2020 من أجل مواكبة هذا المشروع.

من جهتها، أكدت نائبة عمدة مراكش عواطف البرادعي، أن هذه الجلسة مخصصة لمبادرة هامة، تتعلق باطلاق شبكة لعواصم الثقافة الافريقية، وقالت في هذا الصدد “لقد حان الوقت لكي تصبح المدن الإفريقية على وعي بقوتها الإبداعية ومجتمعها، وأن المدن هي المستوى الأكثر ملاءمة للعمل من أجل صياغة سياسات القرب”.

بدوره، اعتبر الأمين العام للجنة تنظيم العواصم الإفريقية للثقافة خالد التامر، أن مراكش ستكون منصة إطلاق مشروع العاصمة الإفريقية للثقافة ، حيث سيتم إطلاق العلامة من المدينة الحمراء، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمشروع إفريقي للتنمية الحضرية، مستدام وذي بعد إنساني .

وكشف أنه “تم البدء في هذا المشروع منذ سنتين، ونحن مقتنعون بأن مدينة مراكش ستكون أول عاصمة ثقافية أفريقية، لأنها تمتلك كل المؤهلات الاقتصادية والسياحية، وتحتضن علاوة على ذلك العديد من التظاهرات الثقافية على مدار السنة”.

وسبق أن دعا عمدة مدينة مراكش إلى جعل المدينة الحمراء عاصمة للثقافة الإفريقية لمدة سنة كاملة ثم تنتقل بعدها لمدن إفريقية أخرى بالتناوب، وتحتضن هذه العاصمة عدد من الأنشطة الإفريقية الثقافية طيلة السنة.

واعتبر بلقايد أن مراكش هي بوابة العالم نحو القارة السمراء، وأن القارة أصبحت وجهة للعالم بخيراتها وقدرات، كما شدد على أن “شرف احتضان هذه القمة بعد أن استضافت الدورة الخامسة سنة 2009، مفخرة لمدينة مراكش، سيما أنها كانت حريصة على حضور جميع الدورات منذ انطلاق القمة”.

وأضاف أن مراكش تعرف كغيرها من المدن تحولات كبيرة بفضل الإصلاحات التي نص عليها دستور 2011، مما فتح لها الباب لتطور عمراني واجتماعي، وهي اليوم تفتح ذراعيها لكل المدن الإفريقية للمشاركة تجربتها معهم في إطار شراكة جنوب – جنوب.

وأكد أن المجلس الجماعي لمراكش يعمل على تشجيع التنوع الثقافي، كما أنه برمج عدة مشاريع تهم المهاجرين الأفارقة من بينها تسيطر مشروع إنشاء مركز تكوين وتأهيل للمهاجرين الأفارقة ضمن برنامج عملها للمرحلة التدبيرية الحالية.

وأشار بلقايد إلى أن قمة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية منصة لاستكمال النقاش من أجل بحث سبيل تحقيق أجندة التنمية 2030، وأنها ليست من باب الترف الفكري التقاء الحكومات والهيئات من أجل مناقشة التنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *