أخبار الساعة، خارج الحدود

غضب في بلدان عربية ضد جولة بن سلمان… والديمقراطيون سيحققون مع ترامب

يحاول ولي العهد السعودي، حسب مراقبين، «تحسين صورته» داخلياً وخارجياً، عبر جولات داخلية مع والده العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وخارجياً في جولة بدأها الخميس بدولة الإمارات، وتنتهي به ضيفاً على قمة العشرين. وعلى المستوى الشعبي تتصاعد الدعوات لمنعه من زيارة تونس ومصر والجزائر، وسط ضغوط دولية للكشف عن ملابسات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والمتهمين الحقيقيين بالقتل.

وقرّرت مجموعة مستقلة من الناشطين تدعى «مجموعة الخمسين» في تونس، رفع دعوى قضائية استعجالية لدى المحكمة، لمنع زيارة متوقعة الثلاثاء لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إلى البلاد.

وقال المنسق العام للمجموعة نزار بوجلال، في تصريح أمس الجمعة، إنّهم «قرروا رفع الدعوى الإثنين المقبل، إلى المحكمة الابتدائية في العاصمة، لمنع زيارة بن سلمان إلى تونس».

ولفت إلى أنهم «سيتخذون أساليب احتجاجية أخرى لمنع الزيارة مع مجموعة الخمسين، قد تصل إلى تنظيم وقفة احتجاجية في مطار تونس قرطاج يوم وصول ولي العهد».

كما دشن نشطاء سياسيون وحقوقيون مصريون، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضا لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المرتقبة إلى القاهرة.

ودشن النشطاء وسم #زيارة_المنشار_عار، شارك فيه آلاف من مستخدمي مواقع التواصل من المصريين، تعبيرا عن رفضهم لزيارة ولي العهد السعودي في جولته الأولى منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي.
خالد داوود رئيس حزب الدستور السابق، كتب على صفحته الرسمية على فيسبوك: «لا أهلا ولا سهلا في مصر بولي العهد السعودي»، فيما شارك جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان في الوسم، وكتب على موقع تويتر: «حين نقول زيارة المنشار عار فنحن نقصد شخص المنشار وليس الشعب السعودي».

كما بدا واضحا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مواقف شخصيات مختلفة رفض الشارع الجزائري للزيارة التي طرحت أسئلة عدة بشأن توقيتها وبرنامجها.

فقد نفى المحلل السياسي الجزائري عبد العالي رزاقي أن تكون زيارة ولي العهد السعودي مجرد زيارة دبلوماسية روتينية، موضحا في تصريح للجزيرة نت أن مجيء بن سلمان المتوقع جاء بطلب منه «ضمن خطة لتصحيح صورته».

وأكد رزاقي أن ولي العهد السّعودي يسعى لاستخدام الجزائر كوسيط بينه وبين فرنسا «الغاضبة» خاصة وأنه «برمج زيارته المفاجئة قبيل مجيء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون» للجزائر.

وبدأ الأمير محمد الخميس جولة إقليمية انطلقت من الإمارات، الحليف الأبرز للرياض، في أول زيارة رسمية خارجية يجريها منذ وقوع الجريمة. ويتوقع أن يتوجه إلى تونس الثلاثاء.

واتهمت تركيا أمس الجمعة الرئيس الأمريكي بـ«غض النظر» عن قضية قتل خاشقجي، بعدما أكد دونالد ترامب أن العملية لن تؤثر على العلاقات بين واشنطن والرياض.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مقابلة مع قناة «سي أن أن ترك» «بطريقة ما يقول ترامب «سأغض النظر» مهما حصل».

وطالبت ألمانيا، أمس الجمعة، السعودية بالتعاون الكامل مع تركيا في التحقيقات الهادفة إلى إظهار الحقيقة في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، ماريا أدبهار، في مؤتمر صحافي، إنّ الكثير من التساؤلات حول مقتل خاشقجي «ما زال غير واضح».

وأضافت: «نتمنى أن تتعاون السلطات السعودية بشكل وثيق مع نظيرتها التركية».

وأعلنت فنلندا في وقت متأخر الخميس أنها ستفرض حظرا على إصدار أي تراخيص جديدة لبيع الأسلحة للسعودية والإمارات، مرجعة ذلك إلى عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي، ودورهما في الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن.

ويأتي الإعلان بعد قرارات مشابهة صدرت في وقت سابق عن الدنمارك والنرويج وألمانيا بوقف بيع الأسلحة للرياض في الوقت الحالي، على خلفية مقتل الصحافي السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول، ودور المملكة في الحرب اليمنية.

وقال آدم شيف، النائب في مجلس النواب الأمريكي، إن لجنة الاستخبارات التابعة للمجلس تعتزم التحقيق مع الرئيس دونالد ترامب، بسبب علاقاته مع السعودية ودفاعه عن ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، خاصة فيما يتعلق بقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الجمعة، تصريحات عن شيف، المرشح لتولي منصب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، قوله إن «الديمقراطيين عندما يتسلمون أغلبية مجلس النواب العام المقبل سيحققون مع ترامب بسبب علاقاته مع السعودية». وأضاف شيف أن «مساءلة ترامب ستكون بسبب تصريحاته المتعلقة بقضية مقتل خاشقجي، والتي شابها الكثير من الغموض، وحول طبيعة علاقات الولايات المتحدة والسعودية».

وتابع: «التحقيقات أيضا ستتضمن تقييم الاستخبارات الأمريكية لمقتل خاشقجي، وكذلك الحرب في اليمن، واستقرار العائلة المالكة في السعودية، ومعاملة المملكة للمعارضين والصحافة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *