وجهة نظر

مسيرة “أكال” بالبيضاء .. مسيرة حق يراد بها تفجير المغرب

هناك مقولة ل ” مجنون” أمازيغي من الجنوب الشرقي من اعمق ما قيل في الخداع بإبداء عكس ما يتم إضماره في السلوك البشري، الفردي و الجماعي على السواء . سياق و ” أسباب نزول “ها، لا يسمح الحيز المتاح هنا لبسطه كي نستوعب كثافة معانيها كما يجب . لذلك نكتفي هنا بإيرادها و ترجمة معناها لتأطير هذه الورقة .
يقول عمي موحى اوسعيد، المشهور بمنطقة أفرشرا ( إقليم الرشيدية ) بلقب ” أوسخوف ” : ” هات النيت مريد النيت ” . و الترجمة الحرفية للمقولة هي : “إنها الحقيقة لو أنها الحقيقة .”
هذه المقولة الحكيمة ل أسخوف .. “المجنون”، هي إطار موضوعنا اليوم .
فقد تمت الدعوة لمسيرة بالدار البيضاء بعد غد الأحد 25 نونبر الجاري دعت إليها ما يسمى “تنسيقية أكال ” .. للاحتجاج على تقاعس السلطات في التدخل لحل مشكل الفلاحين المتضررين في ناحية سوس مما يسمى “الرعي الجائر” .
و معلوم ان ” تنسيقية أكال” هذه سبق لها ان نظمت وقفة قبالة البرلمان قبل ثلاثة أسابيع رفع فيها المحتجون لافتات ولا يافطات يعتبر حامليها أنفسهم انهم ” الشعب الأصلي ” و يطالبون برحيل الاستعمار، ملمحين إلى ما يعتبرونه احتلالا عروبيا ل “أرض تمازغا ” و مؤكدين في لافتة تحمل علم ما بسمونه ” تامازغا ” و علم الامم المتحدة مطلبا سبق ان سلم بعضهم في شأنه، و باسم الأمازيغ!!!، مذكرة لمبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة نافي بيلاي لتسلمها بدورها للأمين العام يطالبون فيها هذا الأخير العمل على تدخل مجلس الأمن، تحت البند السابع( أي بالقوة العسكرية ) لحماية إمازيغن من الأبارتهايد العروبي !
و فيما يخصنا، نرى وجوب توضيح جملة من الأمور في هذا الموضوع و طرح بعض الأسئلة .
أولا .. في التوضيح :
1 – إن الأمر، في هذه المسيرة و الدعوة إليها، خطير جدا، يهدد أمن و استقرار و وحدة الوطن، و ليس مجرد تظاهرة للتعبير عن مشكل اجتماعي حقيقي ..
2 – إن قضية الفلاحين المتضررين بسوس، و بغيره من المناطق، على طول الوطن، هي قضية عادلة يجب التضامن مع المتضررين منها و الوقوف معهم و النضال إلى جانبهم لانتزاع حقهم في الامن في ارزاقهم و الاطمئنان على ممتلكاتهم و أرواحهم و كرامتهم .
و عليه، فإن هذه القضية ؛
3 — تسائل الجميع؛ الدولة و المجتمع معا، و على حد سواء؛ الدولة بكل سلطاتها من حكومة و برلمان و قضاء و أجهزة سيادية و قوات عمومية . و المجتمع بكل تنظيماته السياسية و النقابية و المدنية.

.. ولأن الحق في مشكلة “الرعي الجائر” ملتبس بالباطل، و بشكل معقد، فإن الواجب يقتضي رفع الالتباسات التي تلف هذا التحرك و خلفياته الحقيقية و المشبوهة، حتى يتحمل الجميع مسؤوليته عن اختياره في التفاعل مع هذه المسيرة .
فقضية ” الرعي الجائر” قضية
اجتماعية حقيقية، و مظلمة في سوس و غيرها من المناطق، على امتداد المغرب – كما قلنا – مظلمة يجب التعامل معها بجدية لأنها قضية جدية . لكنها – كما هي مطروحة – و باعتبار طبيعة و أجندة كثير ممن يتولون الإشراف عليها، فإنها استحالت إلى صنف قضايا” الحق الذي يراد به باطل” .. بل إنها حق يراد به مصيبة مركبة لا قبل للمغرب بها .
و عليه، فإن الحذر واجب، لأن هذه المسيرة، إذا تجاوزنا جانب الحق فيها، كما اسلفنا، فحقيقتها هي؛
4 — أنها واحدة اخرى من التسللات و الاختراقات و المخاتلات الصهيونية الكثيرة التي بلغت حد التدريب على السلاح و القتل و الخطف،تحضيرا لإشعال الفتنة و الاقتتال الداخلي ببلادنا، على أسس عرقية و مناطقية ( يجب عدم نسيان العصابات المسلح لما يسمى “معهد ألفا الإسرائيلي” بعدد ومن مناطق المغرب تحت إشراف ضباط من جيش الحرب الصهيوني، و على رأسهم الضابط و الحاخام يهودا أفيسكار .
5 — إن المستفيدين من الرعي الجائر هم عرب و إمازيغن و المتضررين هم عرب و إمازيغن ..
و الرعاة و الرحل العرب و إمازيغن الظالمين في هذه الحالة، هم مظلومون و ضحايا، هم أيضاً، لمصادرة مراعيهم من قبل الصهاينة و اثرياء الخليج و مافيا البيروقراطية و الفاسدين من مختلف مفاصل الدولة ( الرعاة و الرحل من قبائل أيت حديدو و أيت مرغاد و أيت يحيى و أيت إزدك و أيت سغروشن و خباش و أيت واحليم و أيت يعزة و أيت خليفة و عرب الصباح و السفالات = اتحادية أيت يافلمان القبلية و اتحادية أيت عطا ) .. بمناطق إمتغرن ( الرشيدية) و تافيلالت و بوذنيب و غيرها .. و هي بمآت و مآت الآلاف من الهكتار ات ..
و لذلك إذن؛ ف؛
6 — المشكلة ليست بين عرب (صحراويون .. بوليزاريو … الخ) و إمازيغن ( شليحات .. المخازنية … الخ ) .
7 — إن، هذه ” المعركة”، و بالأدلة القاطعة، نشرنا بعضها و سننشر بعضها قريبا جدا، هي من هندسة الموساد و عملائها فيما يسمى ” محبي إسرائيل” ..
8 — إن ” محبي إسرائيل ” هو تنظيم سري !! يشتغل بكل فجور، ” على عينك يا دولة و يا حكومة !” و ينيف اعضاؤه على تسعة 9 آلاف عضو ، بحسب ‘زعمائه” .. يرعاه الموساد الصهيوني و منظمة ” MEPI الأمريكية .. و لدينا إثباتات بالوثائق و الصوت و الصورة .. و بحت حناجرنا بالصراخ و لا من يحرك ساكنا او يسكن حركة هذا الأخطبوط المتحرك في كل الاتجاهات .

بهذا الصدد، و بكل محبة و حرص على احترام و اعتبار كل شرفاء هذا الوطن، نرى و :
9 — نعتبر أن كل من يحترم نفسه، أفرادا او هيآت، ينبغي عليهم، على الأقل, ان ينأوا بأنفسهم عن أية مشاركة في هذه المسيرة المريبة .
ثانياً : في الأسئلة
يواجه المغرب كل هذه المخاطر، و كل هذه المخططات و من يلاحظ الساحة السياسية و الاجتماعية، يجد نفسه أمام واقع يؤطره صمت القبور !!!
أين الدولة و سلطاتها و اجهزتها مما يخطط للوطن و المجتمع ؟ أين المؤسسات الدستورية ؟ أين البرلمانيون ؟ اين النخب ؟ أين المثقفون؟ أين الكتاب ؟ اين الصحفيون ؟. أين الفنانون و المبدعون ؟
ما هذا الموات امام أخطار جدية و وجودية ؟!!!
أختم هذه الصرخة بالتوجه إلى ما تبقى من المناضلين الشرفاء، الجديرين بهذا الوصف، ومن كل المواقع :
إنننانتفق..نختلف ..جزئيا في قضايا و كليا في أخرى، لكنه لا يمكن لأي اختلاف ان ينال من المحبة و التقدير لمن يفرضون الاحترام بالتزامهم صف الشعب و يؤدون ضرائب عن قناعتهم و لا يساومون .
فلنلتف جميعا و لتتكاثف جهودنا حتى لا يضيع الوطن و يتفكك المجتمع، لأنه حينها لن يجد احد منا أي مكان و لا مع من يطبق مشروعه المجتمعي و لا برنامجه التنموي التحرري، الاممي او الإسلامي او القومي او الوطني .

أختم هذه الصرخة بالتوجه إلى ما تبقى من المناضلين الشرفاء، الجديرين بهذا الوصف، ومن كل المواقع ..إنننانتفق..نختلف ..جزئيا في قضايا و كليا في أخرى، لكنه لا يمكن لأي اختلاف ان ينال من المحبة و التقدير لمن يفرضون الاحترام بالتزامهم صف الشعب و يؤدون ضرائب عن قناعتهم و لا يساومون .
فلنلتف جميعا و لتتكاثف جهودنا حتى لا يضيع الوطن و يتفكك المجتمع، لأنه حينها لن يجد احد منا أي مكان و لا مع من يطبق مشروعه المجتمعي و لا برنامجه التنموي التحرري، الاممي او الإسلامي او القومي او الوطني .
ف؛
معا، و سويا لبناء ميزان قوى جدي و حقيقي من أجل مواجهة الاستبداد والفساد و الريع و الإثراء غير المشروع و الإفلات من المحاسبة و المساءلة و الارتهان الأجنبي ..
و آخر الكلام، نترحم على “عمي موحى أوسعيد”، و نقول معه؛ أكال؟! ” هات النيت مريد النيت “! و نضيف لمزيد من التوضيح لمن يثقل عليه فهمه و يستعصي عليه الاستنتاج : ” ماشا هات أوريد النيت .. هات إلا وزرو گو ازرگ ! ” ..
يا شرفاء المغرب اتحدوا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *