منتدى العمق

واحات طاطا بين تحديات الطبيعة ورهانات التنمية

يبدوا أن شباب إقليم طاطا عازم على أن يسطر ملحمة لم يسبق لغيره من الأجيال المتعاقبة على المنطقة القيام بها، متمثلة في مقاطعة مهرجانات تنظم باسم الواحات المحلية في الوقت الذي تعاني منه هذه الواحات من عدة إكراهات وتحديات مناخية تجعل من استمراريتها واستدامتها على المحك.

استطاعت هذه الواحات أن تظل ميدان للممارسات الفلاحية والأنشطة الزراعية رغم ندرة الماء وقلة التساقطات المطرية قبل التي أتت الصيف الماضي، بمجهوداتها الذاتية وقدرة سكان تلك الواحات على تدبير المتوفر من الماء وفق أنظمة سقي لها امتداد تاريخي و بنود عرفية استمدت أغلبها من التراث الفقهي، لكن هذه الواحات وبفعل عدة تحولات لم تعد كما كانت في العقود الماضية، ولم تعد تكفي ساكنتها من الناحية المعيشية أو التسويقية.

رغم قلة الماء المتوفر بالإقليم في فرشته المائية إلا أنه يلبي حاجيات الطلب المتزايد عليه، وهو أمر ليس مرتبط بكثرته ووفرته بل لقلة استغلاله من حيث الأنشطة الفلاحية بحيث لا تتوفر المنطقة على ضيعات كبرى أو مساحات زراعية ضخمة، بل تتوفر على عدة واحات هي الأخرى لم تعد يعد يستهلك فيها الكثير من الماء بفعل الإهمال والاهتمام أكثر بالنخيل الذي يكفيه القليل من الماء.

في ظل التشخيص الذي تم ذكره برزت عدة ممارسات فلاحية غريبة عن الإقليم من أبرزها زراعة وتسويق الدلاح الذي أثرات ضجة وسخطا من قبل أغلب المهتمين بالشأن التنموي في طاطا كونه يساهم في استنزاف الفرشة المائية، مما سيؤدي بالمنطقة إلى أن تعرف جفاف وندرة في المياه ما سيؤدي لهجرتها.

في سياق ما تم ذكره وما تتعرض له واحات طاطا من إشكاليات يهم واقعها، تخرج في كل مرة مهرجانات تتبنى قضيتها لكن بأجندات أخرى، غير التي ينبغي أن تقوم عليه، فالإشعاع الثقافي والهوياتي لهذه الواحات لا يكون فقط عن طريق عرض منتوجاتها الترابية، أو عرض بعض فرقها الموسيقية وغير ذلك، بل يكون بتكثيف الدراسات العلمية والإنصات لنبض الشارع وشبابه من أجل تحقيق ديموقراطية تشاركية تهدف لأن يشارك جميع أبناء الإقليم في تدبير مجالهم الترابي وفق ما يردون هم لا ما يرد بعض أفرادهم وتحقيق التنمية التي يطمح لها الجميع.

شباب معطل وتنمية غائبة وواقع اجتماعية بئيس، ومهرجانات لا يدري أغلب سكان المنطقة من أين تمول ولا من أين يأتيها الدعم ؟.

هي محاولة إذا من شباب أراد أن يسجل نفسه في كمساهم في النهوض بإقليمه الذي مافتئ يعتز به ويفتخر ويقاطع تلك المهرجانات ، وهنا لابد من الإشادة بما تقوم به بعض صفحات مواقع الاجتماعي و التي تساهم في إشعاع الإقليم ثقافيا وسياحيا وإعلاميا على مدار السنوات السابقة أكثر من مهرجان ينظم في أسبوع ثم يمضي أدراج الرياح بدون فوائد تنموية أو اجتماعية على الساكنة المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *