سياسة، مجتمع

أوجار يطالب العدول بـ”نظافة اليد وترك الشبهات” لحفظ الأمن التوثيقي

طالب وزير العدل، محمد أوجار، العدول بنظافة اليد والبُعد عن الشبهات، قائلا “آمالُنا في أن نجدكم مثالا في نظافة اليد، وفي البُعد عن الشُّبُهات ومقارفة خَوَارِمِ المُرُوءَة وما يشين سِيَرتَكم التي ينبغي أن تكونوا فيها كالشَّامَة بين الناس، تُحْمَدون إذا ذُكِرْتُم، وتُشْكرون إذا عُنِيتُمْ، وتحوزون من الناس عَوَاِرفَ الوفاء وحُسْن الثناء”.

أوجار، خلال افتتاح دورة التكوين الأساسي للعدول المتمرنين فوج 2018، اليوم الاثنين بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، شدد على أن الأمن التوثيقي يبدأ بخلُق العاملين في حقل التوثيق، قبل تحصينه بالنَّص الزاجر والعقاب الرادع، قائلا “لأن الناس لا يستأمنون على أموالهم وأنفسهم إلا من خَلُصَت نِيَتُهُ، وصَفَتْ سَرِيرَتُه، وكان مَخْبَرُهُ يُوحي بالثقة ويبعث على الاطمئنان”.

ورأى أوجار أن فتح باب مهنة العدول أمام النساء يشكل نقلة نوعية، موضحا أن “العزم ماضٍ على رفع كل أشكال الحيف والتمييز ضد المرأة، وكسر الأغلال التي كَبَّلَتْها بها تقاليدُ موروثةٌ أو قراءاتٌ مغرضةٌ ضيقةٌ حادت عن منطق العدل والإنصاف الذي هو قِوام الدين وأساسُ التشريع”.

وقال المسؤول الحكومي “اعلموا أن من سبقكم مِمَّنْ مَضَوْا في هذه الربوع العزيزة، خَلَّفُوا تُراثا توثيقيا لا يوجد له في العامل الإسلامي نظريٌ، وأنتمُ المستأمنون عليه أمانةً يُسائلكم عنها التاريخ، وتحاسبكم عليها الأجيال المقبلة”، مطالبا العدول أن “لا يغيب عن بالِهم أن العدالة صِفة حُكْمِيَةٌ توجب لموصوفها إعمالَ شهادَتِه في أمور الدنيا والدين”.

وأعلن الوزير عن تبني مبدأ جهوية التكوين، قائلا “قد وجدتُ أَنَّ حصر التكوين في المعهد العالي للقضاء فيه عَنَتٌ كبريٌ لكم، لاسيما وضمنكم نساءٌ يَقْطُنَّ بأماكنَ قاصيةٍ بمختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى عددكم البالغ 800 متمرن ناهيك عن المعفيين من المباراة، وما يرتبطُ بذلك من صعوبات لوجيستيكية ترتبط بالطاقة الاستيعابية للمعهد، وتزامن فترة تكوينكم مع تكوين الملحقين القضائيين المنتمين للفوجين 42 و43 البالغ عددهم 310 ملحقة وملحقا قضائيا؛ من أجل ذلك تقرر اعتماد مبدأ جهوية التكوين”.

وأفاد أوجار أن تلك المراكز ستحتضن 800 عدل من الذكور والإناث وهي الدار البيضاء 79 عدلا، فاس 111 عدلا، مراكش 139 عدلا، طنجة 157 عدلا، أكادير 121 عدلا، 75كلميم عدلا، وجدة 29 عدلا، يضاف إليها مركز بالمعهد العالي للقضاء بالرباط 89 عدلا.

من جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية للعدول، بوشعيب الفضلاوي، أن المهنة ظلت لمدة حكرا على الرجال، وهي صفحة لملاءمة الواقع مع الدستور من أجل تطبيق المساواة بين المواطنين، مشيرا إلى أن المرأة مارست ومازالت تمارس مهاما منها التوثيق والقضاء وأبانت عن جدارة عن ثقلها في التعليم ومهام أخرى.

وأضاف الفضلاوي أن التكوين سيجمع من الأقطاب ما لم يعرفه غيره، وذلك بصياغته وفق ما وصلته المغرب من رقمنة وحداثة، علاوة على فتح أبواب مكاتب العدول أمام المتمريين من أجل الحفاظ على كرامة المهنة. وجانبه، أكد مدير المعهد العالي للقضاء بالنيابة، عبد الحليم التوزاني، أن إدارة المعهد ستواكب جميع المراكز لتدليل الصعوبات بتنسيق وزارة العدل ليكون في حجم التطلعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *