وجهة نظر

دروس في واقعة إمليل الجريحة

هدأت شيئا حرْكة “الذبيح ” الجماعي على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفايسبوك ، لم تهدأ أنفاسنا بعد ولا مخيالنا الجمعي توقع أن يحدث ما حدث ، مع أن الواقعة غير معزولة ومتنامية وفي تزايد ، سبق ان زامن هذا الحدث الشنيع “واقعة سفاح الدهومي” قبل أشهر قليلة ببلدتي ببوزنيقة، بنفس الطريقة الداعشية تم نحر ثلاث ضحايا ؛ شابين مغربيين لم يتجاوزا عقدهما الثالث وتونسي !

أشعرني لازلت مكتظة بمشاعر الإحباط تجاه الجاري، لذلك انزوي بعيدا عن حبر السواد ، كي لا أعمم العدوى ، أحيانا كثيرة يحدث مهما ادعينا من انضمامنا لنادي جبة الباحثين، تسكننا جبة الأنسنة فنتعثر في المسافة الكافية للإدلاء بالرأي فيما يحدث …

ستهدأ تماما هذه الحمم الغاضبة من التدوينات وتقاسم الصور كما هدأت حرْكة الكثير من الوقائع ، فأي الدروس التي نستخلص؟!

اعتقد دروسنا الثلاث، يكمن مبتدؤها الأول في أن الواقعة ، تملي علينا أكثر قليلا من الوقفات وصيحات التضامن الكلاسيكية – على الرغم من أهميتها – : حاجتنا الأولى للتضامن مع منطقة معزولة ، غير مسنودة تنمويا ، تعيش على فتات السياحة الجبلية ، أن تحظى بتنظيم رحلات إليها ومنها الدرس ، أن واقعة واحدة لا يمكن أن تجني على بلد ولا على قرية أو مدينة بتهمتي ” اللا أمان ” و “الإجرام” ..ذلك أنها أقل صورة تضامنية عملية مطلوبة إلحاحا واستعجالا لعلها تمحي بعض السواد المتناثر على المنطقة ويخفف وطأة ظلمها جغرافيا و جنائيا في المخيال الجماعي !

الدرس الثاني : حاجتنا الكبرى لثورات عن جمود التأويل للنص الديني ، وعن المضامين البلهاء لإعلامنا العمومي و بلادة مناهجنا المدرسية و سخافة خطبنا الدينية ، في حاجة ملحة لتجديد الخطاب الديني بما يتلاءم و فقه الواقع!

الدرس الثالث : في حاجة جماعية لنا نحن جيران القارة الزرقاء للتربية على القيم والمباديء الأساسية التي تؤطر أفعال التقاسم للصور وللتدوينات ، كيف يمكننا أن نمتلك المسافة الضرورية للتنديد بأفعال شنيعة دون أن نسيء لعائلات الضحايا ولعائلات الجناة أيضا ، ولصورة الوطن و للمبتغى الجماعي في تأمين العيش المشترك ..
الدروس في نهايتها تبقى مجرد نظريات في الفضاء إن لم تكن لدينا جرأة أجرأة تمارينها واقعا … وللدعششة بذور و بقية ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *