سياسة

ماء العينين: الملايير المصروفة بالصحراء لا يمكن إلا أن تشكل غاضبين

أكد الباحث محمد الغيث ماء العينين، عضو المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن الملايير التي يصرفها المغرب على الصحراء لا يمكن إلا أن تشكل مزيدا من الغاضبين في غياب قيم الحكامة والشفافية والرقابة.

جاء ذلك خلال مائدة مستديرة لتقديم دراسة أنجزها حول “قضية الصحراء وإشكالية الهوية”، نظمها المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، بالمقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، اليوم الأربعاء 26 دجنبر 2018.

وشدد ماء العينين على ضرورة تكريس الخيار الديمقراطي، وتعزيز التنمية الشاملة، والتوزيع العادل للثروات، علاوة على إعمال مبدأ الشفافية والحكامة في مراقبة الأموال التي تصرف بالمنطقة، موضحا أنه لو تم توزيع تلك الثروات بشكل عادل، وتنمية المناطق بالشكل اللازم لما استمر المشكل.

وبين عضو المركز أن اختلال مسلسل التنمية لعقود بالمنطقة جعل البعض يحتج بيافطة “الصحراوي” ضدا على السياسات التنمية، أو من أجل المطالبة بمطالب اجتماعية واقتصادية أو للتعبير عن إدانة سياسات معينة.

واعتبر الباحث الهوية “حقلا مليئا بالألغام”، لكنه شدد على ضرورة اقتحام الطابوهات في كل المواضيع، موضحا أن مشكل قضية الصحراء جاء في لحظة تاريخية ليتوسع إلى مشاكل متعددة، تتحول إلى سرطان كلما تأخر الحل.

وأفاد الباحث أن مشكل الهوية برز في لحظة تاريخية، ليجر معه مشكل تحديد الأرض وتحديد المصطلح، موضحا أنه يصعب الحديث في حياة البدو عن معنى الحدود بمعناها الأوروبي باعتبار أنهم يتحدثون عن المجال.

وأورد المتحدث أرقاما للقبائل الصحراوي منذ إحصاء بول مارتي سنة 1915 المعتمدة على معطيات استخباراتية، ثم الإحصاء الإسباني سنة 1974، ثم الإحصاء العام لسنة 2004، مرورا بإحصائيات معتمدة على معطيات جزائرية وانتهاء بإيقاف الإحصاء المستمد من الجزائر، ومطالبة الجبهة بإحصاء ساكنة تندوف.

ودعا ماء العينين إلى عدم اعتبار الأرقام التي قدمتها المفوضية السامية للاجئين إحصاء، مشددا على ضرورة تبني خطاب السلم والحوار وتنمية الصحراء في سعي نحو الإندماج المغاربي وخدمة مسار تنمية المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *