سياسة، مجتمع

عصبة: سنوات الرصاص تعود بملف حامي الدين وبزيز وبيوت الجماعة

اعتبر المكتب المركزي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ملف مقتل أيت الجيد واستمرار تشميع بيوت قياديي العدل والإحسان والتطور في اتجاه هدمها، ومضايقة وحصار الفنان الساخر أحمد السنوسي “بزيز”، علاوة على محاكمة نشطاء الحراك الاجتماعي بالريف وجرادة وغيرها، ومحاكمة حميد المهداوي وتوفيق بوعشرين وغيرهما، بمثابة “قرارات تعود بنا إلى سنوات الجمر والرصاص”.

وقالت العصبة في قضية مقتل أيت الجيد بنعيسى “إن عملية إعادة فتح ملفات قضائية سبق أن قال فيها القضاء كلمته، بمقررات نهائية حائزة حجية الشيء المقضي به، وتحريك الدعوى العمومية بشأنها من جديد في مواجهة فاعلين حقوقيين وسياسيين، لا يمكن إدراجها إلا ضمن مسلسل الردة الحقوقية التي يقودها دعاة النكوص والحنين إلى سنوات الجمر والرصاص، كما يشكل انتهاكا صارخا للدستور وللمواثيق الدولية ذات الصلة بالمحاكمة العادلة”.

رأت العصبة أن من شأن التطبيع مع الاجتهادات القضائية الطاعنة في حجية الأحكام القضائية، الإساءة لسلطة القضاء باعتبارها الحارس الطبيعي للحريات، وضرب مفهومي الأمن والاستقرار القضائيين من خلال تأبيد المحاكمات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، مضيفا أن مبدأ عدم جواز محاكمة الشخص عن ذات الفعل أكثر من مرة، يشكل أحد أهم تجليات مبدأ الشرعية الجنائية في شقه الإجرائي، وأن العبث به من شأنه التأسيس لتراجع خطير على مستوى حقوق الأفراد وحرياتهم.

وفي ما يتعلق، بتشميع منازل قياديين في جماعة العدل والإحسان، أكدت العصبة على أن “حرمة المسكن تكتسي أهمية خاصة نظرا لارتباطها الوثيق بالحريات الشخصية للأفراد”، وأن القرار الجائر بتشميع البيوت يمس “الحق في الملكية، باعتبارها حقا من الحقوق المدنية الأساسية.. ولا يمكن الحد من نطاقها وممارستها إلا بقرار قضائي” اعتماد على ما ورد في الدستور الفصل 10 “المنزل لا تنتهك حرمته، ولا تفتيش ولا تحقيق إلا طبق الشروط والإجراءات المنصوص عليها في القانون” الفصل 35 ” يضمن القانون حق الملكية.

واعتبرت العصبة أن القرار الجديد بهدم بيت القيادي في جماعة العدل والإحسان لطفي حساني بدعوى أنه يخالف مقتضيات القانون المتعلق بالأماكن المخصصة لإقامة الشعائر الدينية، فيه نوع من الضغط السياسي الجديد على الجماعة، خارج كل القوانين المعمول بها، وتصعيد جديد ضد من تعتبرهم معارضين لها وتريد أن تحاصرهم بشتى الأشكال، مؤكدة أن هذا استهداف نرى فيه استعمالا وتوظيفا للمرفق العمومي لتصفية الحسابات السياسية.

واستنكرت العصبة استمرار مسلسل التضييق والمنع الذي يطال الفنان الساخر أحمد السنوسي “بزيز” من طرف السلطات المغربية، موضحة أنها منعته من التواصل مع الجمهور من خلال وسائل الإعــلام العمومي منذ ما يزيد عن عقدين، ووصل التضييق خلال الأسابيع الماضية أشكالا جديدة، تمثلت في استدعائه مرة أخرى من طرف ولاية الأمن بالدار البيضاء، حيث تم استنطاقه من طرف الشرطة القضائية حول تعبيره على مواقع التواصل الاجتماعي” فايسبوك “عن بعض عبارات التضامن والدعم للنشطاء الاجتماعيين بالريف.

وأفاد المكتب المركزي للعصبة أن محاكمة نشطاء الحراك الاجتماعي بالريف وجرادة وغيرهما من المناطق التي شهدت احتجاجات سلمية للمطالبة بأبسط الحقوق الأساسية الضامنة للكرامة الإنسانية، ومحاكمة الصحفيين حميد المهداوي توفيق بوعشرين وغيرهما يتعارض كليا مع مقتضيات الدستور ومع الالتزامات الدولية لبلادنا في مجال حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون المبني على مبدأي العدل والإنصاف، مستنكرا توظيف القضاء من طرف الدولة في تصفية الحسابات، للانتقام من النشطاء الحقوقيين وترهيب المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *