سياسة

برلمانيون يطالبون بجعل المدن العتيقة شبيهة بمثيلاتها في الأندلس

دعا أعضاء من لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، إلى الاهتمام بالمدن العتيقة، وتحويلها إلى مدن عتيقة تظاهي نظيراتها بالضفة الأوروبية في الأندلس وإشبيلية بإسبانيا واليونان وغيرهما من الدول التاريخية.

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة، لدراسة موضوع “ترميم المدن العتيقة”، اليوم الثلاثاء 29 يناير 2019، بمجلس النواب.

صناعة مستقبل المغرب

ودعا رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، شقران إمام، إلى تحويل المدن العتيقة المغربية لنموذج المدن العتيقة في الأندلس، سواء في ما يتعلق بأمنها واستقرارها أو قيمة الحضارية، موضحا أن المدن العتيقة من شأنها صناعة مستقبل المغرب.

وأوضح إمام أن قصبة لوداية بالرباط كان بالإمكان أن تنافس نظيراتها باليونان إلا أنه لم يتم الاعتناء بها، مضيفا أن غالبية الساكنين في المدن العتيقة مكترين إن لم يكونوا محتلين، مشيرا إلى وجود إشكاليات قانونية بسبب وجود أملاك غير موثقة وتراكم سنوات من الفوضى.

وانتقد رئيس الفريق الاشتراكي تشويه المدن القديمة واحتلال الملك العام، موضحا أن الدولة تصرف مبالغ ضخمة على أرضيات المدن العتيقة لكن يتم تخريبها بإدخال سيارات وشاحنات السلع، داعيا إلى إعمال مبادئ الصرامة بسبب صرف مبالغ مالية هامة من ميزانية الدولة عليها، علاوة على تبسيط المساطر.

غياب الصرامة وهجوم الاسمنت

بدورها، طالبت عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، زكية المريني، جعل المدن العتيقة حيوية، وذلك بتحويل مقرات البلديات والإدارات إلى داخلها على غرار مجموعة من الدول التراثية.

وأوضحت البرلمانية أن الدول التي تحترم تراثها لا تهتم فقط بالقصور والقصبات والأسوار بل تحول الأحواض وغيرها من الآثار الحضارية إلى متاحف، منتقدا عدم الاهتمام بالخطارات في مدينة مراكش وثمرهن تحت الأرض، ودعت إلى التقائية البرامج والسياسات المتعلق بالمدن القديمة بسبب تعدد المتدخلين.

من جانبه، انتقد عضو فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، محمد صديقي، كثرة المتدخلين في القطاع، كاشفا عن توصله بأزيد من 30 رخصة استثمارية داخل المدينة العتيقة في وقت تجري فيها الأشغال على قدم وساق دون ترخيص من الجماعة التي يديرها ولا من مصالح وزارة الداخلية.

ودعا البرلماني وعمدة الرباط، إلى الاهتمام بالمدن العتيقة على غرار ما تقوم به إسبانيا في الأندلس، مستغربا من كيفية الاهتمام بأسوار الأندلس، مقابل هجوم الاسمنت في المغرب، قائلا “لا يجب أن يدخل الإسمنت إلى المدينة العتيقة، لكن ذلك يتم بسبب غياب الصرامة”.

تناسل البنايات الآلية للسقوط

وأكد صديقي أن جماعته لم تعثر على شركات متخصصة من أجل الاشتغال في المدينة العتيقة، داعيا إلى التركيز على الحكامة، والتقائية السياسات، بسبب كثرة المتدخلين، وإقرار الإلزامية في التدخل.

وحثت عضو المجموعة النيابة للتقدم والاشتراكية، فاطمة الزهراء برصات، بالاهتمام بالتراث الحضاري من أجل أن يساهم في التنمية المغرب، والتدخل المستعجل بعد تناسل البنايات الآلية للسقوط.

وأوصت برصات بجملة من الإجراءات ومنها رصد ميزانية ضخمة لتنمية المدن العتيقة، وتحديد مدى المسؤولية بسبب كثرة المتدخلين، والتقائية السياسات العمومية في الموضوع، مشددة على ضرورة دعم كل القضايا التي تميزنا كمغرب.

واعتبر عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، علال العمراوي، إدخال الدراجات النارية وغيرها إلى داخل أزقة المدن العتيقة بمثابة صورة “خادشة” للمدن القديمة، موضحا أن تلك المدن تشكل فرصة لخلق التنمية، رغم مظاهر السلبية الموجودة داخل المدن العتيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *