مجتمع

إفريقيات بالمغرب .. واقع يتأرجح بين الدعارة وتحقيق “الحلم الضائع”

في رحلة للبحث عن الذات وتحقيق حلم الهجرة إلى الضفة الثانية للبحر الأبيض المتوسط، تبخرت أحلام وردية لمهاجرات إفريقيات وجدن المغرب ملاذا لهن من بؤس الحياة، فصدمن بالواقع وتبخرت تلك الأحلام في واقع مرير يتقاسمنه مع باقي المواطنين.

فتيات بلباس شبه عاري جعلن من أجسادهن سلعة للبيع مقابل بعض الدريهمات، أو في بعض الحالات مقابل قليل من الخضر والفواكه الكفيلة بسد جوع جيش ستجده بانتظارها، في بيت لا يتوفر على شروط الراحة.

عدة فتيات قادمات من جنوب القارة السمراء، اتخذن مهنة الدعارة المنزلية كحل مؤقت في انتظار تحقيق حلم الهجرة، بينما وجدن الكثير منهن في هذه المهنة ملاذا لتفريغ رغباتهن الجنسية، فأصبحن “ينافسن” مغربيات ممتهنات لأقدم مهنة في التاريخ.

وتقدمن فتيات لا يجاوز سنهن 30 سنة خدماتهن من تدليك “جسد جسد” ورقص “زومبا” وليالي حمراء، تختتم ببيع المتعة الجنسية مقابل 50 درهما لا أكثر، الأمر الذي جعل منهن محط أنظار المخمورين والباحثين عن المتعة العابرة.

بصوت قوي وعينين جاحظتين وشعر مستعار تقف سارة، 23 سنة، في الشارع العام تتسول، وهي فتاة قادمة من الغابون، تحكي قصتها لجريدة “العمق”، قائلة “جئت إلى المغرب للدراسة، لكنني لم أتمكن من الالتحاق بالجامعة، إذ رزقت بطفل كان من الواجب رعايته وبالتالي التخلي عن حلمي”.

وتضيف الشابة: “أنا اخترت التسول، لكن عددا من زميلاتي يمتهن الدعارة، ومنهن من تقوم بالعمل في المنازل، أو يقدمن خدمات أخرى مثل التدليك والرقص والدعارة…”، مردفة بالقول: “قليلات هن اللواتي قدمن بهدف الدراسة وتمكن من الحصول على شواهد جامعية”.

وبأهم الشوارع بالعاصمة الاقتصادية والتي تعرف حركة طوال الليل، تصطف شابات بعدما تغادرن الملاهي الليلية التي أصبحت وجهتهن المفضلة، من أجل الحصول على زبون غني، بل في بعض الأحيان تختار زبونها من داخل الملهى.

ويرى عدد من المهتمين بالمجال السياحي، أن هذه المشاهد أصبحت تشوه صورة المدينة، بينما يطالب الكثير من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، بضرورة تدخل الجهات المسؤولة لمحاربة الظاهرة التي استفحلت مثل سرطان ينخر قلب العاصمة الاقتصادية ويشوه صورتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *