حوارات، منوعات

أخصائية نفسية: شهرة “إكشوان اكنوان” قد تضره في النهاية .. و”الافتراضي المسؤول” هو الحل

لم يكن يخطر ببال مصطفى الملقب بـ”إكشوان إكنوان”، أن جوابه الساخر خلال “ميكروطروطوار” عن مرض “أنفولنزا الخنازير”، سيجعله شخصية مشهورة في مواقع التواصل الاجتماعي بين ليلة وضحاها.

وبعد “إكشوان إكنوان”، جاءت زوجته ثم تفاصيل حياته وعرسهما المحتمل وبعد ذلك والدها، ليتحول ابن الحي الشعبي بالبيضاء إلى ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن حواراته وتصريحاته الإعلامية، سيطرت على قائمة أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة على اليوتيوب.

جريدة “العمق” حاورت إيمان حادوش، أخصائية سلوك ومرافقة نفسية، لمعرفة التأثيرات والأسباب والنتائج في هذا الموضوع.

ما التأثير النفسي الذي يمكن أن تخلفه الشهرة الكبيرة على شخصية مصطفى (اكشوان اكنوان) ؟

بالنسبة للتأثير النفسي، فالشهرة لها نفس تأثير الإدمان أو المخدر، إذا لم يكن الشخص مهيئا لتلك الشهرة، أو تدرج فيها بشكل طبيعي ليجعلها ثمرة نجاح و مكافأة مشروعة.

المخدر يجعل المدمن في حالة إنتشاء و متعة و لاوعي، لكن يجعله أيضا عبدا متطلبا لرجعات أكبر من أجل متعة أكبر وهي دوامة يدخلها وتجره للحضيض في النهاية، خصوصا حين يكون الصعود صاروخيا و غير متوقع، يليه سقوط مدوي.

هل توافقين رأي الباحث في علم الاجتماع فؤاد بلمير، الذي قال في برنامج في “ميدي 1” إن الشهرة التي حصل عليها يمكن أن تقوده لمصحة نفسية؟

رغم أن آليات المرافقة النفسية وآليات التحليل السوسيولجي يختلفان، لكنهما يلتقيان فيما يخص تحليل السلوك، وطبعا ما قاله الأخصائي صحيح كليا، مع التحفظ على إمكانية وجود حالات خاصة و استثناءات قليلة، تكون بالذكاء الكافي الذي يجعلها تستثمر في نجاحها المفاجئ، و هي واعية بزواله، لكي تطور مواهب و كفاءات تجعلها تتدرج في النجاح والشهرة و تحافظ عليهما.

ما هي الأسباب النفسية التي تجعل المغاربة يرتبطون بأشخاص مغمورين وتحويلهم إلى مشاهير؟

هناك أكثر من سبب، حسب الأشخاص طبعا وحسب تكوينهم النفسي، لكنها قد تتلخص في ثلاثة أدوار نفسية:

دور المنقذ، الذي يتعاطف بشدة مع شخص مغمور و بسيط، ويشارك قصته من باب الدعم والمساندة و عملا بمبدأ تكافؤ الفرص، وتمكين ” الدرويش” من الأضواء والشهرة التي تكون عادة حصرا على النخب.

أو دور الضحية، الذي يرى في هؤلاء الأشخاص، انعكاسا له ولطموحاته المستعصية وآماله المحطمة، فيسقط خيبته على خيبتهم، ويعتبر نجاحهم من نجاحه، كنوع من الرد المشروع على النخب التي تخلى أغلبها منذ زمن عن بقية الشعب وانفصل عن همومهم، وأصبح لا يهتم بهم ويشبعهم تحليلا أو تحقيرا، إلا حين يزاحمونه في بقعة الضوء المسلطة عليه.

و في النهاية، دور الجلاد، الذي يحتاج دائما لمن هو أصغر منه وأقل شأنا منه، حتى يشبعه انتقادا واحتقارا ويسخر منه بشراسة وبشكل شخصي و مباشر، كنوع من رد الإعتبار لنفسه، ونفخ في تقدير الذات عبر تحقير الآخر وسبه وشتمه.

ما السبل التي تقترحينها لتجنب هذه الظاهرة خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي ؟

مواقع التواصل الإجتماعي هو فضاء خارج عن السيطرة، حتى بالنسبة للمنخرطين فيه، فهو يمنحهم سلطة افتراضية لا يملكونها في الواقع، فالشخص  الذي يدخل صفحة وزير أو فنان لسبه وشتمه، قد يكون أول من يصافحه و يطلب صورة معه لو جمعته الصدفة به في الواقع.

لذلك القدرة على التخفي خلف شاشة، أو خلف هوية مجهولة، يجعل الأشخاص يسقطون كل اقنعتهم الإجتماعية و يخاطبون الآخرين انطلاقا من أسوأ ما في نفسياتهم و لا وعيهم.

و تبقى الوسيلة الأنجع لتفادي هذه الظاهرة، هو ما يسمى ” الافتراضي المسؤول”، و نلخصه في بضع نقاط: قبل أن أشارك منشورا أو تعليقا، يجب أن نسأل أنفسنا، هل ما ننشره صحيح؟ هل ما ننشره لا يعتبر مؤذيا لأي كان؟ هل ما ننشره يشبهنا في الواقع و لن نخجل من إعادة قوله بصوت عال في الواقع؟

و أهم شيء، قبل أن نساهم في تغذية هذه البروفايلات و الظواهر الغريبة، أن نسأل أنفسنا إن كنا نرضى بها قدوة لأولادنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *