مجتمع

صحفية دانماركية: “إيدر” لا يعير أي اهتمام للكبار “الأغبياء” (فيديو)

خصصت المجلة الدانماركية الشهيرة weekendavisen، مقالا مطولا أول أمس الجمعة، للطفل النابغة في مجال المعلوميات واللغة الانجليزية، إيدر مطيع من مدينة تيزنيت، أنجزته الصحفية RÖSKVA WÜRTZ المتخصصة في تتبع أخبار الأطفال المواهب عبر العالم، ووصفت نبوغه في إحدى فقرات الروبروطاج قائلة “يبدو لي أن إيدير لايعير أي اهتمام للكبار الأغبياء”

وانطلقت الصحفية RÖSKVA WÜRTZ، من مدينة مراكش نحو  تيزينت في رحلة دامت سبع ساعات، انتهت بالوصول الى منزل أسرة إيدير، بحي ايكي واسيف، وسط المدينة.

وخصصت RÖSKVA WÜRTZ حيزا للحديث عن مسيرته في عالم البرمجايات وتعلم الانجليزية، وكتبت في هذا الصدد نقلا عن المجلة المذكورة: “تعلم إيدر اللغة الانجليزية بطريقة عصامية، مكتفيا بذلك باليوتوب وهاتف والدته الذكي، واليوم أصبح ذاهية في البرمجة وعالم الانترنت”.

“حينما دخل إيدر الغرفة،  واجهني بابتسامة عريضة يطبعها الحياء والخجل الكبيرين، ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها إيدر بالصحافيين، في نفس اليوم دخل من الدار البيضاء بعد مشاركته في برنامج شهير يداع في قناة تلفزية مغربية، أصبح إيدير مشهورا بالمغرب شمال غرب افريقيا، بفضل إتقانه للانجليزية، وتحدثه لغات البرمجة”

وأضافت: “قال لي إيدير: لم أتعلم البرمجة والانجلزية في المدرسة، اكتفيت باليوتوب، ومساعدة إخوتي، ووالدي لايفهمان الانجليزية”.

“كانت انطلاقة ايدر، في أحد الملتقيات احتضنتها مدينة أكادير مؤخرا، ألقى عرضا باللغة الانجليزية حول لغة بايتون، لم يكن أمامه سوى جمع من البالغين، بدأت شهرته حين استظافه صحافي وطرح عليه السؤال بالانجليزية، وصحح له إيدر خطأ في السؤال، ومنذ ذلك الوقت انهال الصحافيون عليه، وأجروا معه العشرات من اللقاءات الصحفية”.

وأشارت بالقول: “العثور على طفل نابغة في المعلوميات في الدانمارك، أمر عادي، ولكن بمدينة تيزنيت، أن تجد طفلا بهذه الموهبة فالأمر يعتبر ناذرا، خاصة وأن المغرب مازال في بدايات ولوجه عالم المعلوميات والانترنت”.

وخصصت الصحفية جانبا من مقالها، للحديث عن رحلتها الى مدينة تيزنيت، التي تشتهر بصناعة الفضة: “استقبلتني أسرة إيدر بحرارة، في  الغرفة الكبرى، التي لا يدخلها سوى الزوار، أحسست بالزرابي الرطبة تحت قدماي، وبجانب الجدران رصت مجموعة من الأرائك وطاولات، والدة إيدر أعدت طبقا ساخنا يتكون من دجاجتين، تم وضعهما في إناء من الطين، الرجال كانوا بجانبي، بينما السيدات والفتيات ابتعدن قليلا”.

“إيدر لم يكن يبالي بالحضور، اكتفى بالتهام فخد دجاجة، واللعب في جهاز آيباد، تسلمه من إحدى المؤسسات، أخد مني هاتفي الذكي، ذخل الى الإعدادات واطلع على النسخة وتاريخها، ومكان التخزين وسعته، وبدأ يشرح لي لعبته المفضلة Geometry Dash، قال لي: حينما ألعب أحاول أن أتقمص دور المخبر، لأرى كل كبيرة وصغيرة في اللعبة، وأحاول فهم طريقة برمجتها”، حسب قولها.

“يشرح لي طريقة انشاء اللعبة، وبدأ في استعمل مصطلحات تقنية لم أتمكن من فهم أغلبها، بدأت أنظر في أخيه الأكبر، يبدو لي أن إيدير لايعير أي اهتمام للكبار البالغين الأغبياء”، تضيف الصحفية الدنماركية.

يونس أفارس، شاب رافق إيدر في مشوراه في عالم البرمجيات، يقول بدوره: “انبهرت بإيدر في ملتقى أكادير، وتحدثت إليه، وبسرعة اكتشفت أن لديه فهم كبير للغة البرمجة، ولديه قاموس في المصطلحات العلمية، ساعده في ذلك تحدثه باللغة الانجليزية”.

يونس يتولى اليوم تسيير جمعية كوكل GDG بأكادير، ويسعى إلى خلق قنوات التواصل بين المهتمين بعالم المعلوميات، وعن موهبة ايدير يقول: “لا أعلم، ولكن لديه طاقات هائلة، والأهم بالنسبة لي هناك مواهب كثيرة تعيش على الهامش في المغرب، ومهمتنا اكتشافها”.

وعن سؤال حول مهنته في المستقبل أجاب ايدر: “برمجة الألعاب، وإنشاء مواقع، والبرمجيات”.

ولم تفوت الصحفية الفرصة للحديث عن عائلة ايدير بالقول: “عائلة إيدير تتحدث اللغة الأمازيغية، وتنمي لشعب يسمى الامازيغ، بمجرد أن يدخل الطفل المدرسة يتعلم اللغة العربية، منذ الثالثة من عمره، يتابع دراسته باللغة الفرنسية، وتعليم اللانجلزية يبدأ في السنة التساعة اعدادي”ّ.

وختمت الصحفية مقالها للحديث عن لغات البرمجة: “Python, C ++, Java et SQL” من بين أهم وأمهر لغات البرمجة، تستعمل لمنح طلبات للحاسوب، وهذه اللغات تستعمل لانشاء برامج والكوريتمات، اختار ايدر بايتون لأنه يظن أنها لغة سهلة التعلم، ويمكن استعمالها لتنفيد عدد من الأمور، وفق تعبيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *