سياسة

مسؤولون يدعون إلى التفكير جديا في تنمية العالم القروي

قالت كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان فاطنة الكيحل، “إن العالم القروي يعتبر أحد المحركات الاساسية للدينامية الترابية والاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، بالرغم من النسق المتسارع للتمدن الذي باتت تعرفه البلاد في السنوات الأخيرة”

جاءت في كلمة للوزيرة المكلفة بالإسكان في وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، اليوم الأربعاء بمدينة بن جرير، خلال الجلسة الافتتاحية لليوم التواصلي الذي تنظمه وزارتها، حول موضوع “التعمير والإسكان بالعالم القروي الرهانات والآفاق”،

وقالت الكيحل إن هذا اللقاء يعد “فرصة سانحة حتى نستمع لجميع المتدخلين باختلاف تخصصاتهم ومسؤولياتهم في موضوع التعمير والاسكان بالعالم القروي”، وفق تعبيرها.

وزادت خلال كلمتها أن “العالم القروي عاش عدة محاولات للنهوض به، لكنها كانت مقاربة قطاعية، واليوم اقتنعنا بأن موضوع التنمية به لن تكون إلا عبر مقاربة مندمجة شمولية تعتمد الإلتقائية في البرامج المسطرة”.

وحثت الكيحل المشاركين على العمل من أجل “جعل المجال القروي مجالا ذكي يستقطب كل شروط الاستثمار والعيش الكريم، ببنيات تحتية ذات مواصفات معمارية تحترم الخصوصيات الجهوية والمحلية”.

من جهته، نبه نائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء العمالات والأقاليم عبد الواحد واعمرو، إلى أن العالم القروي يعرف تحولات عميقة، داعيا الحكومة إلى “إعادة النظر في سياساتها المجالية لمواكبة ضغوطات الحداثة والتقدم بتبني مقاربة شاملة تهدف إلى مستوى عيش ساكنة القرى”.

وقال واعمرو “إن الجميع مدعو لتحمل المسؤولية، كل من موقعه لإنجاح هذا الورش عبر المساهمة في مراجعة القوانين المنظمة للبناء وتبسيط المساطر وتقليص آجال دراسة ملفات التعمير والبناء، مع التعامل بالمرونة اللازمة في تدبير التعمير، وذلك بوضوح وشفافية”.

رئيس المجلس الإقليمي لقلعة السراغنة، دعا إلى “التعجيل بالخروج بالتوصيات التي خرج بها اللقاء التواصلي الذي نظمته وزارة إعداد التراب إلى أرض الواقع”، مستحضرا “فئة الشباب التي تدفع بهم أوضاع الحياة القروية إلى الهجرة نحو المدن للبحث على حلول للمشاكل التي يعيشونها”.

وعلق واعمروا على النسبة التي تفضل بها الكاتب العام لوزارة إعداد التراب، من أن نسبة الاستثمارات بالمجال القروي تصل 2 بالمائة، حيث اعتبره رقما “مخيفا”، لذلك وجب التعجيل والإسراع في تفعيل هذه المنظومة، حسب قوله.

هذا، وطرح نائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات محمد أشرورو، مفهوم “العالم القروي الجبلي” إلى النقاش الذي احتضنته جامعة محمد السادس ببن جرير، حتى يكون هذا العالم، حسب أشرورو، “حاضرا في الاستراتيجيات العامة للحكومة المغربية”.

وأشار إلى أن “المواطن البسيط الذي يعيش في العالم القروي اليوم، يفكر في بناء ملجأ يسكنه، ويحتاج إلى من يأخذ بيده، وهذا لن يتأتى إلا بمنطق القرب الذي توفره الجماعات الترابية، باعتبارها هي القريبة من المواطن، لكنها لا تتوفر على آليات والتقنيات التي تسمح بمواكبة هذه الأمور”.

وأرجع سبب انتشار مدن الصفيح ضواحي المدن، إلى “عدم الإعتناء بالعالم القروي والعالم الجبلي، لذلك يجب على الإدارة رفقة الجماعات الترابية العمل وفق منطق التقارب والتشارك، وتكوين موظفين تقنيين يشتغلون داخل الجماعات من أجل تأطير المواطنين ومساعدتهم، حتى تحارب الهجرة القروية”.

وقال “إن هذه المشاكل نعيشها كرؤساء جماعات عن قرب، ولا يمكن التخطيط لها من الرباط، لذا يجب تفعل حقيقة الجهوية المتقدمة، حتى تصبح سلطة القرار بيد المسؤولين الجهويين، وأن تتم محاسبتهم في حالة الإخلال بهذه المسؤولية.

يشار إلى أن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نظمت اليوم الأربعاء، بفضاء جامعة محمد السادس الخاصة ببن جرير، لقاء تواصليا بحضور مختلف الفاعلين السياسين والتقنين، من أجل تدارس موضوع “التعمير والإسكان بالعالم القروي الرهانات والآفاق”.

وتمحور اللقاء في أربع ورشات، تفرقت على مواضيع “التهيئة والتنمية المجالية للمناطق القروية”، و”التخطيط العمراني والترخيص بالعالم القروي”، و”المساعدة المعمارية بالعالم القروي”، و”السكن بالعالم القروي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *