سياسة

وفد برلماني مغربي يفضح بكولومبيا أكاذيب أعداء الوحدة الترابية

أجرى وفد برلماني مغربي مباحثات، أول أمس الثلاثاء ببوغوتا، مع رئيس برلمان الأنديز “هوغو كيروز فاييخو”، تمحورت حول سبل تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين البرلمان المغربي وبرلمان الأنديز.

وركزت هذه المباحثات، التي جرت بحضور سفيرة المغرب بكولومبيا، فريدة لوداية، حول آفاق التعاون بين المؤسستين التشريعيتين من خلال تحديد مشاريع ملموسة لا تنحصر في المجالات التي تدخل في نطاق اختصاص الهيئات التشريعية، بل تشمل أيضا قطاعات اخرى كالسياحة والطاقات المتجددة والتربية.

وفي كلمة خلال هذه المباحثات، التي تندرج في إطار مشاركة المغرب في الدورة العادية لبرلمان الأنديز (26-28 مارس) حيث تتمتع المملكة بوضع الشريك المتقدم، شدد نائب رئيس مجلس المستشارين السيد عبد القادر سلامة على الأهمية التي توليها المملكة لتكثيف علاقات تعاونها مع برلمان الأنديز من خلال تبادل التجارب في مختلف المجالات ذات العلاقة بالعمل التشريعي.

وأبدى سلامة بالمناسبة رغبة مختلف مكونات البرلمان المغربي بغرفتيه في المزيد من تعزيز العلاقات مع برلمان الأنديز من خلال استكشاف فرص الشراكة التي تعود بالفائدة على الجانبين.

وذكر بأن البرلمان المغربي انخرط منذ فترة طويلة في سياسة الانفتاح على مختلف المنتديات البرلمانية الإقليمية والقارية عبر العالم على الخصوص بالعالم العربي وافريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل المساهمة في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين المغرب والمجموعات الإقليمية.

وقال إن البرلمان المغربي يحضر باستمرار المنتديات البرلمانية الإقليمية والقارية والدولية، مضيفا أن هذه الزيارة ترمي إلى تبادل التجارب في مجالات تهم العمل البرلماني وكذا التشريعات المتعلقة بحقوق الانسان والمرأة والطفل.

وأبرز أن هذه الزيارة تشكل مناسبة لإبراز التقدم الذي حققته المملكة في مختلف المجالات، داعيا إلى الاستفادة من القيم المشتركة التي يتقاسمها المغرب ودول الانديز من أجل تفعيل مشاريع تعاون متعددة الأشكال.

كما شدد نائب رئيس مجلس المستشارين على الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز حضورها بالمنتديات الدولية والإقليمية من أجل الدفاع عن المصالح العليا للمملكة وفضح مزاعم وأكاذيب أعداء الوحدة الترابية للمغرب.

وثمن في هذا السياق دعم برلمان الأنديز للمبادرة المغربية للحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، ووصف هذا الموقف ب “المكتسب الهام من أجل القضية الوطنية”.

كما طالب بإعداد اتفاقات جديدة من أجل تعزيز التعاون بين الطرفين مقترحا على أعضاء برلمان الأنديز التفكير في عقد واحدة من دورات برلمانهم المقبلة بالمغرب.

من جهته، وصف أحمد لخريف ب “الهام للغاية” هذا اللقاء الذي يندرج في إطار تفعيل اتفاق التعاون المبرم بين البرلمان المغربي وبرلمان الانديز، مضيفا أن زيارة الوفد البرلماني المغربي ترمي إلى إرساء “خارطة طريق” وتنسيق العمل مع برلمان الانديز ليس فقط على مستوى المجالات التي تندرج في إطار الاختصاصات التقليدية للهيئات التشريعية وإنما أيضا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لخدمة مصالح الشعبين المغربي والأنديزي.

وأشاد بدعم برلمان الأنديز للوحدة الترابية للمملكة، مضيفا أن هذا الموقف “الشهم” من شأنه دعم المغرب في جهوده الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل الذي عمر لأزيد من 40 سنة والذي يهدد الاستقرار بالمنطقة.

وأبرز في هذا السياق أهمية الديبلوماسية البرلمانية، موضحا أن المغرب عزز حضوره داخل مختلف المنتديات البرلمانية بأمريكا اللاتينية كبرلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) ومنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي (فوبريل) وبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي (بارلاتينو) ومنطقة الاندماج لدول أمريكا الوسطى (سيكا).

وأوضح أمين مجلس المستشارين أن هذا “الحضور القوي للبرلمان المغربي في المنتديات البرلمانية بمنطقة أمريكا اللاتينية سيعطي زخما جديدا للتعاون جنوب-جنوب الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية خاصة”.
وتابع أن المغرب يلعب “دورا هاما” في مجال التعاون جنوب-جنوب بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وهو ما يجعل المملكة همزة وصل بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي وافريقيا.

وأبدى هوغو كيروز فاييخو، الذي كان رفقة أعضاء مكتب برلمان الأنديز، الرغبة القوية لهذه الهيئة التشريعية الإقليمية في تعزيز وتنويع العلاقات مع المغرب وتبادل التجارب بين المملكة وبلدان الأنديز، مبرزا الأهمية التي تكتسيها زيارة الوفد البرلماني المغربي لتعزيز التعاون بين الطرفين.

كما شدد على القيمة المضافة التي يكتسيها منح المغرب وضع الشريك المتقدم لدى برلمان الأنديز بالنظر الى التجربة المتقدمة للمملكة في المجال التشريعي.

وقال رئيس برلمان الأنديز “لدينا الكثير لتعلمه من تجربة المغرب على الخصوص في ما يتعلق بتمثيلية المنظمات النقابية وأرباب الاعمال داخل البرلمان”، مثمنا الدينامية التي يعرفها المغرب في مجالات مختلفة.

وذكر أن مشاركة أعضاء الوفد البرلماني المغربي في أشغال مختلف لجان برلمان الانديز كفيلة بإغناء النقاشات وتمكين بلدان الأنديز من الاستفادة من تجربة المغرب في مختلف المجالات.

من جهته، اعتبر الأمين العام لبرلمان الأنديز، إدواردو تشيليكينغا مازون، أن مشاركة الوفد البرلماني المغربي في الدورة العادية لهذه الهيئة التشريعية الإقليمية تشكل لبنة جديدة في التعاون بين الجانبين.

وأوضح أن مشروع إنشاء منتدى افريقي-أمريكي لاتيني، الذي كان محور مباحثات بين رئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، ووفد من برلمان الأنديز في دجنبر الماضي بالرباط، قطع عدة أشواط في أفق اعتماد الميثاق التأسيسي لهذه البنية الجديدة.

وأضاف أن هذا المنتدى سيشكل فضاء للحوار والتقارب والتنسيق بين البرلمانات الافريقية ونظيراتها بأمريكا اللاتينية والكاريبي حول قضايا تهم التعاون بين القارتين.

ويسعى برلمان الأنديز، الذي يتشكل من 25 عضوا منتخبا بمعدل خمسة برلمانيين من كل دولة (بوليفيا وكولومبيا والإكوادور والبيرو والشيلي)، إلى تنسيق التشريعات وتسريع الإندماج بين دول هذا التجمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *