منتدى العمق

السيكولوجيا بالمغرب أية مكانة؟

يعتبر علم النفس من بين العلوم الحديثة بكونه لم ينفصل عن الفلسفة إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بعد مراكمته للعديد من الدراسات والتجارب العلمية أصبح علما قائما بذاته من ناحية المنهج والتنظير والتطبيق، فهو يحتل مكانة وقيمة علمية بين العلوم و خاصة منها العلوم الإنسانية، إلى أن المغرب كسائر البلدان العربية لم يتقدم بالشكل المطلوب في هذا العلم وخصوصا في وضعيته الراهنة داخل الجامعة المغربية كإطار علمي أو خارج أسوار الجامعة كإطار اجتماعي وثقافي. وهنا سنتساءل بالتحديدحول وضعية علم النفس بالمغرب؟

إن وضعية علم النفس بالمغرب لازالت تعاني من ضعف الدارسات العلمية في هذا المجال، حيث نجد عددا قليلا من الباحثين هم الذين يهتمون بهذا المجال وهذا العدد يقتصر على بعض الأساتذة الباحثين المدرسين لهذا التخصص في الجامعات المغربية، بالإضافة إلى ضعف التأطير للطلبة بحيث أن هذا التخصص يتطلب دمجا بين التنظير والتطبيق وليس تهميش أحد الجانبين فمثلا الدول الغربية تركز على ربط علم النفس بما هو تطبيقي لأجل تكوين الطالب تكوينا جيدا وتمكينه من لمس الواقع عبر الانخراط في الدراسات الميدانية بشكل مكثف.

وعلاوة على هذا فعدم الاعتراف القانوني بهذا التخصص في المغرب أسفر عنه غياب إطار قانوني ينظم مهنة الأخصائي النفسي بشكل خاص ومهن علم النفس بشكل عام، ما يجعلنا أمام مهنة غير مهيكلة قانونيا ما سيؤدي لكل من هب ودب في استغلال هذه المهنة لأغراض شخصية وتشويه هذه المهنة الشريفة كأولئك الذين يطلقون على أنفسهم لقب “كوتش” الذين غيروا منحى العلمية لهذا المجال إلى منحى غير أخلاقي تنعدم فيه الكرامة العلمية و تحضرفيه الاستغلالية والربحية بشكل أساسي وكدا الترويج لأفكار ليست لها علاقة بعلم النفس باعتباره تخصصا علميا قائما بذاته.

بالإضافة إلى ذلك فمهنة الأخصائي النفسي قد تم تشويهها في الإعلام لتكريس هذا الأخير صورة سلبية عن طريق تمثيل المهني في تخصص علم النفس على أنه يشبه الأحمق في التفكير والتصرفات وأيضا قيام الإعلام بإقصاء و تهميش المزاول لمهنة علم النفس في اللقاءات والبرامج التلفزية ذات المواضيع النفسية أو النفس اجتماعيةلانحصاره على تخصص السيسيولوجيا في مقاربته للظواهر النفسيةوالاجتماعية و مدربي التمية الذاتية.

ومما سبق، فإننا أمام وضعية تشوبها المعاناة للمختصين والمهنيين في علم النفس، بدء بغياب قانون مؤطر ومرورا بالإعلام الذي لايزال يلعب دورا في تشويه سمعة المختص في علم النفس مرورا بالمتطفلين بالمجال. ومما تقدم يمكن أن نجمل القول في أن انتشار الأمية والجهل وانحسار علم النفس بالجامعة قد فتح مجالا خصبا لانتشار تمثلات اجتماعية سلبية نحو المتخصصين والمهنيين في علم النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    Bon courage akhi hamza

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    جيد

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    جيد