آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية، حوارات

الصبيعي يكشف لـ”العمق” فوضى تسيير جامعة الريكبي

في سياق الأحداث الرياضية التي عرفتها رياضة الريكبي حيث توجهت الأندية الوطنية المعنية بمنافسات القسم الوطني الممتاز لرياضة الريكبي إلى مدينة وجدة من أجل خوض غمار الدورة الأولى من البطولة الوطنية و التي تأخرت زهاء ستة أشهر عن موعد انطلاقها المعتاد نظرا للمشاكل التي تعرفها هذه الرياضة على الصعيد الوطني.

وبناء على ما تعيشه رياصة الريكبي بالمغرب أجرت جريدة “العمق” حوارا مع المدير الرياضي لنادي شباب مراكش للريڭبي خالد الصبيعي، جاء على الشكل التالي:

هل من الممكن أن تحدثنا عن تاريخ رياضة الريگبي بالمغرب؟

كما يعلم الجميع فهذه الرياضة دخلت إلى المغرب في السنوات الأولى لفترة الحماية وأول مقابلة رسمية للمنتخب المغربي كانت ضد نظيره الاسباني بالدار البيضاء ديسمبر 1931 حيث خسرها المغرب 8/14، و بعدها بثلاثة أيام لعبت مقابلة العودة بمدريد حيث تمكن أسود الأطلس من انتزاع التعادل 10/10 لتنطلق سلسلة مشاركة المغرب في غمار البطولة الأوروبية المنظمة من طرف للاتحاد الدولي للعبة والذي كان المغرب من المؤسسين لهذه الهيأة العالمية علما أن جامعة الرڭبي بالمغرب تأسست قبل جامعة كرة القدم.

وتمكن المغرب خلال مساره من التغلب على عدة منتخبات كألمانيا الغربية وبلجيكا وإسبانيا و إيطاليا و غيرها، كما تمكن في مناسبتين من اعتلاء منصات التتويج أوروبيا موسمي 1970/1971 و 1971/1972،كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنهائيات كأس العالم لولا الخسارة التي كان يتلقاها في مباريات السد.

ما هي وضغعية المنتخب الوطني اليوم؟

خلال السنوات القليلة الماضية تمكن المغرب من دخول التاريخ من بابه الواسع بعد ظفره ببطولة للريگبي السباعي العرب التي أقيمت بمدينة مراكش رفقة الإطار الوطني التومي الشارف، كما حاز المنتخب الرديف على الرتبة الثالث من نفس البطولة، وبخصوص الركبي التقليدي فقد تمكن المنتخب في ظرف وجيز من الصعود للمجموعة الفضية و منها إلى الذهبية، بعد أن قضى سنوات في حضيض المجموعة البرونزية، كما تمكن من تحقيق لقبين متتاليين من البطولة المغاربية و قضى موسمين بدون هزيمة و مليئين بالأمجاد استعدنا معهما الأمل في العودة للعصر الذهبي للريكبي المغربي.

وصدم المكتب المديري للجامعة متتبعي هذه الرياضة بإقالة الإطار الدولي الشاب محمد المعتوق مهندس هذه الانتصارات، لأسباب لازالت مجهولة لحدود اليوم، لتتوالى النكبات و الهزات على جميع فئات المنتخب الوطني ذكورا و إناثا، سواء الريكببي السباعي أو ريكبي الخمسة عشر، ولعل نكبة هراري الأخيرة خير دليل على ما أقول، حيث مني المنتخب المغربي للشباب بهزائم جد ثقيلة أمام منتخبات كمدغشقر و كوت ديفوار التي كانت تتمنى أن تسجل على الأسود محاولة واحدة، كرحلة الأشبال إلى زيمبابوي رافقها عدة كوارث تنظيمية حيث إن ظروف الإقامة و الإطعام كانت كارثية بكل المقاييس، كل هذا يمكن تجاوزه، لكن تخلف خمسة لاعبين شباب لأزيد من أسبوع بمطار هواري عن الرحلة الرسمية و دون أن تقدم الجامعة أية توضيحات للرأي العام ولأسر اللاعبين؛ فهذه قمة الاستهتار بالقميص الوطني من مؤسسة ينتظر منها تشريف المغرب.

ما هي أنواع الريكبي التي تمارس في المغرب وما هي الألقاب التي يتم التنافس عليها؟

هناك الريكببي السباعي و الريكببي خمسة عشر ذكور وإناث أما الأول فهناك قسم الصفوة أو top 12 فالقسم الوطني الأول فالثاني، هذا على مستوى البطولة، أما كأس العرش فكل الأندية تشارك في الاقصائيات على المستوى الجهوي، على أن تلعب النهائيات بين الفرق الثمانية المتأهلة عن العصب على شكل البلاي أوف.
أما الريكبي التقليدي أو الخمسة عشر فهناك قسمان القسم الممتاز و القسم الأول، و بخصوص منافسات هذا الموسم فإنها شبه متوقفة، ونلاحظ غياب تام لبرنامج سنري لمباريات البطولة في كلا الصنفين و غموض خطير في ما يخص تواريخ انطلاق و انتهاء المنافسات وارتجالية مخجلة على جميع الأصعدة، كما أن المكتب المديري للجامعة أجل انطلاق المنافسات عدة مرات بداعي الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها.

ما هي أسباب الأزمة المالية التي تحدث عنها؟

إن حرمان وزارة الشباب و الرياضة لجامعة الريڭبي من المنحة السنوية بعد ورود مؤشرات سلبية في تقارير المجلس الأعلى للحسابات، يعتقد أن لها علاقة باختلالات في التدبير المالي لهذه المؤسسة، هو السبب الرئيسي لهذه الأزمة كما أن هناك أسبابا أخرى نجملها في عدم قدرة المكتب المديري على جلب مستشهرين بإمكانهم تمويل مشاريع الجامعة، إن كان لها مشاريع مما انعكس بالسلب على السير العادي للحياة الرياضية.

ما علاقة هذه الوضعية المالية للجامعة بأزمة الحكام؟

هناك علاقة وطيدة، فالحكام لم يتوصلوا بمستحقاتهم لما يقارب السنة و النصف فقرروا مقاطعة إدارة المباريات حتى يتسلموا جميع ما تدين به الجامعة لهم من أموال، فتفتقت عبقرية من تبقى من المكتب المديري عن قرار تحميل الأندية مصاريف التنظيم و التحكيم مع طائلة الحرمان من المشاركة في المنافسات لكل من سولت له نفسه معارضة هذا القرار، هذا الأخير يبقى دون سند قانوني لعدة أوجه؛ نذكر منها أن أعلى هيأة تقريرية في الجامعات الملكية المغربية للرياضة هي الجموع العامة، وذلك حسب المادة 27 من القسم الأول للفرع الثاني من القانون 30/09المتعلق بالحركة الجامعية.

وبما أن هذا القرار اتخذ خارج مؤسسة الجمع العام فانه يبقى عار من الصحة، وأن الصيغة التي ابتدعها المكتب المديري للجامعة من أجل تبرير هذه النفقات هي أن يوقع مسؤول الحكام ورقة يقر فيها بأنها تسلم مبلغ كذا من نادي كذا نيابة عن الحكام فلان وفلان وفلان… هذه الورقة لا يحتج بها ولا يمكنها أن تقوم مقام فاتورة يبرر بها مسؤولو النادي أوجه صرف تلك المبلغ أمام محاسبي الجهات المانحة وأمام قضاة مجالس الحسابات، كما أن الجامعة لا تمنح الأندية و لا تدعمها و لو بكرة واحدة يتيمة فكيف وجدت لدى نفسها الجرأة لتطلب من الأندية تحمل عبئ على عبئها لا جمل لها فيه ولا ناقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *