سياسة

مركز: الإمارات صرفت الملايير لاختراق الشأن الديني للجالية المغربية

قال المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني إن مخابرات أبوظبي أدركت الدور الكبير للمغرب في إدارة الشأن الديني لدى الجالية المغربية باتفاق مع السلطات الإسبانية والفرنسية واصطدمت بقوة المذهب المالكي وحقل إمارة المؤمنين، حيث تشير الأرقام المالية إلى مبلغ يصل إلى ما يفوق 470 مليون دولار صرفته دولة الإمارات في محاولة لاختراق الشأن الديني للجاليات المسلمة ومنها المغربية في أوروبا دون الوصول إلى نتيجة.

وبحسب ما جاء في وثيقة أصدرها المركز المذكور، وعنونها بـ”ورقة تنبيه سياسي” توصلت العمق بنسخة منها، فإن الإمارات دخلت في حرب مفتوحة مع المغرب من فوق الأراضي الفرنسية والإسبانية، مدعية أنها بصدد التأسيس لزعامة إسلامية جديدة في أوروبا، وذلك عبر القيام بمحاولات النفاذ إلى عضوية إدارة الرابطة الثقافية للمسلمين في فرنسا، ومحاولات الاستحواذ على إدارة شبكة المساجد بفرنسا وإسبانيا، وتنظيم لقاءات مفتوحة، آخرها لقاءات تم تنظيمها بحضور علي راشد النعيمي منذ شهرين بالعاصمة الإسبانية مدريد لم يتجاوز عدد الحضور فيها مجتمعة حوالي 800 شخص أغلبهم مغاربة، رغم الإغراءات المالية الكبيرة المخصصة لهذا اللقاء.

وشدد المركز الذي يرأسه الأستاذ الجامعي عبد الرحيم منار اسليمي، على أنه “لم يكن من الممكن لرجالات مخابرات أبوظبي ومغاربة القدافي في “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” استعمال أدوات الإعلام الفرنسي الذي يدرك جيدا خطورة الحرب الجارية ضد النموذج الإسلامي المغربي المعتدل ومؤسساته، فتم اختيار الإعلام الإسباني في شخص جريدة “ال موندو” اليمينية في توقيت دقيق يصادف تقارب دولة الإمارات العربية المتحدة مع اليمين المتطرف الأوروبي، بما فيه اليمين المتطرف الإسباني”.

واعتبر أن “عودة جريدة “ال موندو“ إلى بناء وتركيب رواية تم فيها اختيار الهجوم على مجلس الجالية المغربية بالخارج والسلطات الأمنية المغربية لا يمكن أن تفكر فيه الجريدة اليمينية المحسوبة على المخابرات الإسبانية دون استحضار التقارب الحاصل بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليمين الإسباني، والدليل على ذلك الاجتماعات التي أجراها رئيس “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ في مقرات الدفاع الإسبانية مرة بحجة مركز هداية ومرة بحجة المجلس الجديد بحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بإسبانيا”.

ومن المفارقات المثيرة، بحسب المركز الأطلسي للدراسات والتحليل الأمني، أن يصدر مقال “إل موندو” في نفس توقيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي للمغرب وتلاوة البيان الفرنسي المغربي الذي يعبر عن تطابق فرنسي مغربي حول خطورة ما يجري في ليبيا، فتخلي فرنسا عن حفتر وعودتها لاتفاق الصخيرات يبدو أنه أزعج سلطات أبوظبي لتحرك نيابة عنها اليمين الإعلامي الإسباني في هجوم على مؤسسات تعد أدرع السياسة الخارجية المغربية.

وبذلك تكون صحيفة “إل موندو” واليمين الإسباني، يضيف المصدر ذاته، “يخوضان حربا بالنيابة ضد المغرب، فدولة الإمارات العربية المتحدة تشن حربا ضد المغرب الذي انسحب من الحرب غير الأخلاقية في اليمن لما تبين له أن الأمر لا يتعلق بدفاع شرعي عن أراضي السعودية والإمارات، ورفض الاصطفاف في الحصار الجائر المضروب على دولة قطر، وبنى محورا جديدا للتنسيق داخل العالم العربي الإسلامي يضم إلى جانب المغرب دول الأردن وتركيا وقطر ،وأعلن رفضه للمشروع الذي تدافع عنه سلطات أبوظبي المتمثل في صفقة القرن ، ووقف إلى جانب الليبيين ضد مليشيات حفتر المدعومة من طرف دولة الإمارات العربية”.

ويتوجس المغرب من محاولة دولة الإمارات العربية المتحدة الوصول إلى منفذ على المحيط الأطلسي بمحاولة إبرام اتفاق مع الرئيس الموريتاني في آخر أنفاس ولايته لإقامة قاعدة عسكرية فوق الأراضي الموريتانية في وقت تدخل فيه موريتانيا انتخابات رئاسية مصيرية، هذه القاعدة العسكرية التي يبدو أنها تأتي مقابل قاعدة عسكرية ثانية أقامتها دولة الإمارات العربية المتحدة  فوق أراضي دولة النيجر التي لايبدو أنها تهدف إلى مراقبة الجنوب الليبي بقدرما هي إعداد لحدث ما قادم في شريط منطقة الساحل الممتدة من البحر الأحمر إلى الشواطئ الأطلسية لدولة موريتانيا .

كما أن أن استعمال اليمين الإسباني ودعايته الإعلامية ضد المغرب في القضية المرتبطة بالشأن الديني، بحسب المركز الأطلسي، “تأتي بعد نجاح زيارة البابا فرنسيس  للمغرب التي جاءت  مباشرة بعد زيارة البابا نفسه لأبوظبي ،فالبيان المشترك بين البابا فرنسيس وأمير المؤمنين  بالمغرب  يمحو وراءه زيارة البابا فرنسيس للإمارات العربية المتحدة  التي سعت فيها إلى التقريب بين  البابا والأزهر المصري فوق الأراضي الإماراتية في صراع ديني واضح مع الإسلام المغربي المعتدل وبتنسيق من مغاربة القدافي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    فيقوا يا مغاربة واحذروا من دول الشرق الأشرار الذين يحاربوا دينهم إذا كان لهم دين. ولكن بعض المغاربة يزورون هده الدول المتصهينة وفي نظري الصهاينة أفضل منهم لأن اليهود يدافعون على دينهم ولا يحاربونهم من دول الشر. المغرب والمغاربة على رأسهم سيدنا المنصور بالله امير المؤمنين حافض الملة والدين وعلى الجحيم يا اهل قريش.