سياسة

الكنبوري: “شمال-جنوب” في الهجرة “خدعة”.. والحل “جنوب-جنوب” (فيديو)

قال إدريس الكنبوري الكاتب والباحث، وعضو مجلس الهجرة، إن السياسة التي اعتمدتها الدول الغربية شمال جنوب، لحل الإشكاليات المرتبطة بعدد من القضايا وأهمها الهجرة، لم يكن سوى خدعة، خاصة وأن هذه الدول في سنوات التسعينيات، كانت متخوفة من المد الشيوعي.

وأضاف الكنبوري، في حديث مع جريدة “العمق” على هامش المنتدى الدولي “بين الضفتين”، والذي تحتضنه العيون هذه الأيام، أن المغرب تبنى سياسة جديدة لحل مشكل الهجرة، من خلال مشاركته في عدد من المؤتمرات الدولية، حيث دعا الملك لحلها عبر اعتماد سياسة جنوب جنوب، وإعادة الإعتبار لافريقيا كموطن للهجرة والاستقبال.

فمنذ سنة 1999، نهج المغرب سياسات جدرية، حسب الكنبوري، وهي الإنفتاح على مختلف المهاجرين وخاصة الأفارقة عبر تسوية وضعيتهم القانونية،  ليحصل بذلك على صفة كانت لديه في السابق، وهي أرض استقبال، ليعطي بذلك درسا للآخرين.

ويبقى الهاجس الكبير المطروح اليوم، أن “بلدنا لايمكن أن يستقبل جل الأفارقة المهاجرين المتوافدين على أراضيه، وبالمقابل كانت الإصلاحات والمجهودات في هذا المجال، إشارات قوية للمنتظم الدولي، تتجلى في أن افريقيا يمكن أن تكون أرض هجرة متبادلة”.

وعن تموقع االمغرب تاريخيا في منطقة جذب واستقطاب يقول الكنبوري: “عبر التاريخ المغرب دائما مرتبط بمحيط متحول، فالمنطقة المتوسطية كانت مهد الحضارات والأديان، والمغرب يحتل فيه موقعا استراتيجيا، ومختلف الحضارات كانت تعبر منه، وكان ممرا للاوربيين، و للامبراطويرية الرومانية والفنيقية، وكنا القلب النابض للبحر الابيض المتوسط، إضافة إلى أنه في القرن 15، هاجر إليه العشرات من اليهود والمسلمين واستقروا فيه”.

وعن أسباب الهجرة، يقول ذات المتحدث: “أصبحت الظاهرة اليوم تقض مضاجع العديد من البلدان، وخاصة المتأثرة بها، كمصدرة أو مستقبلة للمهاجرين، وإذا كانت هناك قضية تتمثل فيها العولمة، فإنها تظهر بشكل جلي في الهجرة بشتى أنواعها، بما فيها هجرة العمالة والأدمغة والقسرية، والناجمة عن الأزمات والصراعات والحروب الأهلية”.

وكحل يقول الكنبوري: “يجب تغيير المقاربة التي تنهجها المؤسسات المالية الدولية، خاصة البنك الدولي وصندوق النقد العالمي، فهما مسؤولان منذ العقود الماضية، عن تشتيت الأنظمة، واندلاع الحروب الداخلية، وحان الوقت لتتحلى هذه المؤسسات بالشجاعة والإرادة الانسانية، لاننا نعيش في سفينة واحدة، بها مشاكل كالتطرف والإرهاب والفقر والهشاشة، ولذلك يجب أن يخرج الغرب وهذه المؤسسات الدولية من خانة الأنانية، وتنفتح على الدول الفقيرة، حتى لانتحول إلى قلع متقاتلة، والدول الغربية إلى قلعة مغلقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *