سياسة، مجتمع

والد الزفزافي: أبناؤنا يئسوا من هذا الوطن .. والخطابي أصبح “تهمة”

قال أحمد الزفزافي، والد قائد حراك الريف المعتقل ناصر الزفزافي، إن قرار تخلي ابنه رفقة 5 من رفاقه المعتقلين عن جنسياتهم المغربية وإسقاط “رابط البيعة”، مرحلة خطيرة تعبر عن مستوى اليأس والقنوط من هذا الوطن ومن وعود المسؤولين، معتبرا أن “الوطن الذي لا يحمي أبناءه ليس وطنا، والمسؤول الذي لا يحمي أبناء وطنه لا يحق له أن يكون مسؤولا”.

وأوضح أحمد الزفزافي في اتصال لجريدة “العمق”، أن تهميش معتقلي حراك الريف وصل لمرحلة خطيرة، فأن يطالب المعتقل بإسقاط جنسية وطنه، فهذا منتهى اليأس والقنوط من الوطن”، مشيرا في تعليقه على قرار ابنه التخلي عن جنسيته المغربية، إلى أن المعتقلين “شباب راشدون وما قاموا به يخصهم وهم واعون به”، وفق تعبيره.

واعتبر المتحدث أن ملف حراك الريف والمعتقلين أزيح عن الطاولة وتم إقباره ولا بوادر لإيجاد حل له بالمطلق، متهما الدولة بـ”ممارسة  المراوغة وربح الوقت والهنجعية ضد سكان هذه المنطقة فقط، بدليل إطلاق سراح جميع معتقلي حراك جرادة”، مشيرا إلى أن قائد مقاومة الريف عبد الكريم الخطابي أصبح “تهمة” في محاضر المعتقلين، على حد قوله.

وأضاف بالقول، إن “ما وقع حاليا لم يقع حتى في سنوات الجمر والرصاص، بل إنه لا مجال حتى للمقارنة بين الفترتين بالنسبة للاعتقال ونظام السجون، فهناك فرق كبير لأنني كنت أزور المعتقلين السياسيين سابقا داخل السجن طيلة فترة التوقيت الإداري اليومي، عكس الفترة الحالية الذي يتم فيها منعنا حتى من حمل “كلينكس” وإن كنتَ مصابا بالزكام”.

يأتي ذلك بعدما أعلن قائد الحراك ناصر الزفزافي و5 من رفاقه المعتقلين بسجن “راس الما” بفاس، تخليهم عن جنسياتهم المغربية وإسقاط “رابط البيعة” بدءًا من يوم أمس الجمعة، محملين الدولة المغربية “كامل المسؤولية عن أي مساس يمسنا ذهنيا وجسديا بدءا من هذا التاريخ”، وذلك في تطور غير مسبوق في ملف معتقلي حراك الريف.

جاء ذلك في بلاغ مطول وقعه من داخل سجن “راس الماء” بفاس من يوصفون بالخط الأول لحراك الريف، ويتعلق الأمر بكل من ناصر الزفزافي، نبيل احمحيق، وسيم البوستاتي، سمير اغيذ، محمد حاكي، زكرياء اضهشور، وتلاه أحمد الزفزافي والد ناصر في بث مباشر على صفحته بموقع فيسبوك، مساء أمس.

أحمد الزفزافي أوضح في سياق تعليقه، أنه وبينما خسر القذافي الملايير لإنجاز فيلم عن قائد المقاومة الليبية عمر المختار إبان فترة الاستعمار، أصبح اسم أسطورة المقاومة الريفية عبد الكريم الخطابي تهمة في المغرب ويُكتب في المحاضر الأمنية للمعتقلين “المسمى عبد الكريم الخطابي”، وفق وصفه.

وتابع قوله: “هؤلاء شباب استطاعوا فضح الفساد وتعرضوا للاعتقال والتعذيب بطرق بشعة ومحاكمات غير قانونية، وحكم عليهم بأحكام جائرة وظالمة، ولُفقت لهم تهم الانفصال وزعزعة استقرار البلد، الدولة للأسف تراجعت في الميدان الحقوقي والقضائي”، مردفا بالقول: “أثبِتوا تهمة واحدة على أبنائها وأنا مستعد لمحاكمة جماهيرية في ميدان عمومي”.

وناشد أحمد الزفزافي الملك محمد السادس التدخل لحل ملف المعتقلين، قائلا: “ما وقع لأبنائنا من اختطاف وتعذيب يجب أن نبلغه للملك الذي هو حاكم البلاد، فأنا ألتجئ إلى الملك لينظر في هذه النازلة لأنني خاطبت المسؤولين دون أن يقول لي أحد أنني أحكم أو بيدي سلطة صناعة القرار”، حسب قوله.

وأضاف قائلا: “نريد أن يعرف الملك أن معاناة عائلات المعتقلين فضيعة جدا، فمن العار أن تعاني العائلات في 2019 ما كانت تعاني منه العائلات زمن محاكم التفتيش، وهناك داخل الدولة من يضرب في القرارات الملكية، ونحن سنلتجئ للوسائل المتاحة دستوريا وقانونيا، لكنني أخاف أن أموت دون أن أرى الديمقراطية في بلدي، لذا أرجو من الملك حل الملف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *