مجتمع

مع استفحال الإشاعة.. خبير يدعو لتدريس “كيفية استعمال الإنترنيت” بالمغرب

اعتبر أستاذ علم النفس الاجتماعي، محسن بنزاكور، أن استفحال ظاهرة الإشاعة بالمغرب، يطرح إشكال مدى تحمل المنظومة التعليمية مسؤولية إدراج كيفية استعمال الإنترنيت في المقررات الدراسية.

ولا يمر يوم دون أن تعرف مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب انتشارا كبيرا للإشاعة دون أن يتأكد من يروج لها من مصدرها، وهو ما حدا بالخبير في علم النفس الاجتماعي للقول بأنه “آن الآون أن تعلم وزارة التربية الوطنية أن الإنترنيت والهواتف الذكية، أصبحت الخبز اليومي للأطفال، وأن تقنين التعامل معها أصبح ضروريا”.

وشدد بنزاكور في حديث مع جريدة “العمق”، أن الوزارة يجب أن تكون على وعي بأن “تدريس كيفية التعامل مع الانترنت، أصبح ضرورة ملحة بالنسبة لبلادنا، لأنه بنشر الإشاعة يمكن أن تخرب أمة أو تساهم في ذلك بشكل غير مباشر، وبالتالي فلابد من التعليم والتعلم لمحاربة هذه الظاهرة”.

وأشار بنزاكور، أنه للوقاية من الإشاعة يجب أولا التثبت من مصدرها، لأنه في غالب الأحيان بعض الشباب المتهورين لا يثبتون من المصدر لأن في اعتقادهم كل ما يوجد على الإنترنيت لديه قوة الحقيقة.

وأردف المتحدث، أن هناك ضعفا في التكوين على مستوى الصورة، لأن من ينشر الإشاعة لا يميز بين الصورة الحقيقية والمعدلة أي التي خضعت للفوطوشوب، مضيفا أن هناك غياتب للمنطق بمعنى أن هناك أشياء تتناقض مع الواقع ومع ذلك ينساق وراءها.

وعندما نقول المنطق، يضيف أستاذ علم النفس الاجتماعي، “فمعناه هل هذه الأشياء تتوافق مع الثقافة المغربية أو منظر من المناظر؟ هل هي في البيئة المغربية، البنايات والمورفولوجية المغربية؟ هذا السؤال لا يطرح، بالتالي ينساق مع الإشاعة ويقوم بمشاركتها”.

وأوضح أن “من ينشر الاشاعة، يتعامل مع الخبر بعاطفة والتي مراحلها هو الانبهار ثم القبول تم التقاسم، الانبهار بمعنى أنه يجزم أن الخبر صحيح دون أن يفكر، والمرحلة الثانية يقبل بها ويأتي بمبررات، والمرحلة الثالثة هو التقاسم لأنه بالنسبة إليه سيكون مشهور ويكون لديه إعجاب ومشاركات وحب الظهور”.

وبالنسبة لبنزاكور، فكل “هذه الأشياء يضيف لها عنصر التكنولوجيا بمعنى أنه من السهولة بمكان أن يقوم بمشاركته دون تفكير ولا يأخذ مدة زمنية للتفكير وهذا راجع لطبيعة الآلة الالكترونية التي تسهل تقاسم المعلومة”.

وأبرز بنزاكور، أن “جيل 2000، لديه ثقافة فكرية لم تتطور بعد، وهي السرعة في نشر الخبر لأنه يخاف أن يسبق آخر إلى ذلك، عكس الأجيال السابقة التي تُعمِل النقد والتأني والصبر قبل نشر أي خبر”، مشيرا إلى أن “التأكد من المعلومة غير موجود، والقيم الكبرى غائبة واستعيد بمفهوم الفردانية والاستمتاع بأنه كان سباقا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *