المغرب العميق، مجتمع

دراسة: إكراهات تنقل التلاميذ ترفع نسب الهدر المدرسي بقرى المغرب

كشف دراسة حديثة شملت أربع جماعات (جماعة حضرية وثلاث جماعات قروية) تنتمي جغرافيا إلى حوض “أمكون” المتواجد جنوب إقليم تنغير بينت من خلال مؤشرات كمية وخرائط مجالية إلى كون إكراهات التنقل اليومي للتلاميذ من وإلى المدرسة يسهم بشكل كبير في الرفع من مخاطر مغادرة المدرسة (الغياب، التأخر، التكرار…)، خصوصا عندما تتجاوز المسافات المقطوعة 20 كيلومتر كما هو الشأن في جماعة إغيل نمكون أو حينما تكون المسالك المستعملة غير معبدة أو يكون استعمالها غير مستدام.

الدراسة التي أنجزتها جمعية إغيل لتنمية الساكنة الجبلية، في إطار شراكة بحث وتعاون بينها وبين برنامج دعم التابع للسفارة البريطانية على مدى ثمانية أشهر، واطلعت عليها جريدة “العمق” خلصت إلى أن الموقع الجغرافي للمدرسة القروية يسهم بشكل كبير في الرفع من نسب الهدر المدرسي خصوصا في المجالات صعبة الولوج.

وأوصت الدراسة التي شارك في مختلف مراحلها عدد من الشركاء المؤسساتيتين والمدنيين، بضرورة اعتماد مؤشر الولوجيات القرويةIAR أثناء إعداد البرنامج المادي للمديريات الإقليمية للتعليم في شقه المتعلق بتوطين وإحداث المؤسسات التعليمية الجديدة.

وأشارت الدراسة إلى أنه بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات التربوية المركزية منها والمحلية للحد من الهدر المدرسي بالمنطقة من خلال برامج دعم مكثفة ومتنوعة (النقل المدرسي، الإطعام المدرسي، مليون محفظة، تيسير، مدرسة الرحل…) إلا أن نسب الهدر المدرسي في ارتفاع مستمر في صفوف المتمدرسين القرويين حيث سجلت تقارير رسمية أنها بلغت سنة 2017 أكثر من 900 منقطع ومنقطعة.وهي الإشكالية التي دفعت الجمعية،التي تهتم بالتمدرس بالأوساط القروية عامة والجبلية خاصة للقيام بهذه الدراسة.

وفي هذا الصدد أوضح رئيس جمعية إغيل لتنمية الساكنة الجبلية أنه بالرغم من التحسن الملحوظ الذي تعرفه جودة بنيات الاستقبال بمختلف المؤسسات التعليمية بالمنطقة في الأونة الأخيرة، إلا أن معضلة الهدر المدرسي لازالت مستمرة ومؤشراتها أصبحت دالة خصوصا في السلك الإعدادي. وضعية دفعت الجمعية يضيف المتحدث بعد مشاورات مع الساكنة المحلية والفاعلين في المجال إلى التفكير في الأسباب الخارجية للظاهرة والتركيز على تلك المرتبطة بجغرافية المدرسة.

الجماعات المعنية بهذه الدراسة تصنف حسب الإحصائيات الرسمية بكونها الأفقر على المستوى الإقليمي وتدخل حسب الدراسة في نطاق المجالات الترابية الصعبة الولوج، على اعتبار أن من بين نتائج الدراسة الأساسية أنها استطاعت تقسيم منطقة البحث إلى فئات أو ومناطق حسب جودة الولوج اعتمادا على معايير ومؤشرات كمية متوافق عليها لدى المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وهذه المناطق عبارة عن: مناطق صعبة الولوج، ومناطق متوسطة الولوج، ومناطق جيدة الولوج.

ومن خلال تقنية الخرائط التشاركية والبيانات الإحصائية التي تم تجميعها من قواعد بيانات رسمية واستمارة البحث والتي تم تحويلها عن طريق برنامج المعلومات الجغرافي SIGإلى خرائط تفاعلية، استنتجت أنه كلما كانت المنطقة صعبة الولوج كلما سجل ارتفاع ملحوظ في نسب الهدر المدرسي في مختلف الأسلاك التعليمية مع ارتفاع كبير في السلك الإعدادي والعكس بالعكس.

وقامت الدراسة في خلاصاتها التركيبية ببناء نموذج محلي للاستهداف في مجال التربية والتكوين وهو عبارة عن قاعدة بيانات وخرائط تفاعلية تصلح كلوحة قيادة تساعد القائمين على الشأن التربوي على اتخاذ قرارات سليمة مبنية على معطيات علمية دقيقة خصوصا عند التفكير في توطين المؤسسات التعلمية.

وبحسب الدراسة، فهذا النموذج يأخذ بعين الاعتبار معايير جديدة في الاستهداف من بينها: موقع المدرسة، والشبكة الطرقية، وحالة الطريق، مشيرة إلى أن النموذج المقترح يتجه نحو تجميع عدد من الدواوير في دائرة قطرها 2 كيلومتر. تكون جميع الدواوير التي تشكل هذه المنطقة قادرة على لولوج الخدمات الاجتماعية عامة والتربية التكوين خاصة بشكل يسير ومستدام بحيث لا تحول الظروف المناخية أو الجغرافية دون الولوج السلس للمتعلمين إلى مدارسهم طيلة السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    احسنتم نشر هدا الموضوع في gogle لكي يساهم الاخرين في دالك و شكر خاص لليونيسيف و لكم ايضا

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    انه التعليم باحسن بلد في العالم

  • غير معروف
    منذ 4 سنوات

    انه التعليم باحسن بلد في العالم