مجتمع

السعدية مغربية بسيدي علال البحراوي تحارب التشرد والأمية (فيديو)

امرأة قوية وسط قرية صغيرة يغلب عليها الطابع القروي، غرست فيها والدتها حب الخير منذ الصغر، فكانت كلما رأت متشردا  نظفته وأطعمته.

لم يمض على انخراطها في العمل الجمعوى سوى 3 سنوات،  حتى كبر نشاطها التطوعي  وتجاوز عمر الجمعية.

جمعت جل المتشردين بسيدي علال البحراوي، واكترت لهم بيوت إيواء ، منحتهم الدفء في طقس بارد، وفي كل شتاء تطلق حملة إيواء المسنين المتخلى عنهم.

غيرة السعدية صنيبة السباعي على منطقتها، جعلها تحضى بمكانة كبيرة وسط بلدتها الصغيرة. يلقبونها بلبؤة سيدي علال البحراوي لقوة شخصيتها .

تقضي السعدية  يومها تتنقل بين  بيوت المسنين  وأقسام الأطفال ، وفي غالب الأحيان بين الإدارات العمومية من أجل الدفاع عن المحتاجين وجلب  المشاريع  النافعة لهم.

تسهر على تلبية حاجيات المسنين من مأكل وملبس وتطبيب. لكن هناك حالات إنسانية تبقى عاجزة أمامها مما يستدعي تدخل الجهات المختصة.

استطاعت  خلق شراكة مع التدرج المهني، من أجل استفادة التلميذات المنقطعات عن الدراسة من تعلم دروس الطرز والخياطه والفصالة ونسج الزرابي.

بعد مرور 3 سنوات  على تأسيس «الجمعية الخيرية الإسلامية لرعاية المسنين والتكافل الاجتماعي» تجني السعدية أولى ثمار نضالها المستميت، حاصلة بذلك على عدة مشاريع تخدم الساكنة.

بتأثر شديد تروي  لبؤة سيدي علال البحراوي لجريدة «العمق المغربي» أنها كانت في صغرها كلما سألتها الأستاذة عن حلمها، تجيب «أريد إنشاء خيرية»، فتحقق حلمها على أرض الواقع ، مشيدة بمؤسسة محمد الخامس للتضامن التي كان لها كل الفضل في ذلك ، حيث تكلفت ببناء  المركز الاجتماعي لإيواء المسنين بسيدي علال البحروي وتجهيزه بالافرشة وكل اللوازم الضرورية.

تقول السعدية أن المركز  تصل طاقته الإستيعابية لحوالي 50 مسن يعيشون في وضعية اجتماعية صعبة. موضحة أنه جاهز للاستخدام ينتظر فقط تديشن جلال الملك محمد السادس نصره الله، مبرزة أن جمعيتها  هي من ستتكلف بالتسيير اليومي.

فرحة السعدية ببناء  هذه الدار بادية  في عينيها وهي تصفها، وتنتظر نقل المسنين  إليها معبرة « مؤسسة ملكية، بمواصفات عالية ».

تحكي صنيبة لجريدة «العمق» كيف كانت تذهب كل يوم إلى ورش بناء هذه الدار،وأنها سهرت على تزيين المركز بالأشجار بعد اكتمال بنائه.

إحسان هاته المرأة لم يقتصر على المسنين المشردين،  بل ادخلت الفرحة في قلوب الأطفال القرويين المنقطعين عن الدراسة، فمنحتهم فرصة التعلم ووفرت لهم وسيلة نقل تقلهم من مناطق بعيدة، وتمكنت من إدماج بعضهم في التعليم العمومي.

ولليتيم أيضا نصيب عند  السعدية، حيث تتكلف بتمدرسهم وتوفر لهم قفف المؤونة في كل مناسبة. كما اهتمت أيضا بالمرأة القروية، فشجعتها على العمل، وفتحت لنساء القرية مراكز لتعلم الصناعة التقليدية و فن السيراميك وفنون أخرى.

بعد دار المسنين تحلم السعدية ببناء دار للأيتام،  وتناشد المسؤولين بتيسير أمور من يسعى إلى فعل الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *