سياسة، مجتمع

عبد النباوي: تطوير التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب مسألة حتمية

سعيدة مليح – صحفية متدربة

قال رئيس النيابة العامة محمد عبد النباوي، “إن الخطر الإرهابي حلقة دائرية تتربص بكل الشعوب وتهدد جميع الدول، والمغرب كجميع بلدان المنطقة، ليس بعيدا عن هذه التهديدات”، وجاء ذلك بمناسبة انعقاد اجتماع النيابات العامة المتخصصة بمكافحة الإرهاب بكل من المغرب وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، في إطار الاتفاق الرباعي، صباح اليوم، بمراكش.

وفي السياق ذاته، أعرب محمد عبد النباوي في لقاء اللجنة الرباعية الذي تستضيفه المغرب هذه السنة، أن تطوير التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب يعتبر مسألة حتمية لقطع الطريق أمام الجماعات الإرهابية المتطرفة، حتى لا تتخذ من تراب أي دولة ملاذا آمنا من الملاحقة والمتابعة.

وزاد رئيس النيابة العامة أننا “نواجه عودة المقاتلين الإرهابيين نحو بلدانهم الأصلية، واعتماد التنظيمات على أسلوب الذئاب المنفردة، وكذا استغلال شبكة الإنترنت في الترويج والدعاية لأفعالهم الإجرامية والتحريض عليها” وذلك في سياق حديثه عن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

وارتباطا بالموضوع نفسه قال رئيس النيابة العامة “أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت العالمية فضاء مثاليا تمارس عبره المجموعات الإرهابية أنشطتها، وذلك بفعل ما توفره من إمكانية للتواصل بطريقة سرية، وانفتاحها على جمهور عريض يتوزع في كافة أنحاء العالم”.

وأضاف الوكيل الأول للملك أنه “لا يمكن لأي دولة مهما كانت إمكانياتها أن تواجه لوحدها ظاهرة الإرهاب، الماسة بسلامة وأمن المجتمع الدولي، واللقاء هو فرصة لتحليل الوضع الراهن للتهديد المحتمل لخطر الإرهاب بالمنطقة ورصد التحديات القضائية والعملية أثناء البحث والتحقيق والمتابعات في القضايا الإرهابية، وكذا في تبادل وجهات النظر حول المنظمات الإرهابية وطرق تسييرها وتمويلها، ليتمكن كل طرف معني في الاتفاق، من إعداد تصور خاص به حول الخطر الإرهابي”.

وأضاف رئيس النيابة العامة أن “لقاء اليوم يعتبر من الآليات الدولية الناجعة في هذا المجال، حيث يكتسي تبادل المعلومات حول المبادرات التشريعية في مجال مكافحة الإرهاب وقواعد الاجتهاد القضائي أهمية قصوى، وتحديد ما ينبغي القيام به من إجراءات للتصدي له، كما يعتبر مناسبة لتقييم ما تم إنجازه خلال السنة الجارية، ورسم معالم التعاون الأمثل للسنة المقبلة تحقيقا للأهداف المرسومة”.

وجدير بالذكر أن التعاون القضائي في مجال مكافحة الإرهاب بين الدول الأربع المجتمعة اليوم، شهد تطورا، خاصة من خلال توظيف قضاة الاتصال لتسهيل التواصل بين النيابات العامة المتخصصة بالدول المعنية.

وتظم اللجنة الرباعية، كلاّ من قطب الإرهاب بالمحكمة الكبرى بباريس، والنيابة العامة لدى المحكمة الوطنية الإسبانية، والنيابة الفيدرالية ببلجيكا، بالإضافة إلى النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *