مجتمع

معروف بسمعته الطيبة .. آسفيون ينعون وديع أشهر بائع “سجائر”

توفي، صباح السبت (18 يناير 2020)، وديع، أشهر بائع لـ”السجائر” بمدينة آسفي، بعد معاناة مع المرض.

ونعى مجموعة من الآسفين، عبر حساباتهم الرسمية، بموقع “فايسبوك”، البائع “وديع” بكلمات مؤثرة، معبرين عن حزنهم الشديد لرحيل معلمة من معالم مدينة آسفي الإنسانية.

وكتب عماد المعزوزي، في تدوينة له عبر حسابه “فايسبوك”، “رحل وديع ورحلت معه ابتسامته العفوية وخياله الذي كان يمر بيننا هنا وهناك، لم يكن طموحه كبير، فقط دريهمات من بطالة مقنعة تسد الرمق أو قد لا تسده، ألفناه كجزء من المدينة واعتقدنا أنه باق ببقائها”.

وأضاف المعزوزي: “رحل وديع وهو يساءلنا عما قدمنا له من مساعدة ومن عطف ولو حتى من سؤال عن حاله وحال من يقتسم معهم قسوة وجوع الشتاء القارس. وديعون كثر بيننا، أينما رحلنا وارتحلنا، يمرون أمامنا ونحن في المقاهي، وفي أحياءنا ونحن نهم بدخول بيوتنا، قرب المحلات التجارية وقرب الإشارات الضوئية، لكننا لا نكلمهم ونتجاوزهم ولا نبالي بوجودهم وقد نتأفف حينما يلحون في السؤال، بيد أننا نتحسر كلما سمعنا سوءا أو مرضا قد ألم بهم أو موتا قد باغتهم في معادلة غير قابلة للتفسير.

وأعرب صلاح الدين عابر عن حزنه وكتب: “وداعًا يا وديع من سيبعنا السجائر بعدك وأنت تطفو بين ثنايا المقاهي كعصفور يُغني؟ لك طيبوبتك وابتسامتك الدائمة.. حتى التجار وأرباب المقاهي كسبتَ ثقتهم، وأحبوك جميعًا وهم من آمنوك على كلشئ.. فلم تكن بيننا مجرد بائع سجائر، كنت يا وديع كينونتنا الأخيرة، وبين هذا وذلك كنت أسمعك تصرخ في داخلك “لي جَسَدي المُؤَقتُ، حاضرًا أم غائباً. مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن يا وديع..لي مِتْرٌ و75 سنتمترًا. والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ، يشربني على مَهَلٍ.. رحمك الله يا وديع”.

تجدر الإشارة إلى أن البائع “وديع”، البالغ من العمر 45 سنة، كان معروفاً بسمعته الطيبة وأخلاقه العالية وابتسامته البشوشة عند الشارع الآسفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *