مجتمع

شالة.. معلمة تاريخية بالرباط يعود تأسيسها إلى قرون قبل الميلاد (صور)

لا تحلو السياحة والاستجمام بمدينة الرباط دون زيارة موقع شالة، أسسها الفينيقيون كسوق أطلقوا عليه اسم “سالا”، قبل أن تؤول المنطقة إلى الرومان الذين أسسوا مستعمرة عرفت باسم “سالا كولونيا” فيما بعد.. ومع توالي القرون، مر منها الزناتيون والمرابطون والمرينيون والموحدون وغيرهم.

على الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق تنتصب شالة شامخة منذ 27 قرنا، كجندي يحرص الرباط من الغزاة، تحمل آثار كل من مرو بها، فإذا كان الموحدون قد خلفوا الأسوار، فإن الرومان والفينيقيون تركوا أطلالا أيضا، فيما ترك المرينيون منطقة جنائزية.

المعلمة التي تبدو ضخمة لبعض زوارها اليوم، كانت تمتد على مساحة أكثر شساعة في الماضي، لكن حدودها لم تكن معروفة، حسبما ذكر عدد من المؤرخين، قبل أن “تتآكل” مع مررو الزمن ويصبح اسم “شالة” مقتصرا على البناية التاريخية فقط.

في عهد الاحتلال الروماني لشمال إفريقيا، عرفت ندينة شالة بعض التغييرات على مستوى البناء والهندسة، حيث عرفت إنشاء ساحات عمومية ومعبدا رئيسيا وحمامات، وتحصنت بسور دفاعي، وظلت في يد الرومان إلى حدود القرن الخامس ميلادي. وفي العهد الإسلامي، اتخذ المولى إدريس الموقع مستقرا له.

عام 1284 اتخذ المرينيون من موقع شالة مقبرة لدفن ملوكهم وأعيانهم، خصوصا في عهد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب، وهكذا أعاد المرينوين الحياة إلى الموقع بعدما هجرت لسنوات، بعدما شيدوا بها مسجدا ودار للوضوء، ومدرسة وحماما.

خلال القرن الرابع عشر ميلادي عرف موقع شالة بعض التغييرات على مستوى البناء إذ أحيط الموقع بسور وأبراج وبوابات.

يعد موقع شالة اليوم من المزارات السياحية المهمة في العاصمة الرباط، بل في المغرب، ويحج إليه يوميا عدد كبير من السياح، لكنه مع ذلك يواجه الإهمال، حتى إن الحفريات الأركيولوجية توقفت بها منذ سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *