مجتمع

دراسة ترصد استقرار المغاربة بالقدس ومصيرهم بعد هدم حارة المغاربة

أصدرت وكالة بيت مال القدس الشريف، كتاب جديدا بعنوان “المغاربة في بيت المقدس”، وهو عبارة عن دراسة أنجزتها الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية بالقدس، حيث تقع الدراسة في 330 صفحة من القطع المتوسط.

وتنقسم الفصول الخمسة لهذه الدراسة، التي أشرفت على طباعتها وإخراجها الفني (دار أبي رقراق للطباعة والنشر)، إلى ”المغاربة في بيت القدس”، و”التراث المادي للمغاربة في القدس الشريف”، و”تعريف موجز بعائلات فلسطينية ذات أصول مغربية”، و”مساهمة الفلسطينيين من أصول مغربية في المقاومة والعمل النضالي (1930-2014)”، و”المغاربة في القدس بعد تدمير حارة المغاربة، بعض الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية”.

المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، أوضح أن الدراسة “تقدم جزءا مما وثقه الرحالة والمؤرخون عن استقرار الأجناد المغاربة من الجيش الفاطمي في القدس، وعن حضور علمائهم في الحياة العلمية والفكرية في المدينة منذ المراحل الأولى للفتوحات الإسلامية من خلال رحلات طلب العلم والزيارة والمجاورة بعد أداء مناسك الحج أو قبلها”.

وأضاف الشرقاوي أن هذه الدراسة، التي تنقسم إلى خمسة فصول، “أفردت جزءا مهما لعينة تتشكل من أزيد عن ثلاثين أسرة فلسطينية عالمة من أصل مغربي، نبغ أفرادها في مختلف الحقول المعرفية والعلمية، ولاسيما في العلوم الشرعية والتدريس والإمامة والفلك والتوقيت وغيرها من العلوم ذات الصلة”.

وأشار إلى أن الدراسة قدمت “بيانات مرقمة عن ازدياد الحضور المغربي في القدس منذ قيام الدولة الأيوبية، مما أضفى طابعا خاصا على جغرافية القدس وتوازنها الديموغرافي من خلال الإقامة الدائمة في المدينة، ردا لجميل الاهتمام الذي خصه حكامها لهم وسهلوا انخراطهم في كافة الميادين والخدمات والأسلاك، وأسندوا لهم المناصب السامية الحقيقة بهم دون غيرهم”.

ويرى الباحث أن الدراسة قامت “بوضع مخطط تقريبي لحارة المغاربة كما ورد في وقفية الملك الأفضل، التي تم تسجيلها في سنة 666 هجرية الموافق لـ1267 ميلادية، استنادا إلى المعلومات المستقاة من الوثائق والصور والخرائط من حيث الطول والعرض والقطر والشكل والحدود والأزقة، وذلك ضمن جرد مهم لأوقاف المغاربة في القدس، من حيث أماكنها وتاريخ إنشائها، فضلا عن جرد الأعيان الموقوفة”.

وكشف أن الدراسة استعرضت كذلك، “ملابسات السيطرة على حائط البراق، بعد هدم حائط المغاربة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 ميلادية، ومآل سكانها وتشريد بعضهم وهجرة آخرين إلى الأردن، حيث أقاموا بزاوية مغربية بعمان، وعودة البعض الآخر إلى المغرب، فيما توزع الباقون على أحياء القدس”.

وسجل أن هذا العمل “قام بحصر قوائم الأسر الفلسطينية من أصول مغربية رغم صعوبة العمل، وذلك في ضوء المقابلات والمعلومات المتاحة في مختلف المظان المعرفية عبر المراحل التاريخية، وهو عمل شديد الدقة والصعوبة يستند إلى ما توفر من معلومات عن شجرة العائلة وبيان الوثائق الرسمية المتعلقة بالأنساب، التي تعود أساسا إلى مرحلة ما بعد الاحتلال الإفرنجي لفلسطين”.

من جهة أخرى، أبرز الشرقاوي أن الجديد في هذه الدراسة يتجلى في بسط جانب من أوجه حياة المغاربة في القدس، من خلال الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الفئة المهمة من ساكنة المدينة.

وخلصت الدراسة إلى أن المغاربة المقدسيين يتمسكون بجذورهم المغربية من جهة، وارتباطهم الشديد والتاريخي بالمدينة المقدسة من جهة ثانية، كما تبرز أن الانتماء المغربي ما يزال حاضرا بقوة لدى هذه الفئة، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”.

واعتبر الشرقاوي أن هذه الدراسة تكرس العمل المؤسس والهادف والملموس الذي تقوم به مؤسسة وكالة بيت مال القدس الشريف، إعمالا لتوجيهات الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في حماية المدينة المقدسة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري الجامع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *