حوارات، مجتمع

رئيس جامعة تطوان يكشف موقفه من ملف الفساد والإجراءات المتخذة (فيديو)

كشف رئيس جامعة عبد المالك السعدي محمد الرامي، موقفه من ملف الفساد الذي “هزَّ” الجامعة خلال الأسابيع الماضية، وما تلاها من تداعيات على صورة الجامعة وحملات التبخيس والتعميم التي طالت مؤسساتها، موضحا الإجراءات التي اتخذتها الجامعة في هذا الملف من أجل التصدي لأي “انزلاقات وخروقات” مستقبلا.

وقال الرامي في حوار مصور مع جريدة “العمق المغربي”، يُنشر كاملا في وقت لاحق، إن الملف عبارة عن موظف بالجامعة تم اعتقاله بعد اكتشاف إصداره شيكات بدون رصيد، مشيرا إلى أنه بعد البحث والتمحيص من طرف السلطات القضائية، اعترف هذا الموظف بأنه كان وسيطا في بعض عمليات شراء مناصب مالية والولوج إلى سلك الماستر، كما ذكر أشخاصا آخرين بالجامعة لهم ارتباط بالملف.

وأوضح الرامي أن الملف أعُطي له أكثر من حجمه، قائلا: “بمجرد علمنا بالموضوع اتخذنا الإجراءات اللازمة، حيث تم توقيف الموظف المعني احترازيا بالتنسيق مع الوزارة الوصية حتى يصدر القضاء كلمته، وبالنسبة للأطراف الأخرى المتهمة، فالبحث القضائي مستمر وننتظر صدور الأحكام، وحينها هناك مجالس تأديبية سيتم تفعيلها، لأننا نحترم القانون”.

وشدد المتحدث على أن الملف يجب أن يمر أولا عبر القضاء ثم عن طريق المسائل الإدارية في مرحلة ثانية، مشيرا إلى أن مجلس الجامعة الذي يُعد أعلى هيئة تقريرية في الجامعة، انعقد بعد تفجر الملف بحضور رؤساء المؤسسات الجامعية وممثلي الطلبة والأساتذة والإداريين، و”تم إصدار بلاغ يوضح حيثيات القضية وينبه في نفس الوقت إلى مسألة التضخيم، لأن عددا من المنابر الإعلامية انخرطت في حملة تبخيس الجامعة والشهادات التي تمنحها”.

ويرى المسؤول الجامعي أن مؤسسته التي تضم حوالي 1200 أستاذ و600 موظف “يمكن أن يقع فيها انزلاق أو اعوجاج في مكان ما، لكن ذلك لا يبرر التعميم والتبخيس، ومثل هذه الملفات تقع في جميع الإدارات وفي كل دول العالم، لكن لا يتم تبخيس المؤسسات بل يُسلط الضوء على الموضوع المعني مباشرة، فالجامعة هي أساس المجتمع والتنمية، وما وقع مسألة عابرة وهناك لجان يقظة بالمرصاد”.

وأضاف الرامي بالقول: “أنا أعتز بهذه الجامعة وأساتذتها وطلبتها، فهي خرَّجت مجموعة من الأطر المعروفة التي تشتغل في الوظيفة العمومية والقطاع الخاص داخل وخارج أرض الوطن، وما يحز في النفس هو أن بعض أصحاب المنابر الإعلامية التي تطعن في الجامعة هم من خريجي هذه المؤسسة، لذلك لا يجب الانخراط في حملات التبخيس والتعميم، وما يقع من فساد فنحن له بالمرصاد”.

“إجراءات صارمة”

فبعد هذا الملف، يقول الرامي، “اتخذنا عدد من الإجراءات، حيث تم إنشاء مكتبٍ للشكايات على صعيد رئاسة الجامعة، ومكاتب للشكايات والضبط بجميع المؤسسات الجامعية، ففي ظرف 48 ساعة يجب أن يكون الجواب قد صدر عن الشكاية، كما سيتم التعامل مع الشكايات كيفما كان نوعها، حتى وإن كانت مجهولة الاسم، وفي حالة كانت موقعة بالاسم فسنتعامل معها بشكل أكثر صرامة”.

وبخصوص طريقة التوظيف والولوج إلى أسلاك الماستر، أوضح الرامي أن الجامعة اتخذت قرارات صارمة من حيث اللجان المكلفة بعملية التوظيف، لافتا إلى أن الجامعة والوزارة الوصية لم يتلقوا خلال هذه السنة أي شكاية، مشيرا إلى أن الجامعة تركز على معايير واضحة من حيث تكوين وطريقة اشتغال اللجان المعنية بالتوظيف والمشرفة على مباريات الماستر.

العميد السابق لكلية العلوم بتطوان، أشار في الحوار ذاته إلى أن سلك الماستر بالجامعة أصبح مقننا بدرجة علمية عالية، قائلا: “المرشح لولوج الماستر يستطيع أن يعطي بنفسه النقطة المستحقة لملفه، لأن معايير التنقيط واضحة وموجودة على موقعنا، فمثلا يتم اعتماد تاريخ الحصول على الباكالوريا ومدة الحصول على الإجازة والمميزات العلمية لملف المرشح وغيرها”.

وأضاف أن “اللجان المختصة تقوم باختيار المرشحين وفق العدد المطلوب في كل سلك، وتتم مضاعفة العدد 6 مرات من أجل استدعائهم لإجراء الامتحان الكتابي، هذا الأخير يتم فيه إخفاء أسماء المرشحين في أوراق الإجابة لتفادي أي انزلاق، ثم يتم استدعاء الناجحين إلى الاختبار الشفوي وفق إجراءات أكثر شفافية، وهي نفس الطريقة التي تُطبق بسلك الدكتوراه والإجازة المهنية”.

وشدد الرامي على أنه “في حالة حصول أي انزلاق، فنحن له بالمرصاد وهناك لجان تأديبية ستُفعل”، مضيفا بالقول: “لا يمكن الطعن في الشهادات الجامعية لـ118 ألف طالب يدرسون في هذه الجامعة، فالتعميم يضر بالمجتمع وليس بالجامعة فقط، وإذا كانت هناك اختلالات في الماضي فلا أظن أنها موجودة اليوم، ومن يقول ذلك يجب أن يأتي بالحجج، ومكتب الشكايات موجود”.

واعتبر أن هذا الملف أثر على سمعة الجامعة، موضحا بالقول: “من يعرف الجامعة أو مرَّ منها يدرك أن هناك مبالغة وتبخيس، لكن من لا يعرف الجامعة ولا يعرف كيف تجري الأمور بها فستكون له نظرة سلبية، من يبخسون جامعتنا يشاركون في إفقاد الثقة في الجامعة المغربية التي تخرج أطر جيدة وطنيا ودوليا، والحمد لله طلبتنا يتميزون في الخارج ويحصدون جوائز عديدة في الآداب والعلوم وغيرها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *