سياسة

بلفقيه يشهر ورقة الطلاق مع الجرار.. ويعلن نقل فكرة البام لحزب آخر

كشف المرشح السابق للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، سمير بلفقيه، بشكل ضمني نيته رفقة عدد من مناضلي الحزب، تأسيس حزب سياسي، “كفيل باحتضان الفكرة والعقيدة الأصلية للبام”، بعد أن “تحول البام إلى حزب بدون روح ولا فكرة”.

وقال بلفقيه، في ورقة تحمل عنوان “مشروع الأصالة والمعاصرة: حركية الفكرة”، توصلت “العمق” بنسخة منها، إن “المواقف الأخيرة للتيار الذي أفرزه المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، فيما يتعلق – على وجه التحديد – بنظرته لمكانة الإسلام السياسي في العمل الحزبي، تعبر بشكل صريح وواضح عن محاولة الإقبار النهائي للفكرة الأم والفكرة الأصل التي ألهمت ولا زالت تلهم فئات عريضة من المجتمع المغربي خصوصا لدى الشباب”.

هذا الانحراف عن المسار، بحسب بلفقيه، “أصبح يهدد المشهد الحزبي برمته ويعلن القطيعة مع إحدى أهم مرتكزات مشروع الأصالة والمعاصرة الذي ظل يرفض ويقاوم جميع المحاولات التي تصبو إلى الاستغلال المقيت للمشترك ِالعقدي لتوجيه المغاربة نحو “التمكين” لمشروع سياسي بعينه”.

ومما جاء في ورقة بلفقيه، أن “الأحداث المتسارعة التي اتسمت بها محطة المؤتمر الرابع للحزب وسنوات التيه والتخبط التي سبقتها، خلقت إجماع وقناعة عند مجموعة من حكماء الحزب وحملة المشروع بأنه من جهة، يصعب في الوقت الراهن تجاوز ما وقع من أذى وإمكانية العمل بنفس وحدوي في ظل هذه الأجواء”.

ومن جهة أخرى، يضيف المصدر ذاته، “فقد أدى هذا إلى إعادة التوهج لمفهوم “البام الفكرة” و”البام المشروع”، مما سيدفع بهم لا محالة إلى إعادة تأصيل مفاهيم “فكرة” المشروع الأصلية التي لازالت تشكل مصدر إلهام لأبناء المشروع والقيادات الحزبية الملتزمة بالاستمرار في المساهمة في بناء مغرب حداثي وديمقراطي يعكس البنية السلوكية الجماعية للمغاربة.

واعتبر بلفقيه، أن دينامية الجمع بين المعاملات والسياسة أو بالأحرى زواج المعاملات بالعمل الحزبي بدعم -على ما يبدو- من جهة لها اليد على بعض ممن يوجهون سفينة البام في الوقت الراهن، نجحت في وضع يها على التنظيم الحزبي الحاضن لفكرة الأصالة والمعاصرة.

هذه الدينامية بحسب الورقة ذاتها، أعلنت “صراحة وبطريقة مباشرة القطيعة مع روح المشروع الأصلي الذي تم إفراغه من فكرة التأسيس ولاسيما بعد إرسالها إشارات صريحة بأنها على أهبة الاستعداد للتطبيع المصلحي الضيق مع تيار الإسلام السياسي وانتقادها الحاد لمسببات النشأة ولحملة المشروع الذين تعاقبوا على قيادته، ليتحول بذلك البام إلى حزب بدون روح ولا فكرة قادرة على الحشد والتعبئة والمساعدة في بلورة أدوات الربط بين القواعد الحزبية والقيادات التنظيمية”.

وقال بلفقيه، إن العديد من المناضلين يتساءلون، “هل من الصواب الاستمرار في تنظيم “سياسي” لم نعد نتقاطع معه لا على مستوى المبادئ ولا على مستوى الأهداف، بل نجد اليوم أنفسنا أمام حزب نكاد لا نتعرف عليه؟-وهل فك الارتباط مع التنظيم يعني بالضرورة القطع مع الفكرة ومع العقيدة السياسية التي مثلتها وثائق التأسيس والأرضية التي انطلق منها المشروع؟”.

وأبرز المرشح السابق للأمانة العامة للبام، أن الورقة الحقيقيين لمشروع الأصالة والمعاصرة، أمام خيارين، إما الاستمرار في الحزب ومحاولة إعادته إلى حاضنته الأصلية وقطع الطريق أمام من يحاول تحويله إلى ملحقة بدون فكرة والروح ومعلنا بذلك طفرة في الخارطة الوراثية للإطار التنظيمي، ولكن إذا غابت الحكمة والمسؤولية وانتصرت الذوات.

هذا الخيار، قد يكون، بحسب بلفقيه، “عاملا لتضييع مزيد من الوقت والطاقة وسببا في تطاحن آخر في الحقل السياسي المغربي وضربا لمصداقية العمل السياسي برمته كما أن هذا الخيار سيضعف أكثر المشروع السياسي والرؤية الخاصة به”.

الخيار الثاني، يضيف المصدر ذاته، هو “حمل الفكرة إلى فضاءات أرحب وإطار تنظيمي أنسب يمكن من خلال تجسيد القيمة الهوياتية لـ”تمغربيت” وذلك عن طريق نقل الأعضاء السليمة للمشروع من الهيكل إلى كائن حركي جديد، كائن يعكس فكرة “تمغربيت” وروح “تمغربيت” وأصالة “تمغربيت” عبر خلق بنية مناسبة كفيلة باحتضان الفكرة والعقيدة السياسية الأصلية، وهذا لا يعني جمود الرؤية بل يعني حمايتها وإعطاءها فرصة الاستمرار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *