اقتصاد

كورونا يعمق جراح منتجي “الدلاح”.. والفلاحون يدقون ناقوس الخطر

يعيش الفلاح بالعديد من المناطق التي أصبحت، مخصصة في إنتاج “الدلاح” بإقليمي زاكورة وطاطا، منذ تنفيذ تدابير حالة الطوارئ الحية والحجر الصحي على الساكنة، بسبب أزمة كورونا، والذي تزامن مع فترة جني فاكهة البطيخ الأحمر، حالة من التوجس والترقب الشديدين، خوفا من تعليق تسويق منتوج هذه الفاكهة خاصة على مستوى السوق الدولية التي تستوعب أكثر من 90 في المائة من هذا المنتوج.

وحسب مصادر جريدة “العمق” بإقليم طاطا، فقد انطلقت اول امس أولى شحنات جني البطيخ الأحمر المعروف بـ “الدلاح”، انطلاقا من منطقتي “أقا” و”آيت وابلي” في اتجاه سوق إنزكان.

وتعتبر هذه الشحنة أولى منتوج هذه الفاكهة خلال هذا الموسم والتي تعود زراعتها إلى شهر دجنبر الماضي. وعن سعر الكيلو غرام، أكد المصدر نفسه ومن عين المكان ان السعر وصل 7 دراهم بـ “الجملة”.

وأضاف ذات الفلاح، أن الإنتاج خلال هذا الموسم جيد وذو جودة عالية، نتيجة الظروف المناخية المناسبة من وفرة المياه الباطنية وحرارة مرتفعة وقلة الرياح والامطار، إلا أن المتحدث أبدى تخوفه من التسويق بسبب قلة اليد العاملة والغياب التام لتجار هذه الفاكهة، مما دفعهم إلى المناداة عليهم بمختلف المدن، إلا أنهم رفضوا تلبية الدعوة وأبدوا رفضهم الانخراط ما أسموه بـ “مغامرة” تجارة “الدلاح”، يقول ذات المصدر.

وفي جولة للجريدة، بالعديد من الضيعات الخاصة بإنتاج الدلاح بمنطقة “أنكام” لمسنا نفس الشعور بالخوف من تسويق مجهول وغير مضمون للبطيخ الأحمر، يخيم على كافة منتجي “الدلاح “بإقليم زاكورة، في تصريحات متطابقة لمجموعة منهم للجريدة، أكدوا أنهم يراهنون على عائدات إنتاج هذا الموسم الذي كان جيدا وناجحا حسب قولهم.

وشددوا على أن لهم التزامات محددة لتسديد ديون الموسم الماضي المتعلقة بهذه الزراعة وديون مصاريف الزرع الخاصة بالموسم الحالي، متسائلين كيف سيتم تسويق منتوجاتهم من الدلاح، والجني سيبدأ الأسبوع المقبل والسوق الوطنية لا تستهلك سوى 10 في المائة من الإنتاج حيث الباقي يوجه إلى الأسواق الخارجية خاصة الفرنسية والهولندية والإنجليزية والاسباني، والانتاج لايقبل التخزين بأي وسيلة كانت، مضيفين أن الإنتاج هذا الموسم سيتجاوز 250 ألف طن، وهي حصيلة زرع أكثر من 4000 هكتار.

وفي هذا السياق صرح أحد تجار الدلاح للجريدة أن له مجموعة من الطلبات “كوموند” وعقود بيع مع مجموعة من التجار بأسواق أجنبية، إلا أنها أصبحت الآن معلقة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، مشيرا إلى أن معامل التلفيف بأكادير تعاني هي الأخرى من نقص حاد في اليد العاملة، خاصة تلك المتخصصة في النقل الدولي.

وأكد أن أرباب المعامل يرغبون في شراء الدلاح، وتأجيل عملية الاستخلاص إلى حين انتهاء عملية البيع التي أصبحت غير مضمونة في الخارج.

من جهتها أكدت جمعية البركة للمواد الفلاحية، المزود الوحيد لمنتجي الدلاح بإقليم زاكورة، بكافة المواد والمزروعات المتعلقة بزراعة البطيخ الأحمر وباقي المزروعات، أنها مدينة لمجموعة من الشركات المنتجة لمواد الدلاح بما يفوق 20 مليار سنتيم، كلها ديون لفائدة الفلاحين المنتجين للدلاح بالإقليم. واضافت الجمعية ذاتها ان لها تواريخ محددة تلزمها بتسديد ديونها اتجاه الشركات المزودة لها.

إلى ذلك يطالب منتجي وكذا مسوقي “الدلاح”، بزاكورة وطاطا الجهات المسؤولة على المستوى المركزي بالعمل الفوري على مباشرة إجراءات، تسهيل مساطير التسويق الخارجي وإيجاد حلول عاجلة لقضية اليد العاملة في جني وتسويق الدلاح، خاصة وأن هذا الأخير لا يقبل التخزين، وذلك من أجل إنقاذ ساكنة تقدر بالآلاف من الإفلاس والتشرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *