رمضانيات

كتاب “نظام التفاهة”: كل نشاط سياسي كان أو إعلامي.. صار أقرب لـ”لعبة” (2)

في عمق الأزمة الإنسانية التي نكابدها، تشتد الحاجة إلى أنيس يسافر بنا بعيدا، لمعرفة كيف يمضي العالم اليوم، وكيف تمتزج السياسة بالاقتصاد والإعلام، لتولد مضامين، تعمل على تشكيل وتسيير كافة جوانب عيشنا المجتمعي. لهذا اختارت جريدة “العمق” القراءة في كتاب “نظام التفاهة”، عبر حلقات يومية طيلة الشهر الفضيل، تلخص المضمون، وتحافظ على عمق المعنى.

قراءة ممتعة …

الحلقة الثانية:

ينطلق كتاب “نظام التفاهة” من أطروحة أن “كل نشاط في الفضاء العام، سياسة أو إعلام أو أكاديميا أو تجارة أو عمل نقابي أو غير ذلك، صار أقرب للعبة، يعرفها الجميع رغم أن لا أحدا يتكلم عنها، لعبة بدون قواعد، تستبعد القيم من الاعتبار، فتختزل النشاط المتعلق بها إلى مجرد حسابات مصالح متعلقة بالربح والخسارة الماديين، أو المعنويين كالسمعة والشهرة والعلاقات الاجتماعية، وذلك إلى أن يصاب الجسد الاجتماعي بالفساد، فيفقد الناس تدريجيا اهتمامهم بالشأن العام، وتقتصر همومهم على فردياتهم الصغيرة”.

ويزيد آلان دونو في كتابه “نحن نلعب لعبة أعظم من أنفسنا أو نتظاهر بالخضوع لها، ونوسع من نطاق قواعدها طوال الوقت، أو نخترع قواعد جديدة حسب الحاجة، ولعل السر في انخراط الناس في اللعبة يكمن في التبسيط، في كل شيء، فالسلوك السياسي، مثلا، يسعى باستمرار إلى تبسيط الأوضاع الفردية المعقدة إلى أقصى حدود التبسيط، فحماية الصحة مثلا هي غاية نبيلة، ولكنها إن لم تقترن بخطط وأدوات وإحصائيات ونتائج، فإنها لا تعدو أن تكون مفهوما مفرغا من كل معنى”.

ويردف آلان في ذات السياق، “رغم أنه عادة ما يكون بين الأشخاص الطموحين أناس ذوو معايير عالية، تنشد النجاح الرفيع، وآخرون ذوو معايير متدنية، يبحثون عن النجاح السهل، فإن من يدير اللعبة هي الفئة الثانية عادة، لأن أفرادها أقرب إلى ما تتطلبه الطبيعة اليومية للحياة، من التبسيط ونبذ المجهود والقبول بكل ما هو كاف للحدود الدنيا”.

ويختم في رح أطروحته مبدئيا بالقول “بالنهاية، فلا أهمية لأي شيء، كما تم إيهام الناس، فلا سياسة ولا جامع ولا إعلام، بل ولا حتى شؤون الصالح العام هي أمر مهم، إذ تقتضي التفاهة أن نتذكر أن الأمر بالنهاية لا يعدو أن يكون لعبة، وإن المهارة الأولية التي ينبغي تعليمها للناس ليست مهارة اعتناق الرأي، بل مهارة لا اعتناقه، أي القدرة على ترك مسافة بين النفس والرأي، مع مقاومة إغراء الانتماء إلى معسكر فكري رغم عدم القدرة على اتخاذ القرار”.

 

مشاعل: اخترت ترجمة الكلمات وشرح الأفكار

وعن ترجمة الكتاب إلى العربية، قالت مشاعل إن “الترجمة واجب مزدوج، فمن ناحية على المترجم الحفاظ على الصياغة الأصلية للكتاب ما أمكن، ومن ناحية عليه تحويرها بما يلائم ذائقة القارئ العربي بما يضمن وصول المعنى إليه، ومن المترجمون من يترجمون الكلمات، ومترجمون يترجمون الأفكار، وآخرون يترجمون الكلمات ويشرحون الأفكار معا، وهي المهمة الصعبة التي قمت باختيارها”.

وتصف مشاعل الترجمة بالمرأة، قائلة في صفحات تقديمها للكتاب “الترجمة كالمرأة، إذا كانت جميلة فهي غير أمينة، وإذا كانت أمينة فهي غير جميلة، وهذا الكتاب أقرب ما يكون إلى امرأة غير جميلة أحيانا، ولكن الأكيد أنها ذكية دائما”.

أما بشأن الجامعة العربية، فتُعلق المترجمة، مشاعل عبد العزيز الهاجري دكتورة في القانون الخاص، بجامعة الكويت، “عقيدتي العلمية بشأن جامعاتنا العربية هي أننا نمر بمرحلة تاريخية للترجمة، فيها أهمية تفوق أهمية البحث العلمي، لا سيما وأن مقدرة من هم خارج أسواء الجامعة على تناول المعارف الأجنبية محدودة، بسبب ضعف مناهج اللغات في مدارس العالم العربي، وأنه على أساتذة الجامعات واجب أخلاقي بالقيام يتحتم على كل منهم القيام بحصة من الترجمات المفيدة مجتمعيا، إلى جانب البحث العلمي الذي يبدو أن مهمته الوحيدة، في غياب المؤسسات البحثية الداعمة تقتصر على التقدم الوظيفي فقط”.

وبلهجة شديدة الصرامة، تُردف حديثها “العارفون لا يطلبون الدعم من غير العارفين، كل ما يحتاجون إليه منهم هو أن يكفوهم عبء إرباك المشهد، بتدخلاتهم غير المستنيرة، حتى وإن كانوا حسني النية، فالطرق إلى جهنم محفوف بالنوايا الطيبة، ولكن هذا ليس موقف نظام التفاهة، إنه يريد مناصرين”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • نجيبة رجب محمد
    منذ 3 سنوات

    العنوان المترجم لا يتوافق مع المحتوى......لا اعرف لماذا المترجمة طرحت موضوع الترجمة في مقدمة الكتاب وبإسهاب؟؟؟؟؟.....غياب السلاسة في الترجمة والارتباك الواضح والتعقيد في الجمل رغم عمق الافكار ولكن لم تستطع المترجمة ربط الافكار والابواب بشكل جيد استفدت من قراءة الكتاب ولكني لم استمتع او اتحمس لإكماله