سياسة، مغاربة العالم

تصريحات بوريطة ضد هولندا تجر عليه غضب الجالية المغربية بالأراضي المنخفضة

عبر مجوعة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بهولندا، عن “صدمتهم” من تصريحات وزير الخارجية، ناصر بوريطة، وقالوا إن ذلك من شأنه أن “يخلفه آثار سلبية نفسية” على مغاربة هولندا العالقين بالتراب المغربي.

وكان وزير الخارجية قد اتهم في تصريح لوكالة المغرب العربي، هولندا “بأن لديها موقف مخالف وتمييزي تجاه المغاربة الحاملين للجنسية المزدوجة، قبل أن تطرح نفسها كمدافعة عن حقوقهم لدى الدولة المغربية “.

واعتبرت الغاضبون أن تصريحات بوريطة  “جانبت في كثير من تفاصيلها حقيقة الأمر، وجعلته يسمح لنفسه في استغلال موضوع إنساني صرف، يُفترض فيه أن يكون هو أول من يدافع عنه، لا أن يعمد على تصفية حسابات سياسية، تستدعي الظرفية الحالية الترفع عنها”. 

وشددوا في بلاغ لهم، اطلعت جريدة “العمق” على نسخة منه، على أن الموضوع الخاص بمغاربة هولندا العالقين بالتراب المغربي والراغبين في العودة إلى مقر إقامتهم بهولندا، “هو حق دستوري، وحاجة إنسانية صرفة، يُلزم الدولة المغربية في الاستجابة له تحت أي ظرف كان”. 

وتابعوا بالقول، “إن تصريحات بوريطة أدت إلى جرح عميق لمشاعر الآلاف من المغاربة بهولندا، والذين تحملوا قساوة الغربة، وفراق الأهل والأصدقاء لعقود طويلة، بغية المساهمة في الرفع من اقتصاد وطنهم، وتحسين مستوى عيش أسرهم وعوائلهم”.

كما عبروا، وفق ذات البلاغ، عن رفضهم التام لما سماوه بـ”الحمولة السياسة المحضة التي يقارب بها وزير الخارجية موضوع مغاربة هولندا، مع تشديد الرفض المطلق لمحاولته تهريب النقاش في الموضوع، واتهامه لدولة هولندا بمحاولة تقسيم المغاربة، وهو يعلم علم اليقين أن ذلك من محض التخمين والخيال لاغير”. 

وأوضحوا أن اشتراط استعمال مطارات الحسيمة، والناظور، وطنجة، لإجلاء المغاربة العالقين، “إنما هو اشتراط في مصلحة العشرات من المغاربة العالقين بالمغرب، لأن النسبة العظمى من مغاربة هولندا ينحدرون من شمال المغرب، ولا علاقة لذلك بأي محاولة للتسييس أو تقسيم للمغرب، كما حاول الوزير إيهام الرأي العام”. 

وزاد البلاغ بالقول “أن عددا من الجمعيات المدنية بهولندا، ربطت اتصالات مكثفة مع عدة أطراف حكومية، وسفارات كل من هولندا والمغرب، وأنه تم إشعار وزارة الخارجية المغربية، حينها بأن دولة هولندا لم تبد أي مانع في ترحيل وإجلاء المغاربة العالقين، غير أنكم لم تتفاعلو أبدا مع مجهوداتنا”.

هذا ودعا البلاغ وزير الخارجية المغربية إلى “التحلي بالحكمة والتبصر الواجب استحضارهما في هاته المرحلة الدقيقة التي تمر منها بلادنا، وتحمله مسؤولية تسيير هاته الأزمة بكل وطنية وإخلاص”.

كما ناشدوا أفراد الجالية المغربية بهولندا وفي مختلف دول المهجر إلى “الانخراط في تعزيز الجهود التي تبذلها بلادنا في التصدي لوباء كورونا، من خلال العمل على تحويلات مالية للأسر والعائلات، وعموم المحتاجين، تعزيزا للاقتصاد الوطني، وترسيخا لروح التضامن التي هي من شيم المغاربة”.

وأوضحوا أن “مغاربة هولندا مزدوجي الجنسية وغير مزدوجي الجنسية، مغاربة أبا عن جد، ولهم من الانتماء الوجداني والترابي لوطنهم المغرب، وفي مختلف مناطقه وجهاته، مايجعلهم في منأى عن أي استغلال سياسي، أو جعلهم مجالا لتصفية حسابات سياسية دفينة أيّا تكن أسبابها أو أطرافها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *