مجتمع

أبواب مدينة .. “باب الرب” بمراكش من أقدم أبواب مدينة “سبعة رجال”

لا تخلو مدينة عتيقة من مدن المغرب، من باب أثري أو أكثر يخلد تاريخها العريق، ويشهد على أصالة معمارها وهندسته، كما يروي من خلالها الأحداث التي ارتبطت بها، لتصبح في تاريخنا الحالي محط جذب للزوار من كل حذب وصوب.

ومن أبرز هذه الأبواب، “باب الرُّب” بمدينة مراكش، الذي يعرف أيضا بباب القصر، وارتبط اسمه منذ العهد الموحدي بمشروب الرُّب وهو شراب غير مسكر، كان يشربه أهل المغرب قديما، وكان يدخل للمدينة عبر هذا الباب دون غيره لإحكام مراقبة تدفقه على المدينة بعد إنتاجه في الاطلس الكبير.

وللحد من انتشار المشروب، أفتى بعض العلماء بتحريمه فأصبح يباع خفية خارج المدينة جوار هذا الباب .. ومن تمة اقترن الباب باسم الشراب … قال الشاعر أحمد العزفي المتوفى سنة 1235 م :
قل لأبي يحيى لنـا حـاجة بـالرُب من صنعة أربابه
فابعثه لي صرفا بلا نقطة تكن أتيت الفضل من بابه

ترجع الكتابات التاريخية عهد الباب الذي يقع في أقصى غرب الواجهة الجنوبية للسور المرابطي وبالضبط بين باب الصالحة وباب الشريعة غربا إلى القرن 12 ميلادي من حكم الموحدين.

ووفق مصادر تاريخية، فقد أشار ابن عبدالملك إلى أن العالم اللغوي أبا موسى الجزولي قد مرّ منه صحبة أبي القاسم بن المالقي رئيس طلبة العلم في عهد الخليفة المنصور الموحدي، وقد رجح (دو فردان) هذا العهد بالذات كتاريخ الباب.

كان الباب، يمثل نقطة التقاء بين المدينة المرابطية وحومة أكادير وحومة الصالحة، وهو محطة عبور بينها والمصلى وسوق بيع البقر والغنم والأطلس الغربي

وكانت له أيضا، مهام دفاعية سمحت بجعل باب أكناو المجاور له بابا فنيا أكثر منه بابا وظيفيا، وموقعا لإرسال خطاب الترهيب والترغيب من خلال تعليق رؤوس المتمردين الخارجين عن الطاعة فوقه، ومركزا لمراقبة التحركات البشرية من وإلى المدينة واستخلاص مستحقات الجباية

أما هندسة الباب، فتضم شبه مستطيل ويتكون من بابين خارجي وداخلي، يربط بينهما ممر منعرج وفضاء مكشوف وقاعة مغطاة بقبة ذات زاوية بارزة يفصل بين نصفيها قوس نصف دائري تجاورها قاعة صغيرة ذات شكل يقرب من المستطيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *