منتدى العمق

نعم للحجر الصحي ولا للحجر الذهني

ابان المغاربة في مختلف ربوع وطننا العزيز بمختلف فئاتهم وأعمارهم ومستوياتهم المتنوعة، على حس المسؤولية والنضج والوعي الكبير في التعامل مع الحجر الصحي، باستثناء بعض الحالات النشاز، والتي نأمل الا تؤثر على المجهودات المبذولة من طرف والدولة ومن قبل الفئات السالفة الذكر في مواجهة هذه الجائحة والتغلب عليها، وجعل بلدنا سليما معافى يستعيد حياته الطبيعية والمعتادة…

فأمام هذا الظرف الطارئ، في هذا الشهر المبارك، يتابع المغاربة ما يسمى عنه برامجا رمضانية، في معظمها تنقل للمشاهد المغربي منتوجا، أشد المتفائلين والمادحين سيصنفونه في خانة الرذيء، فهذه البرامج وما تنقله من صور البشاعة والقبح تجعل نفسية الفرد بين مطرقة كرونا وسندان بهرجة قنوات القطب العمومي، الذي يكوي وكما يقول المثل” المغاربة بشحمهم” ، كيف ذلك والأمر غير خاف على أحد أن ما نتلقاه من سموم بصرية وتلوث سمعي نؤدي ثمنه في فاتورات الكهرباء إجبارا لا اختيارا…

إنه وكما جرت العادة، وبمزيد من ” قلة لحيا” يواصلون سلطتهم الهدامة من أجل استغباء الشعب وتنويم أبنائه، وجعل نماذج الرعيل الصاعد في”سوحليفة” وما شابه من برامج تفتقد لأبسط شروط الصناعة الفكاهية

إن المواطن المغربي ومنذ مدة، ويعيدها من جديد مخاطبا إياكم ” ها حجر العافية” ارحمونا قليلا فنحن لسنا في حاجة إلى تضبيعنا، وإنما لمن يأخذ بيد أبنائنا وتنويرهم وتقديم ما يعود عليهم بالنفع والفائدة، بما له من ابعاد إنسانية وجمالية وثقافية، وليس ترسيخ الرعب وتدمير عطاء فني وتمريغ صورته، إنكارا لما أسداه قديما- ومع ألمع نجوم الشاشة- للثقافة المغربية بغناها وتنوعهاوإرثها العريق …

فرجاء نريد زمنا جميلا ومشهدا فنيا راقيا يحترم أطياف المجتمع ولا يستهين بمداركهم العقلية والفكرية، حيث إننا اليوم في حاجةإلى الحجر الصحي ودائما وأبدا لسنا في حاجة إلى الحجر الذهني،لما له من انعكاسات سلبية على المجتمع وجيله الصاعد، من خلال ما يروج له من إسفاف في قنوات القطب العمومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *