سياسة، مغاربة العالم

الصومعي: تم فك الارتباط تقريبا بين مغاربة العالم ووطنهم الأم خلال جائحة كورونا

اعتبر الخبير الاقتصادي والمحلل المالي المغربي المقيم بفرنسا، نجيب الصومعي، أن جائحة “كورونا” كشفت أنه تم فك الارتباط تقريبا بين مغاربة العالم وبلدهم، باستثناء آليات التواصل الاجتماعي عبر واتساب وسكايب وغيرها، مشيرا إلى أنه ولأول مرة بعد 100 سنة على بداية الهجرة، تُطرح بقوة إمكانية عدم عودة المغاربة إلى بلدهم في فصل الصيف.

جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة الثالثة عن بعد ضمن سلسلة ندوات برنامج “جسور” على قناة “أواصر”، ليلة الأربعاء-الخميس، في موضوع “ملامح السياسات العمومية اتجاه مغاربة العالم خلال أزمة كورونا”، إلى جانب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد الغالي، وهي الندوة التي سيرها الإعلامي سعيد الخمسي.

وأوضح الصومعي أن الخوف الأكبر حاليا هو فك ارتباط الجيل الرابع من المهاجرين المغاربة، ومعهم الجيل الخامس مستقبلا، مع وطنهم الأم، مشيرا إلى أن المغاربة في الخارج يحتاجون لمراكز للثقافة المغربية على غرار مراكز الثقافة اليابانية والسورية والمصرية وغيرها، معتبرا أن المغرب مقصر اتجاه جاليته، وفق تعبيره.

ولفت إلى أن أفضل شيء يمكِّن من تعزيز ارتباط مغاربة العالم بوطنهم الأم، هو ضمان حقهم في المشاركة والمساهمة في التنمية وجلب الخبرات التي يمتلكونها وترويج الثقافة والهوية المغربية وتعزيز حضورها بدول الإقامة، مشيرا إلى النموذج التركي الذي يقدم دعما ماليا وتقنيا ومصاحبة عميقة جدا بشكل أفقي لكل تركي مقيم بالخارج أراد الاستثمار ببلده، حسب قوله.

وقال الصومعي إن 400 مغربي الذين ماتوا بكورونا في الخارج، يجب احتسابهم ضمن أعداد المغاربة الذين فتك بهم الوباء من طرف السلطات المغربية، مشددا على أنه يجب التفكير في كافة شهداء المغرب الذين غادروا الحياة بسبب هذه الجائحة داخل وخارج المغرب.

وأشار إلى أنه “كان من الممكن عبر سفاراتنا والوكالة المغرببة للتنمية، أن تلعب دور التكفل ببعض المغاربة الذين تقطعت بهم السبل”، لافتا إلى أن كثيرا من مغاربة العالم كانوا سيفرحون لو استفادوا أيضا من دعم الدولة، لأن عددا منهم في أمس الحاجة إلى تلك الألفي درهم ووقعها سيكون كبيرا عليهم.

وأضاف المتحدث أن التعامل الظرفي مع مغاربة العالم أمر مرفوض، لذلك يجب أن تكون هناك سياسات استراتيجية، معتبرا أن معاناة الجالية يجب أن توجهنا لفتح نقاش وطني حول أي سياسات عمومية نريد، على اعتبار أن هناك فرصا ظهرت من رحم المعاناة، على حد قوله.

وتابع قوله: “نحن لم نصل لمستوى سياسات عمومية خاصة بموضوع مغاربة عالم، هناك برامج واستراتيجيات متفرقة لكنها ليست سياسات عمومية مندمجة من شأنها أن تحقق حقهم في المشاركة بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية، وتؤكد مكانتهم كفاعل أساسي في معادلة المشروع التنموي”.

وأردف بالقول إنه يمكن تدبير بعض أمور الجالية قطاعيا عبر وزارة الجالية أو الخارجية، لكن المفروض أن يكون قطاعا أفقيا يمكِّن مغاربة العالم من الاستفادة بشكل أعمق وأكثر براغماتية من السياسات العمومية بالمغرب، وهو ما يحتم على كافة القطاعات تطوير أقطاب خاصة بمغاربة العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *