رمضانيات، مجتمع

أبواب مدينة.. “باب الخوخة” بفاس بناه مولاي إدريس الثاني للخروج إلى بلاد تلمسان

لا تخلو مدينة عتيقة من مدن المغرب، من باب أثري أو أكثر يخلد تاريخها العريق، ويشهد على أصالة معمارها وهندسته، كما يروي من خلالها الأحداث التي ارتبطت بها، لتصبح في تاريخنا الحالي محط جذب للزوار من كل حذب وصوب.

ومن أبرز هذه الأبواب، “باب الخوخة” بمدينة فاس، الذي يعد من الأبواب الرئيسية لفاس “البالي” من الجهة الشرقية الوسطى، ويعود أصله إلى عهد المولى ادريس الثاني.

يقع الباب بالقرب من باب الفتوح، ويطلق اسم الخوخة على الباب الصغير المتواجد وسط باب كبير وذلك لتسهيل الدخول والخروج من المدينة.

وتعود تسمية الباب وفق روايات عدة، إلى الخشب السميك العظيم، وكان يعرف قديما بباب الكنيسية، وبناه مولاي إدريس  للخروج إلى بلاد تلمسان.

وحسب كتاب “زهرة الآس في بناء مدينة فاس”، فسمي بباب الكنيسية قديما، لأنه “كان خارج الباب يسكن المرضى لتكون روائحهم تحت الريح الغربية لأنها الغالبة بفاس، وليكون تصرفهم من الماء بعد خروجه من البلد ولا يصل من ضررهم للمدينة شيء”.

وظل باب الكنيسة، وفق المصدر ذاته، على حاله الى أن هدمه الخليفة عبد المومن الموحدي سنة 1145م ضمن ما هدم من الأبواب حينما ارتأى رأيه أن يهدم أكثر أسوار المدينة.

وقال عبد المومن الموحدي، وفق كتاب “زهرة الآس في بناء فاس”، “إننا لا نحتاج الى أسوار إنما أسوارنا أسيافنا وعدلنا”، لكن هذا الموقف الذي تحدى به الواقع لم يرتضه الخلفاء الموحدين من بعده، فقد شرع الخليفة المنصور الموحدي في بناء سور فاس من جديد، وأكمله ابنه الخليفة الناصر الموحدي الذي أعاد لهذا الباب وجوده وسماه بعد تجديده باب الخوخة بدلا من باب الكنيسة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *