منتدى العمق

لماذا تعاني المرأة؟

شكل انتشار المعلومات الخاطئة حول الجنس أو العلاقة الجنسية سببا أساسيا في سقوط الحقيقة وتربعها لأرض باردة مبتلة بدماء نساء قد تم تدميرهن وقد ضاعت حياتهن بسبب غياب الحقيقة . وزيادة على هذه المعلومات يمثل جهل الرجل للمرأة , ليس فقط جهله برغبتها الجنسية وتكوينها الفزيولوجي لا الأمر أسوء من ذلك فالرجل يجهل حتى كيفية التعامل مع المرآة وهذا ما يؤدي إلى إعاقة في الفهم الإنساني الذي يؤدي إلى خلط المفاهيم ودخول المرآة في متاهة لا مخرج منها .

ذكرت نوال السعداوي في كتابها المعروف بعنوان ” المرآة والجنس” بأن المرآة تعاني فقط لأنها خلقت بجهاز تناسلي مختلف عن الرجل , فالمرآة تتعرض للضرب والإستهزاء والقتل حتى في بعض الحالات المتطرف عندما يكون غشاء بكارتها مطاطا أو غير قابل لإسقاط نقطة دم في ليلة الدخلة , وهنا نتساءل أيعقل بأن نقطة دم قد تثير كل هذه الضجة ؟ أيعقل بأن غشاء البكارة تكتسيه هذه الأهمية القصوى ؟ أيعقل أن نقتل فتاة فقط لأنها غير عذراء أو لأن زوجها جاهل بأنواع غشاء البكارة ؟ أيعقل بأن مجتمعنا العربي أصبح لا إنسانيا لهذه الدرجة ؟

سيقول الكثيرون بأن دين الإسلام حتم علينا عدم إقامة علاقات خارج إطار الزواج وبذلك هذه الفتاة تعد متهمة بالفساد والزنى , لكن أهي أقامت علاقة لوحدها ؟ لا بالطبع , فالعلاقة الجنسية لكي تكتمل يجب ان يكون هناك طرفان الرجل والمرآة ,فلماذا نلوم المرآة فقط ونترك الرجل يمشي في حال سبيله , أما من جهة ثانية أدين الإسلام يأمر بقتل فتاة ذنبها انها خلقت بغشاء بكارة مختلف , أيجوز قتلها فقط لأنها والديها غير واعين بهذه الأمور ؟

المرآة اليوم تعاني من هذا الجهل لأنها منذ الزمن البعيد اعتبرت فقط أداة لإمتاع الرجل , اعتبرت وعاء لأطفال الرجل , والمجتمع أنذاك اباح للرجل إستئصال ما شاء من المرآة , استأصلوا حريتها , وقدرتها على الإختيار وقول “لا ” بصوت عال دون أن يكون هناك خوف حتى . المرآة تم إقناعها بأنها من يجب أن تحافظ على شرف الرجل عبر الحفاظ على غشاء بكارتها لكي يدشنه الرجل الذي ستتزوجه , لكن ماذا عن الرجل ؟ في مجتمعنا لا أحد يتكلم عن ضرورة إبقاء الرجل لعذريته فنرى الرجال يقيمون علاقات جنسية دائما وهناك من يتباهى بذلك لأنه يعلم في نهاية المطاف بأنه سيتزوج فتاة لم تقم علاقة جنسية في حياتها لأن المجتمع أباح له ذلك , أعطى له هذه المشروعية ليختار لكن الفتاة حرمت من هذه الحرية فهي ستقبل بالرجل سواء كان بعذريته أم لا . إن هذا الجهل هو نتيجة بعض الكتابات التي جعلت من العلاقة الجنسية مرتبطة فقط بالإثم والنجاسة وكل ما هو سيء , حاولو إقناع الآخر بأن إقامة علاقة جنسية أو فقط التحدث عن الجنس هو منطقة حمراء لا يجب أن نخطو حولها , فنجد الكثير من الناس إن سمعوك تذكر كلمة ” جنس ” تراهم يختبئون أو يرمقونك بنظرات إحتقار كأنهم يقولون في قرارة نفسهم هذه الفتاة غير صالحة فهي لم تتلقى التربية الكافية التي تقنعها بأن قول كلمة ” جنس” هي ممنوعة منعا باتا في مجتمعنا العربية , وهنا يبدأ مسلسل القهر عبر حلقات تبدأ بالنظرات وقد تمتد إلى إهانات عملية بالسب أو الشتم أو محاولة الإطاحة بسمعتك كأنك قلت كلمة ستؤدي بنا إلى الهلاك . نعم عزيزي القارىء هذه الأمور تحصل فلا تستغرب إن كنت تعيش معنا فستعلم بأن ما أقوله صحيح فهو مبني على ما رأته عيناي وعلى تجارب شخصية متعددة .

جهل الرجل بالأعضاء التناسلية للمرآة وإباحة المجتمع له لكي يفعل ما شاء بها أدى إلى أنه ضربها من طرفه أو إحتقارها أو حتى تشويه سمعتها فقط لأن غشاء بكارتها مطاطيا , فجل ما يريده هو رؤية الدم يبلل ذلك السرير ليشبع غريزته الحيوانية الخالية من نسيم الإنسانية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • منذ 4 سنوات

    ليس هناك إحترام لي هوية المجتمع المغربي في معالجة مشكل ما،مثل العالقة الجنسية فصل الجنسين في الأماكن العامة سايحمي المرآة من التحرش ولاعب بمشاعرها مما ينتج عنه علاقة خارج مؤسسة الزواج وبالتالي أجيال تخاف من أجسدها.