أدب وفنون

الناقد واكريم: الدراما الرمضانية عالجت مواضيع اجتماعية آنية والفد حالة فريدة

قال الناقد المغربي عبد الكريم واكريم، إن الأعمال الكوميدية والدرامية التي عُرضت خلال الموسم الرمضاني 2020، شهدت “اهتماما واضحا بشكل مُكَثَّف ومُختلف ربما للزوم الناس بيوتهم جراء الوباء”، مشيرا إلى أن “هذه الأعمال عادة ما تجدد في كل موسم رمضاني النقاش حولها،  فيستمر الرأي حول الأولى سلبيا، بينما يتَأجَّج النقاش حول الثانية دون أن يكون هنالك اتفاق حول مسلسل درامي بِعَينِه، فتتنوع الأذواق ويُفَضِّل كل مُعسكَر عملا بِحَدِّ ذاته”.

واعتبر واكريم في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، أن رمضان الماضي شكل نوعا من الاستثناء الإيجابي لصالح العمل الكوميدي لحسن الفد “طوندونس” الذي خلق نقاشا واسعا وغير مسبوق وقَسَّم المشاهدين إلى قسمين، الأول يُشيد بميزات العمل، والثاني يُفضِّل الفد كما شاهده في شخصية “كبور” في سلسلة “الكوبل” منذ سنوات قليلة خلت، لكن الفد ظل حسب المتحدث بعمله الجديد كما عادته كمن يرمي صخرة في بركة آسنة ويشغل الناس باستمرار.

وأضاف الناقد، أن حسن الفد برجوعه لِلَّون الكوميدي الذي بدأ به مساره التمثيلي وهو “الباروديا” حيث حاكَى في سلسلة “طوندونس” الظواهر الغريبة والكاريكاتورية التي أصبحت تملأ مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب بالخصوص منذ مدة، جاعلا منها أداة خصبة للنقد الاجتماعي السَّاخِر والمُضمَر من خلال رموز وإشارات عاده إلى جمهوره الأول.

وتابع، أن الانتشار الجماهيري الكبير لأعمال الفد كان مع شخصية “كبور” في السلسلة ذات الصيت الشعبي “الكوبل” بجزأيها ثم في الجزء المعنون بـ”كبور والحبيب”، معتبرا أن حسن الفد “قد أصبح يُشَكِّلُ حالة فريدة وظاهرة تثير نقاشا صِحِّيا حول مستوى الأعمال الكوميدية التلفزية بالخصوص وتُحَرك سُكُونَها الذي عَمَ وطَال”.

وعن الأعمال الدرامية رأى الناقد واكريم، أن الأعمال التي عُرضت في رمضان والتي بلغ عددها ثماني مسلسلات، عالجت في غالبيتها مواضيع اجتماعية آنية، وأن بعضها “خرج من النوع الاجتماعي الواقعي ليأخذ شكل السِّلسِلات الميلودرامية ذات المسارات الغير متوقعة والفضاءات المشابهة والمحاكية للمسلسلات الأمريكولاتينية والتركية المدبلجة، وأهم نموذج لهذا الصِّنفِ مسلسل “شهادة الميلاد” الذي يتكون من ستين حلقة”.

ولفت واكريم، إلى أن “السر المدفون” من المسلسلات التي عرفت متابعة جيدة، موضحا أن “تَميُّزه يَكمُنُ أساسا في السيناريو المكتوب عموما بشكل يَتَفَوَّق على أغلب ماعُرض، خصوصا في العشر حلقات الأولى، والذي كتبته المخرجة وكاتبة السيناريو جيهان البحار فيما قام بإخراجه المخرج السينمائي والتلفزيوني ياسين فنان، الذي سبق له أن قدم سلسلات درامية محترمة في المواسم السابقة”.

كما أن فضاء مدينة طنجة الذي تدور فيه أحداث “السر المدفون”، يضيف المتحدث كان محايد، إذ أن “لا الشخوص ولا الأحداث تربطها أي علاقة درامية بالمدينة الشمالية، حتى أن اللهجة التي تتكلم بها الشخصيات هي لهجة الداخل المغربي، لكن رغم ذلك فقد استطاع المخرج ياسين فنان استغلال مواقع التصوير التي تتيحها طنجة ونَوَّعَ فيها بحيث تم اختيار هضبة حي مرشان المُشرِفَة على البحر المتوسط كحي أساسي تدور فيه الأحداث، مع تنويع في باقي المشاهد على مناطق أخرى في المدينة باختيار جيد لمواقع التصوير”.

وأشار ذات المتحدث، إلى أنه قد “تبدو في بعض الأحيان الحبكة البوليسية في السر المدفون يشوبها تمطيط غير مُبَرّر دراميا، فيما كان ممكنا الوصول لحل لُغز الجريمة المفترضة في أقل عدد من حلقات، لكن غِنَى الشخوص وطابعها الواقعي غَطَّى نسبيا على هذا الجانب خصوصا أن أداء الممثلين كان مُتميِّزا في أغلبه إذ تقمص المُشخِّصون أدوارهم بشكل جيد ومتمكن فيه”.

وأشاد الناقد المغربي، بالاقتباس الأدبي الذي حصل في مسلسل “مرجانة” الذي اقتبس عن رواية “أرض المدامع ” للروائي البشير الدامون، الذي أشرف على كتابة سيناريو العمل أيضا، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من “قصر المسلسل إلا أن به تكثيفا للأحداث واختزالا في الحكي واشتغالا على الشخوص بشكل يَتَفَوَّق بكثير على باقي المسلسلات الدرامية المغربية التي عُرِضَت خلال شهر رمضان”.

كما أن “النَّفَس الروائي ظل حاضرا في هذا العمل الأمر الذي يُؤكِّد أن واحدا من بين أهم الحلول للرقي بالدراما التلفزية في المغرب يكمن في الأدب الذي تناساه صُنَّاع هذه الدراما لمدة طويلة إلى درجة أصبحت معها الكتابة السيناريستية هي نقطة الضعف الكبيرة التي تشكو منها هذه الدراما بمستويات متفاوتة من مسلسل إلى آخر”.

ومن مميزات نجاح العمل أيضا حسب واكريم، هو أن مخرجه الشريف الطريبق “حافظ على تَصَوُّره ورؤيته الإخراجية التي تعتمد على التَّقَشُّفِ الإخراجي والاعتماد على ممثلين محترفين مُطَعَّمِين بممثلين غير معروفين أو هواة”، إضافة إلى “استبعاده والكاتب أحداث تاريخية شَهِدتها المنطقة الشمالية من ثورات وهَبَّات ومُتغيِّرات، والتركيز على مِحور السي أحمد ومرجانة وفضاء تطوان مستبعدا فضاء فاس الذي تنتقل إليه الأحداث في الرواية”.

واعتبر الناقد عبد الكريم واكريم، أن المسلسل الميلودرامي الإجتماعي “الإرث” من بين المسلسلات “الأكثر تماسكا ومنطقية في بناء أحداثه ومن بين الأكثر مصداقية في تطور شخوصه وانسجام سلوكاتها مع بنية تفكيرها والوسط الذي تعيش فيه ويُؤثِّر فيها بالسلب أو بالإيجاب، إذ أنه يبدو كنقطة ضوء فيما يخص الكتابة التي يظهر من خلال توالي الحلقات أنه قد تم إعطاؤها وقتها وقيمتها”.

ومن ايجابيات المسلسل أيضا حسب واكريم، أنه “لا توجد به خواءات درامية أو لحظات يتم فيها فقط تمطيط الأحداث على حساب تطور الدراما وبناء الشخوص كما في بعض المسلسلات المغربية الأخرى”.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • Maghfour
    منذ سنة واحدة

    هناك أخطاء في المسلسل اذا لم ينتبه إليها نا يسمى بالناقد يجب أن يعيد سنوات دراسته