مجتمع

هل تدفع جائحة كورونا المغاربة للهجرة من التعليم الخصوصي إلى العمومي؟

مازالت لعبة الشد والجذب مستمرة بين أرباب عدد مؤسسات التعليم الخصوصي وآباء وأولياء التلاميذ، بسبب إصرار المدارس على استخلاص واجبات ثلاثة أشهر الأخيرة كاملة، مما دفع عددا الآباء إلى التعبير عن تذمرهم من هذه المدارس.

هذا الصراع القائم حول واجبات الأشهر الأخيرة دفع آباء 180 تلميذا بإحدى المدارس الخاصة بمدينة فاس إلى تكليف محام بتوجيه طلب إلى المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بفاس، من أجل تمكينه من شهادات المغادرة، قصد الانتقال للتعليم العمومي.

وطالب عدد من آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسات التعليم الخصوصي بتخفيض واجبات تمدرس أبنائهم في ظل جائحة كورونا، لأن الجائحة أجبرت بعضهم على التوقف الاضطراري عن العمل، كما أن ساعات الدراسة تقلصت في ظل التعليم عن بعد.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، أكد عضو المكتب الوطني للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، محمد مشكور، أن من أبرز مطالب الآباء تخفيض واجبات التمدرس.

وكشف المتحدث، أنهم لمسوا خلال هذه الأزمة، تذمرا كبيرا لدى فئة عريضة من آباء وأولياء التلاميذ بالتعليم الخاص، بسبب إصرار المؤسسات التعليمية على استخلاص واجبات الأشهر الثلاثة الأخيرة كاملة.

وتابع مشكور أن عددا من الآباء الذين تواصل معهم، عبروا عن رغبتهم في نقل أولادهم إلى المدارس العمومية لمتابعة دراستهم، محملا عددا من المدارس الخاصة المسؤولية.

وأوضح مشكور أنه ليس بإمكان المدارس الخاصة الامتناع عن تسليم شهادات الانتقال للتلاميذ بذريعة عدم تسديد واجبات التمدرس، إذ بإمكان الآباء اللجوء إلى المديريات الإقليمية لتسلم شهادات الانتقال، في ظل رفض المؤسسة التعليمية.

وانتقد المتحدث تعامل بعض المدارس الخاصة مع الآباء، قائلا إن الجائحة تقتضي إعمال مبدأ التضامن، خصوصا أن عددا من الأسر تضررت، منتقدا لجوء بعض المؤسسات إلى مقاضاة الأسر من أجل استخلاص واجبات التمدرس.

وأشار إلى أن بعض الأسر قد تلجأ إلى نقل أبنائها من مؤسسة إلى أخرى دون الخروج عن نطاق التعليم الخاص، واستدرك بأنه في حالة تضامنت مؤسسات التعليم الخاص فيما بينها واتفقت على رفض من انتقل إليها بسبب هذا الصراع، فإن ذلك سيسبب هجرة نحو التعليم العمومي.

من جهته استبعد المحلل الاقتصادي والباحث في المعهد المغربي لتحليل السياسات، رشيد أوراز، هجرة آياء وأولياء التلاميذ نحو التعليم العمومي، بسبب مشاكلهم مع المدارس الخاصة.

وأوضح أوراز أن العوامل التي جاءت بعدد من الآباء للتعليم الخاص متعددة، معتبرا أن التعليم العمومي بالمغرب فيه مشاكل أكبر من التي سببتها الجائحة للتعليم الخصوصي.

واعتبر أن الصراع حاليا بين الآباء والمدارس الخاصة، ليس سببا كافيا للهجرة نحو التعليم العمومي، مضيفا أن هذه الهجرة ترتبط أساسا بإصلاح المنظومة التعليمية من طرف الدولة وتوفير شروط الأمان.

واسترسل المتحدب بأن ما يشجع عددا من الدارس الخاصة على التمادي في مطالبها للآباء بالآداء، هو إدراكها لغياب المنافسة في السوق، خصوصا في التعليم العمومي.

أما بخصوص انتقال التلاميذ إلى التعليم العمومي بسبب اختلال التوازنات المالية لعدد من الأسر، فيرى أوراز بأنها ستكون حالات معزولة لأننا لم نصل بعد لأزمة اقتصادية أو ركود عام.

وقال إن حديث البعض عن حدوث أزمة اقتصادية في المغرب، بسبب جائحة فيروس كورونا، مغلوط، مشددا على أن الأزمة الاقتصادية لها مؤشرات أخرى، وأن ما نعيشه إلى حدود اليوم مجرد “إغلاق اقتصادي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • زوهير المهدي
    منذ 4 سنوات

    في الوقت الذي كان ينبغي على ممثلية القطاع الخاص التفاوض مع الدولة لحل جميع مشاكلها الناجمة عن كورونا لجأت المدارس الخاصة الى المواطن الذي لا يمكنه ان يؤدي الاقساط الشهرية لسببين أساسيين تقلص الحصص الدراسية من 29 حصة حضورية في الاسبوع الى 12 حصة دراسية عن بعد باستعمال الواتساب. انقطاع الاباء عن العمل في القطاع الخاص الاقتطاع من اجور الموظفين خصوصا الاسر التي يعيلها موظف واحد