وجهة نظر

تفجيرات بيروت.. وراء الأكمة ما وراءها

مرفأ بيروت

مشهد مرعب وكارثي ذاك الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت بعد الانفجار الضخم المفزع والدموي لحمولة متفجرات بمرفأ بيروت. الحادث ذكر العديد بحادث القاء القنبلة النووية سنة 1945 على مدينة هيروشيما اليابانية خلال نهاية الحرب العالمية الثانية.

انفجار بيروت خلف الى حد الساعة مئات الوفيات والاف الجرحى وخسائر مادية قدرت بملايين الدولارات. وجاء في توقيت ينشغل فيه البلد والعالم بمحاربة وباء كورونا ، وتصعيد صهيوامريكي ضد لبنان وعقوبات اقتصادية على بلد يعاني اصلا.

تتضارب الآراء بشان الجهة او الجهات المتورطة في الانفجار، بين من يرى انه حادث عرضي ، وبين من يرى ان الامر غير ذلك ، وان في الامر شيء من حتى ، وان وراء الاكمة ما وراءها ، وان جهة ما او جهات معينة خططت ودبرت لهذا الحادث الاجرامي في حق لبنان واللبنانيين.

توقيت الانفجار ليس بريئا ، خاصة وانه جاء بعد تصعيد اسرائيلي وامريكي ضد لبنان وعقوبات اقتصادية على بلد يعاني صعوبات اقتصادية. واستبقته تصريحات لوزير الخارجة الامريكي ، خلال الايام القليلة الماضية ، الذي صرح بان ” لبنان امام الفقر الدائم او الازدهار المحتمل”. واستبقته ايضا احتجاجات لأحرار الشعب اللبناني ضد فساد واستبداد طغمة حاكمة عاتت نهبا وسلبا في مقدرات وثروات البلاد والعباد.

اسرائيل سارعت ، وفي رمشة العين وسرعة البرق الى نفي ارتباطها وضلوعها في الحادث ، بل واكثر من ذلك وفي نفاق عجيب وغريب ومريب ، وضحك على الذقون والعقول ، طرحت مسالة مساعدة لبنان للخروج من الكارثة ، وهي بهكذا تصرف تكون قد سقطت في موقف شكيزوفريني ” انفصامي” مع لبنان اتجاه الحادث ، فهي مساهمة في عقوبات اقتصادية عليه من جهة ، وتعلن التضامن رياء من جهة ثانية . تقتل الميت وتمشي في جنازته.

الايام او ربما الاشهر المقبلة وتحقيقات موضوعية شفافة ونزيهة كفيلة بكشف الجهة ، اوالجهات المتورطة في هذا العمل الاجرامي الارهابي الجبان ، الذي استهدف شعبا مسالما مقاوما . هذا العمل الاجرامي الجبان والمدان ، وبغض النظر الجهة او الجهات التي تقف وراءه ، سواء اكانت داخلية او خارجية يخدم مصلحة الكيان الصهيوني اولا . وامريكا ثانيا . وعملاءهما ثالثا. كما يخدم مصلحة من لم يستسيغوا استقلال راي لبنان وحياده الايجابي حيال الكثير من القضايا العادلة ، ويخدم ايضا الطغمة الاوليكارشية المالية ، التي انتفض في وجهها الشعب اللبناني الابي.

لبنان وشعبه الصامد الابي المحب للسلام ، والتواق للانعتاق ، كان ولازال مستهدفا من طرف اعداء الحرية والامن والامان وكل القيم الانسانية النبيلة ، ولا شك في ذلك ، لكن ما لاشك فيه ايضا ان البلد سيخرج من هده النكبة صامدا وشامخا ابيا ، كما وسبق له الامر في محطات عديدة اليمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *