مجتمع

اعويطا: المغاربة مرتبطون بقوة بالكتاتيب القرآنية.. وما قاله رفيقي “غير علمي”

المشرف على مركز يقين

اعتبر الناشط جلال اعويطا، أن المغاربة مرتبطون بقوة بالكتاتيب القرآنية لصغارهم، ويسعون يومياً لتطويرها وجعلها فضاءات تربوية قوية لهم، مستنكرا حملة التشويه التي تتعرض لها هذه الكتاتيب تزامنا مع قضية “فقيه الزميج” المشتبه في اغتصابه لفتيات قاصرات داخل كُتَّاب قرآني قرب طنجة.

وقال المشرف على مركز “يقين” للدراسات والأبحاث، إن ما قاله الباحث محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بـ”أبو حفص”، حول وجود تطبيع مع اغتصاب الأطفال من طرف “الفقيه” بالكتاتيب القرآنية، “هو حديث غير علمي بل مجرد كلام عاطفي دافعه حقد ظاهر على هذه العادة المغربية المتجذرة في تاريخنا”.

وأوضح اعويطا في تدوينة له، ردا على تدوينة لرفيقي، إن المغرب يضم أكثر من 14 ألفا و122 كُتّابًا قرآنيًّا، مشيرا إلى أنه في علم الاجتماع، يتطلب تَحوُّل إحدى الأمور إلى مشكلات أو ظواهر اجتماعية إلى أن يكون الأمر شائعا بالمجتمع بنسب مرتفعة، مثل المخدرات والعنف والرشوة.

وأضاف: “هذا الضابط لا يُسعف أبا حفص في جعل واقعة اغتصاب الفقيه للأطفال ظاهرةً مستفحلة في مجتمعنا ثم تعميم النظرة السلبية على سائر الكتاتيب، لأن الأمر هنا يتعلق فقط بحادثة تضاف إلى حوادث محدودة جدا تُعد على رؤوس الأصابع، والمجتمع المغربي بجميع أطيافه يستحيل أن يسكت أو يُطبع مع هذه الحوادث إلا إن كان أبو حفص يتكلم بلسان غير لسان المغاربة”.

وتابع قوله: “لا أظن أن أبا حفص مرّ على 14.122 كُتّابا قرآنيا ولا حتى على 0,001% منها حتى يُطلق مثل هذه الأحكام الجاهزة (…)، فلا يُمكن تشويه هذه الفضاءات المغربية الأصيلة غي حيث أبو حفص مر بأزمات كثيرة بمخيمات التكفيريين ثم في السجن بسبب تكفيره للمغاربة وتحريضه عليهم، ثم خرج حاقداً بهذا الشكل على هذه المظاهر العظيمة في مجتمعنا”.

واعتبر المتحدث أن المقصود ليس هو تبرير الفعل، “بل أقول كما يقول جميع المغاربة: يجب الضرب بيد من حديد وبقوة على كل من آذى أطفالنا بأي صورة من صور الإذاية، سواء بالقتل، أو بالاغتصاب، أو بالتحرش، أو بهضم الحقوق كحق التعليم وحق التطبيب وغيرها من الحقوق أو بتشويه فضاءاتهم التربوية”.

وأشار إلى أنه لا يوافق مطلقاً على أن “يركب غارق في الفشل على حدث جزئي ويُغالط بشكل عاطفي ليعمم حكما سلبيا على الجميع.. حمى الله المغرب من شر الأشرار وحفظ الله عليه كتاتيبه القرآنية ولا وفق الله من يسعى في تشويهها وتعميم التخربيق عليها، وأعان الله مؤسسات الدولة على حماية صغارنا من كل الاعتداءات”.

وكان الباحث محمد عبد الوهاب رفيقي، قد اعتبر في تدوينة له، أن ظاهرة “لفقيه” واغتصاب الأطفال “من المسكوت عنه في المجتمع، مع أنها أمر واقع، وبشكل كبير جدا، وتتداخل فيها عوامل نفسية، واجتماعية كثيرة”، وفق تعبيره.

وقال رفيقي: “بحكم أنه درس بالكتاتيب القرآنية، في مناطق مختلفة، تنأكد أن الموضوع خطيير، ولا يمكن السكوت عليه، وأنو كاين تطبيع مع الظاهرة، أو محاولة إنكار لها، فقط لأن الفاعل ” لفقيه د الجامع”.

أبو حفص أشار إلى  أن “الموضوع لا يمكن توظيفه لتصفية حسابات مع أي جهة، بقدر ما يحتاج إلى فضح، وحزم، وكشف المستور، وحماية أطفالنا من أي ممارسات ممكن أن تدمر حياتهم، أو تركب فيهم العقد التي ستلازمهم طول حياتهم”.

وتفجر ملف “فقيه الزميج” حين أوردت جريدة “العمق” خبرا حصريا، يوم الأربعاء المنصرم، يكشف فيه آباء وأمهات الطفلات عن تعرض بناتهن للاغتصاب بمدشر الزميج، حيث أوضحوا أن “الفقيه” المعني ظل منذ تعيينه إماما بأحد مساجد المدشر، يمارس التغرير بالطفلات ويهتك أعراضهن في سن صغيرة.

وقال آباء وأمهات بعض الطفلات إن بناتهن تعرضن لهتك العرض والاعتداء الجنسي من طرف الإمام المذكور طيلة 4 سنوات في المسيد التابع للمسجد، لكنهن لم يفصحن عن أي شيء بسبب عدم معرفتها بخطورة الأمر حينها بحكم صِغرهن، ونظرا للتهديد الذي كان يمارسه “الفقيه” بحقهن، فيما اعتبرت أسرة وأقارب الفقيه أن هذه الاتهامات باطلة وهدفها “تصفيات حسابات”.

ويوم السبت المنصرم، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بطنجة، في بلاغ له توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنه جرى تقديم المشتبه في ارتكابه جناية هتك عرض قاصرات دون 18 عاما، بمدشر الزميج بجماعة ملوسة بإقليم الفحص أنجرة، إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بطنجة.

وأوضحت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بطنجة، أنه تقرر تقديم مطالبة بإجراء تحقيق للاشتباه في ارتكابه جناية هتك عرض قاصرات دون سن 18 سنة بالعنف، وهتك عرض قاصرات دون سن 18 سنة نتج عنه افتضاض من طرف موظف ديني، حيث قرر قاضي التحقيق إيداعه السجن المحلي طنجة 1.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *