منتدى العمق

المدرسة حصن متين والمدرس قلعة شامخة وجب حفظهما

تحية مفعمة بالمحبة والتقدير لأساتذتنا في يومهم الأممي، ففضلهم علينا كبير، واحترامنا لهم دائم، واعترافنا بفضلهم لا يفتر ولا ينضب…

فبناء المستقبل وتنشئة جيل صالح متشبع بالأخلاق والمبادئ ومتشبث بقيم المواطنة، وإدراك حس المسؤولية والفعل الجاد، مدخله المدرسة ومخرجه المدرسة، هذه الأخيرة التي تقاوم وتكابد كل المكائد والمؤامرات الخسيسة التي تهدف تحطيم عظيم صورتها وعطائها ورمزيتها، بقصد او عن غير قصد، من فئات مجهولة أو معلومة…

لا يهمنا هذا الواقع الأليم وهذا البؤس العائم تجاه المدرسة، ولكن نحن اليوم في حاجة ماسة إلى تضافر الجهود وخلق وعي جديد، وتعبئة مجتمعية تجاه المدرسة لحفظ حصنها المتين من كل قول او فعل او إساءة مغرضة، تحدث الاهتزازات والتشققات في جسدها، جراء ما يلحقه من نيل من سمعتها ورغبة في جعلها هشة متآكلة…

إن هذا الفعل هو عمل مسؤول من أجل الصورة التى نريد أن نرى عليها أجيالنا القادمة، وهو تخطيط وبناء من أجل الوطن ومن أجل إحداث التقليعة المرجوة، والتي طال انتظارها وسيطول، لا قدر الله اذا لم تستيقظ ههم الضمائر الحية وتواجه كل دنيء مسيء للمدرسة، وتدافع ضد كل قرار كيدي يحطم صورتها ويضرب في فاعليتها…

ان تحقيق هذا العمل رهين باستحضار عناصر أساس منطلقها الإرادة وتجاوز عقلية التباكي والوقوف على الأطلال، وإنما التعامل مع الواقع وتشخيصه والبحث عن حلول ناجعة، تبني آفاقها من منطلق إعادة المجد للمدرسة، فهذا الأفق وهذا التطلع مرتبط أساسا بأطر التعليم، والاهتمام بهم وعدم المس بكرامتهم وحقوقهم، فالالتفات إليهم والإنصات لهم هو عمل من أجل المدرسة واستعادة لهيبتها ومكانتها، وعلاوة على ذلك لا يجب النظر الى المؤسسة كفضاء معزول من مختلف مكونات المجتمع، وإنما اعتبارها كلا مشتركا الكل معني بالحفاظ عليه وحمايته من كل المتطفلين، وخلق دينامية مدنية فاعلة تجاه المدرسة، منطلقها إرساء كل دعائم المشاركة المواطنة صوب هذا المرفق العام، بدعمه وتوفير كل الإمكانات التي تجود أداء المدرسة، والنظر إليها كبنية من النسيج الاجتماعي، وجب أن تكون في صورة نموذجية…

هذا جزء من عناصر كثيرة، يتداخل فيها السياسي بالاجتماعي فالثقافي… لكن الحرص على إحقاق هذه المبادئ البسيطة هو لبنة لمحو الظلام القاتم والصورة السلبية تجاه المدرسة، ونشدانا لمدرسة مثالية كفضاء تربوي خلاق ومنتج ينمي كل قيم المواطنة والإبداع والإنتاج والابتكار، وكمحيط يرسخ مبادئ الحوار والتعاون، ومجال مفتوح على المجتمع من أجل بناء جيل واعد رؤيته الطموح والعمل، وغايته المساهمة في تشييد صروح المجتمع.

*أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *