مجتمع

نقيب الأطباء بالقطاع العام يكشف أسباب العودة للإضراب والاحتجاج بعد أشهر من تعليقها

كشف الكاتب العام للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، المنتظر العلوي، عن أسباب إعلان نقابته “انتهاء الهدنة” واستئناف سلسلة الاحتجاجات والإضرابات الوطنية، بعدم تعليقها لأشهر بسبب انخراط الأطباء في مواجهة فيروس “كورونا”.

وأوضح العلوي في تصريح لجريدة “العمق”، أن الأطباء ينتظرون منذ شهر غشت الماضي، أن تنفذ وزارة الصحة مضامين الاتفاق الذي وقعته مع النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والذي يتستجيب لأهم مطلب للأطباء وهو تخويل الرقم الاستدلالي 509.

وقال العلوي إن الاتفاق المشترك نص على العمل على أجرأة تخويل الرقم الاستدلالي 509 في أقرب الأجال، معتبرا أن الأطباء لم يلمسوا منذ غشت الماضي وإلى اليوم، أي رد فعل من وزارة الصحة لتفعيل هذا الاتفاق، “وهو ما جعلنا نلمس وجود تنكر لملفنا المطلبي رغم أننا كنا قد استبشرنا خيرا بعد الاتفاق”.

يأتي ذلك بعدما اتهمت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، الحكومة بـ”التنكر لهم بعدما قدموا أرواحهم فداءاً ودِفَاعاً عن هذا الوطن”، مقررة تصعيد خطواتها الاحتجاجية عبر خوض إضراب مفتوح عن العمل مع وقفات احتجاجية وطنيا ومحليا، وذلك ضمن “حداد مفتوح” بالمملكة مع عودة الأطباء إلى ارتداء البدلة السوداء، كما هددت بتقديم الأطباء لاستقالات جماعية وفردية.

واعتبر العلوي أن الأطباء التزموا بالاستمرار في النضال من أجل ملفهم المطلبي كما التزمو بأداء واجبهم “بدون منة على المواطنين ولا على الوطن”، مشيرا إلى أنهم سجلوا تماطلا وتلكؤا من طرف الوزارة الوصية والحكومة في تفعيل مطالبهم.

وتابع قوله: “نعود إلى النضال بعد تعليق مؤقت لجميع الأشكال الاحتجاجية بسبب كوفيد 19، كما أوقفناها أيضا بعد الفترة الأولى لتولي الوزير الجديد مهامه”، لافتا إلى أن الشغيلة الصحية بصفة عامة نعيش في ظروف سيئة وصعبة.

وأردف قائلا: “خلال أزمة كورونا، الكل اصطفى إلى جانبنا، وعلى رأسهم المواطنين الذين وقفوا على الدور المحوري للطبيب والصيدلي وجراحي الأسنان وجميع الفئات الأخرى للصحة، خاصة في القطاع العمومي”.

وأشار إلى أن المواطنين “وقفوا وعلى ظروف العمل والمشاكل التي نواجهها والخصاص في الموارد البشرية واللوجستيك والتجهيزات البيوطبية والشروط العلمية التي تكون منعدمة في بعض الأحيان، إلى جانب ضعف الميزانية”.

لذلك، يضيف المتحدث: “نطالب بتحسين ظروف العمل والاشتغال واستقبال المواطن وكافة مطالبنا، لأنها حقوق ضائعة وليست امتيازات إضافية، فإما أن تُحقق مطالبنا العدالة، وإما أن تمنحنها الوزارة حريتنا وتقبل استقالاتنا”، وفق تعبيره.

وقررت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، خوض إضراب وطني لمدة 48 ساعة يومي الأربعاء والخميس 4 و5 نونبر المقبل، بإستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، منددة بموقف الحكومة “غير المفهوم من الملف المطلبي للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان بالقطاع العام”، محملة إياها “مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً”.

وأعلنت النقابة عن تنظيم وقفات محلية وجهوية في جميع أنحاء المملكة، في اليوم الأول من الإضراب (الأربعاء 4 نونبر) وفي نفس التوقيت، إبتداءاً من الساعة العاشرة صباحاً، مع الإستعداد لخوض إضرابات وخطوات تصعيدية والترتيب لتنظيم وقفات احتجاجية وطنية بالرباط أمام كل من وزارة الصحة ووزارة المالية لاحقاً.

كما قررت تنظيم مسيرة وطنية حاشدة بمشاركة كل الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان القطاع العام، انطلاقا من من وزارة الصحة إلى مقر البرلمان بالرباط، مع وقفة أمام البرلمان، سيعلن عن تفاصيلها لاحقاً.

وفي نفس السياق: أعلنت النقابة ذاتها استئناف الأشكال التي تم تعليقها سابقاً، وعلى رأسها الإعلان عن الحداد المفتوح والدائم لطبيب القطاع العام بارتداء البذلة السوداء وبحمل شارة “509”، وتقديم الاستقالات الجماعية والفردية.

ويتعلق الأمر أيضا باستئناف مقاطعة الحملات الجراحية “العشوائية” التي لا تحترم المعايير الطبية وشروط السلامة للمريض المتعارف عليها، واستمرار فرض الشروط العلمية للممارسة الطبية وشروط التعقيم داخل المؤسسات الصحية والمركبات الجراحية، مع استثناء الحالات المستعجلة فقط.

وطيلة الأشهر المقبلة، يقول البلاغ، قررت النقابة استئناف مقاطعة حملة الصحة المدرسية “لغياب الحد الأدنى للمعايير الطبية والإدارية”، والاستمرار في إضراب الأختام الطبية، مع مقاطعة التشريح الطبي، والقوافل الطبية، وجميع الأعمال الإدارية غير الطبية، والتقارير الدورية، وسجلات المرتفقين.

وتشمل المقاطعة كذلك، وفق ذات المصدر، الإحصائيات باستثناء الإخطار بالأمراض الإجبارية التصريح، والشواهد الإدارية باستثناء شواهد الولادة والوفاة، والاجتماعات الإدارية والتكوينية، مع مقاطعة تغطية التظاهرات التي “لا تستجيب للشروط الواردة في الدورية الوزارية المنظمة لعملية التغطية الطبية للتظاهرات”.

وقالت النقابة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، إن أطباء القطاع العام “خاضُوا حرباً ضروساً وغير مُتكافئة مع عدُوٍ عنيدٍ مُتَربِّصٍ استطاع أن يخْتطِف العديد منهم، وقدموا أرواحهم فداءاً ودِفَاعاً عن هذا الوطن، منهم من كان في ريعان شبابه ومنهم من ترك أسرته من دون كفيلٍ، دون أن ينال ذلك من عزمهم وثباتهم”.

وأضافت أن “آخر شيء كان يتوقعه طبيب القطاع العام المغربي، بعد كُلِّ ما أبانَ عنه من عطاء ونكران للذّات، هو أن تتنكَّر الحكومة المغربية لكل تضحياته ولروحه الوطنية العالية التي أبانَ عليها خلال هذا الظرف الاستثنائي الذي عاشه ويعيشه مغربنا العزيز، فبِمُجرّد ما نادى صوت الواجب الوطني لم يتردد طبيب القطاع العام ولم يتهاون أو يتخاذل في تلبية النداء”.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *