صورة لرجل سلطة “يصفع” ممرضا خلال احتجاج بالرباط تثير جدلا واسعا (صور)

أثارت صورة تُظهر رجل سلطة وهو يصفع ممرضا في زمن كورونا خلال تفريق وقفة احتجاجية نظمها الممرضون وتقنيو الصحة، أمس السبت، أمام وزارة الصحة بالرباط جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتداول العديد من النشطاء الإلكترونين صورة “الاعتداء” على الممرض الذي ظهر وهو يتلقى صفعة من رجل سلطة، مرفقين إياها بعبارات الاستنكار والإدانة للطريقة التي تم التعامل بها مع الممرضين الذين يحاربون في الصفوف الأمامية ضد جائحة كورونا منذ حوالي تسعة أشهر.

وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من “إهانة” كرامة الممرض الذي خرج في وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بحقوقه المشروعة، مطالبين المسؤولين برد الاعتبار له.

وفي هذا الصدد قال الناشط محمد الزهاري: “عندما تنزل آلة القمع بهذا الشكل ويتم تعنيف فئة من المواطنات والمواطنين كانوا ومازالوا في خط المواجهة والتماس مع الوباء، عندما تمتد يد مسؤول سلطوي وتصفع وجه ممرض يحتج على تحسين وضعيته وشروط ترقيته، عندما يعتدي رجل من القوات المساعدة على ممرض آخر وهو يرتدي وزرته البيضاء، عندما يستمر حدوث مثل هذه السلوكات دون ترتيب الجزاء، فأكيد أنه سيتكرر ذلك، ويتم تكريس سياسة واضحة للإفلات من العقاب”.

وعلق المحلل السياسي عمر الشرقاوي على الصورة قائلا: “هذه الصورة غير مقبولة بتاتا، صفع مواطن لا يدخل ضمن انفاذ القانون، والسيء في الصورة أن المصفوع ممرض ينتمي لرجال ونساء ضحوا ومازالوا بحياتهم لإنقاذ المرضى من مخالب كوفيد”.

وأضاف الشرقاوي: “ما هكذا ينبغي مجازاة الممرضين والممرضات كان الأولى أن يقوم وزير الصحة بالرفع من أجورهم لا دفعهم للاحتجاج في ظرف حساس، أتمنى من المسؤولين ولدي أمل كبير في ذلك أن تتم مساءلة صاحب الفعلة”.

من جهته كتب ناشط فيسبوكي يدعى محمد أمين:”صفع ممرض أثناء احتجاج سلمي ردة حقوقية خطيرة وإساءة لصورة المغرب دولة ومؤسسات، وتستدعي وقفة حازمة لكل القوى الديمقراطية في هذا البلد تجاه هذا السلوك الغير مبرر، كل التضامن مع ملائكة الرحمة جنود الصفوف الأمامية”.

وعبر حسن المناني عن حزنه من طريقة التعامل مع الممرض فكتب في تدوينة: “للأسف هكذا يتم مكافأة الأطر الصحية بعد قرابة تسعة أشهر من الإجهاد الجسدي والضغط النفسي والحرمان من الرخص السنوية”.

واعتبر الناشط الفيسبوكي محمد القاسمي أن ما قام به رجل السلطة “تصرف لا يليق برجل قانون في وضع جد حساس وما تمر به البلاد، يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة وخصوصا عندما تتعلق بالكرامة الإنسانية ولأناس من قطاع ضحوا ولازالو يضحون في أوضاع جد موبوءة، للأسف الشديد مازالت مثل هذه التصرفات المشينة تسيء للوطن وما قطعه من أشواط في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، كل التضامن اللامشروط”.

وقال الناشط طيب شروان تعليقا على حادثة صفع الممرض: “هذه الممارسات تسيء إلى سمعة الوطن، ولا نملك إلا أن نستنكرها وبشدة، فالاعتداء على المواطنين وإهانتهم بهذه الأساليب التي أكل عليها الدهر وشرب، هو اعتداء على الوطن وتشويه للصورة التي يسعى المغرب لرسمها لنفسه خارجيا”.

يشار إلى أن السلطات الأمنية كانت قد فضت أمس السبت وقفة احتجاجية نظمها الممرضون وتقنيو الصحة أمام وزارة الصحة بالرباط للمطالبة بترقيتهم وتحسين أوضاعهم، بطريقة وصفتها عدد من النقابات بـ”العنيفة والقمعية”.