سياسة

حامي الدين يدعو للقطع مع ثقافة الريع بالصحراء ويعدد تحديات القضية الوطنية

عبد العالي حامي الدين

دعا القيادي في حزب العدالة والتنمية والأستاذ الجامعي، عبد العالي حامي الدين إلى القطع مع ثقافة الريع في الأقاليم الجنوبية، مقابل تشجيع ثقافة العمل والاستثمار.

وقال حامي الدين، أمس الثلاثاء في ندوة عن بعد حول قضية الصحراء نظمها فرع البيجيدي بإنزكان أيت ملول، إن المغرب اليوم أمام تحديات كبيرة، أبرزها؛ “ضرورة مراجعة العلاقة مع الإنسان الصحراوي الذي يدرس في الجامعات”.

وشدد على ضرورة القطع مع ثقافة الريع في الصحراء “التي سادت في مرحلة معينة لأسباب معينة”، داعيا إلى تشجيع ثقافة العمل والاستثمار و”تشجيع الإيمان والثقة في العمق الوطني للإنسان الصحراوي”، معتبرا أن كرامة الإنسان الصحراوي تجعله مترفعا عن ثقافة الريع.

ومن التحديات التي تواجه القضية الوطنية للمغرب، حسب حامي الدين، “تعزيز مسار الجهوية المتقدمة”، قائلا إن “الجهوية المتقدمة الحقيقية أي استقلالية الجهات في تدبير شؤونها والثقة في هذه المؤسسات ومنحها الإمكانيات”، يمثل مدخلا أساسيا لإقناع ما تبقى منمن يؤمن بالأطروحة الانفصاليين بأن هناك مسار حقيقي في طور التشكل يجب أن يلتحقوا به.

التحدي الثالث، يقول حامي الدين، يتعلق بالمسار الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، “نحن لسنا محتاجين إلى من يطالب المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان، ينبغي أن نثق في قدراتنا على إنشاء مؤسسات كفيلة بمراقبة احترام حقوق الإنسان في جميع مناطق المغرب”.

وحث حامي الدين على فتح نقاش حقيقي بين المجتمع المدني والمثقفين على مستوى المغرب الكبير، معتبرا أن المغرب الكبير هو الأفق الاستراتيجي لتذويب الخلافات السياسية.

وأشار المتحدث إلى وجود تحولات في المنطقة لصالح المغرب وقضيته الوطنية، فهناك تحول في الجزائر “أفقه هو إصلاح الدولة الجزائرية لتكون متلائمة مع الديمقراطية”، أما التحول الثاني فهو ما يجري في ليبيا، ثم ما يجري في تونس “رغم صعوباتها”، ومكالمة الملك محمد السادس مع الرئيس الموريتاني تشكل تحول استراتيجيا أيضا، يضيف حامي الدين.

وشدد حامي الدين على ضرورة استحضار تاريخ القضية لفهم الأزمة، “يمكن البداية بالتاريخ الاستعماري للمنطقة ونفهم كيف ساهم الاستعمار في التقسيم، والغموض الذي طبع الحدود بين المغرب والجزائر صعب حل مشكل الصحراء”.

ودعا أيضا إلى استحضار أن الحكام العسكريين للجزائر يتبنون عقيدة إضعاف الجار، “بالنسبة إليهم المغرب قوي يعني أنه توسعي، ويرون في المطالبة بترسيم الحدود كأنها مطالبة باستعادة المغرب الكبير”، كما دعا إلى استحضار الحرب الباردة والحرب بالوكالة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *