ملف

“مملكة التناقضات”: ما هو مستوى معيشة المغاربة؟ (ح 63)

مضاعفة الطبقة الوسطى ممكن في غضون ثلاثين عاماً

فرض الحجر الصحي لتفادي انتشار كورونا

تنشر جريدة “العمق”، على حلقات، ترجمة حصرية لكتاب “مملكة التناقضات .. المغرب في مئة سؤال”* الذي قام بتأليفه المؤرخ الفرنسي الشهير بيير فيرمورين.

ويتكون الكتاب من مقدمة، بالإضافة إلى ثمانية أقسام؛ الأول تحت عنوان: “التاريخ .. مملكة ذات شرعية” ويشمل 14 فصلا، والثاني تحت عنوان: “الجغرافيا .. صلة الوصل بين فضائين كبيرين” ويشمل 8 فصول.

أما القسم الثالث فهو تحت عنوان: “المجتمع .. رصيد من التراكمات”، ويشمل 15 فصلا، في حين تمت عنونة القسم الرابع بـ “الديانة .. قوة إسلامية واعية بدورها”، ويشمل 10 فصول، أما القسم الخامس فقد جاء تحت عنوان: “السياسة .. تحت قيادة أمير المؤمنين”، ويشمل 15 فصلا.

القسم السادس، والمكون من 12 فصلا فقد جاء تحت عنوان: “الاقتصاد .. من الحمار إلى القطار فائق السرعة”، في حين اهتم القسم السابع المكون من 12 فصلا أيضا بالثقافة، بينما تم تخصيص القسم الثامن والأخير لمسألة العلاقة الدولية للمغرب، حيث “كل شيء من أجل الصحراء”.

وتكمن أهمية الكتابة في أنه يقدم نظرة حول المغرب بعيون مؤرخ فرنسي، حاول قدر الإمكان، أن يكون محايدا في قراءته لتاريخ المغرب، كما أن الكتاب سيكون وثيقة مهمة للباحثين المغاربة وغيرهم من أجل معرفة الشيء الكثير عن المغرب، الذي قال المؤلف إنه “مملكة التناقضات”.

الحلقة 63: ما هو مستوى معيشة المغاربة؟

المغرب “بلد متوسط أعلى” وفقا للبنك الدولي، ولكن الفجوة مع البلدان المتقدمة أو الصناعية لا تزال كبيرة (الدخول في هذه الشريحة هو 000 13 دولار من الدخل الفردي السنوي). ووفقاً لصندوق النقد الدولي، ففي عام 2017، احتل المغرب المرتبة 119 من أصل 192 دولة مصنفة. لذلك فهو بعيد عن حالة الثروة التي يعلنها بعض المحللين في كثير من الأحيان.

المغرب لديه مستوى متوسط من التنمية والذي يتحرك ببطء شديد، وقبل كل شيء بسرعة أقل بكثير من الاقتصادات القريبة منه. وأفضل مثال على ذلك هو الصين: ففي بداية هذا القرن، كان مستوى إنتاج الفرد الصيني يعادل مستوى المغرب؛ وبعد خمسة عشر عاما، أصبح ثلاث مرات أفضل من المغرب، وفيما يتعلق بالقيمة الظاهرة، فإن نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام في المغرب أعلى بكثير أو يعادل الناتج الداخلي الخام في الهند أو مصر أو تونس. ولكن عند تحويله إلى سلع حقيقية فهو لا يزال متفوقا على الهند، ولكنه يصبح متجاوزا من طرف تونس، وخاصة مصر (50% أكثر).

والمغرب له استهلاك مماثل لاقتصادات التخطيط أو الاشتراكية سابقا، ولكن مستوى الأسعار فيه لا يساعد على الاستهلاك وهذا أمر مهم ويفسر الضعف المذهل للطبقة المتوسطة الوطنية. ووفقاً لخبير اقتصادي في صندوق الإيداع والتدبير فإن الطبقة المتوسطة ستقتصر على 10 في المائة من السكان إذا ما تناولنا متوسطا للدخل يتراوح بين 000 1 و000 4 يورو في السنة لكل أسرة، وهو معدل مستوى المعيشة الحضري العالمي (كلفة الشقة والسيارة ومصاريف الدراسة والاستهلاك).

ويقدر هذا الخبير الاقتصادي أن مضاعفة الطبقة الوسطى ممكن في غضون ثلاثين عاماً. وفي الوقت الحاضر، لا يزال عدد السكان القادرين على الاستهلاك فوق عتبة المعيشة (60 من أصل 1000 مغربي يملكون سيارة مقارنة بـ 600 أوروبي)، أو يتسوقون في السوبر ماركت، عددا قليلا نسبيا.

إذا قمنا بإزالة الطبقات العليا، 1 إلى 5% من السكان، وبتوسيع الطبقة الوسطى قليلاً، فإن 80% من السكان ما زالوا ينتمون إلى الطبقات الشعبية، والمغاربة يدركون ذلك جيداً: إنهم يقارنون أنفسهم باستمرار بالمهاجرين والسياح.

وفقا لتقرير الأمم المتحدة عن الفقر في المغرب الذي نشر مع المفوضية السامية للتخطيط في عام 2016، تعاني البلاد بشكل غير طبيعي من الفقر والحرمان وهو ما يشمل 60% من المغاربة حيث يعيش نصفهم في فقر مدقع، والنصف الآخر في فقر متوسط يحرمهم من الحقوق الأساسية (المدرسة، والغذاء الكافي والرعاية الصحية).

إن مستوى المعيشة غير متجانس وراء المعدلات الرسمية. الجزء العلوي من المجتمع يعيش كما هو الحال في أوروبا، وأسفل المجتمع يمكث في وضعية القرى الأفريقية.

ترجمة: العمق المغربي

يتبع …

تنويه: ما يرد في هذه السلسلة هو وجهة نظر الكاتب وليس تعبيرا عن رأي جريدة “العمق المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *